بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 نيسان 2020 12:02ص الهدنة في اليمن تدخل حيز التنفيذ

واشنطن تُشيد بالرياض وتحضّ الحوثيين على التجاوب

يمني يرتدي كمامة في صنعاء بعد ساعتين من سريان الهدنة (أ ف ب) يمني يرتدي كمامة في صنعاء بعد ساعتين من سريان الهدنة (أ ف ب)
حجم الخط
دخل وقف إطلاق نار من جانب واحد حيز التنفيذ في اليمن أمس، في خطوة قالت السعودية انّها تسمح بتركيز الجهود على الاستعداد لمواجهة كوفيد-19. 

وأعلن التحالف بقيادة السعودية مساء أمس الأول أنه سيوقف عملياته العسكرية اعتبارا من الساعة 0900 بتوقيت غرينتش أمس ولمدة أسبوعين في دعم لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع الذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف شخص.

وقال التحالف إن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل إجراء المحادثات التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أجل وقف دائم لإطلاق النار، واتخذ القرار بشأنها لأسباب منها تفادي تفش محتمل لفيروس كورونا المستجد. 

ولم يعلن اليمن أي حالات إصابة بالمرض.

وقال عبد الباسط محمد (49 عاما) وهو صاحب متجر للعصائر في مدينة عدن الجنوبية الساحلية، وهي المقر المؤقت للحكومة المدعومة من السعودية «لقد سئمنا من الحرب... نريدها أن تتوقف نهائيا».

وكان التحالف أكّد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية مساء الأربعاء إنّ مدة الهدنة وهي اسبوعين «قابلة للتمديد». 

وأوضح أنّ الهدنة تهدف إلى «تهيئة الظروف الملائمة (...) لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف بإشراف المبعوث الأممي». 

وبينما رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بإعلان وقف إطلاق النار، قال الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في بيان إن «الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن يتفق الطرفان على آلية للحفاظ على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد». 

وطالبت الجامعة في بيان الحوثيين بالتجاوب مع مبادرة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن، واصفة إياها بأنّها «فرصة نادرة لوقف نزيف الدم». 

وأشاد أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط بالمبادرة السعودية، وطالب في البيان الطرف الحوثي «باظهار الالتزام والتجاوب» معها. 

وقال إنّها «تُمثل فرصة نادرة لوقف نزيف الدم في اليمن».

ورأت الإمارات، العضو الرئيسي في التحالف العسكري، إن القرار بوقف إطلاق النار في اليمن ولمدة أسبوعين «حكيم ومسؤول». 

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة أمس «مع الدعوات المتكررة للحل السياسي تبرز المخاوف من وصول فيروس كورونا ليعقد الأزمة الإنسانية المستمرة. قرار مهم لا بد من البناء عليه إنسانيا وسياسيا». 

وأعرب نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في سلسلة تغريدات عن أمله في أن يشكّل وقف إطلاق النار «مناخًا أكثر فاعلية لتهدئة التوترات، والعمل نحو حل سياسي مستدام». 

وبحسب الباحثة في معهد الشرق الاوسط فاطمة أبو الاسرار، فإن الأنظار ستكون مركّزة على ما إذا كان الحوثيون «سيوقفون عملياتهم العسكرية». 

وتقول إن المتمردين «فتحوا جبهات قتال عديدة قد لا يستطيعون تحمّل نتائج إغلاقها».

من جهتها حضت الولايات المتحدة المتمردين الحوثيين في اليمن على الاستجابة بالمثل لوقف إطلاق النار. 

وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان إن «الإعلان ردٌّ بناء على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف للتركيز على مكافحة جائحة كوفيد-19». 

وقال «نحض الحوثيين على الاستجابة بالمثل لمبادرة التحالف» العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، مشيدا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. 

وأشاد بومبيو بدعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إلى مفاوضات عاجلة بين الطرفين، ودعا وزير الخارجية الأميركي «كل الأطراف إلى التعاون الكامل مع جهوده». 

وبعد ساعات من الصمت، شكك المتمردون في الهدنة معتبرين أنها مناورة من التحالف.

وقال المتحدث باسم المتمردين المدعومين من إيران محمد عبد السلام في مداخلة مع قناة «الجزيرة» إنّ «هذا العدوان لم يتوقف (...) منذ إعلانه وحتى اللحظة هناك عشرات الغارات المستمرة». 

وأضاف «نعتبر أن وقف إطلاق النار المعلن هو مناورة سياسية واعلامية». 

وكان التلفزيون السعودي قال قبل ساعات من الهدنة إن الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا على مدينة مأرب اليمنية.

(أ ف ب)