بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيلول 2017 01:36ص بارزاني يدافع عن الإستفتاء: إستحالة التعايش بين بغداد وأربيل!

حجم الخط

أكد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، أن الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق سيجري في موعده، داعيًا سكان الإقليم للمشاركة فيه، مضيفًا أن الدستور العراقي لم يتحدث عن وحدة أراضي العراق، بل ينص على الاتحاد، وأن بغداد لم تلتزم به وذلك في الوقت الذي تتضاعف فيه الضغوط والتحذيرات الدولية الداعية إلى تأجيل عملية التصويت التي قد تؤدي إلى اضطرابات في البلاد. 
وأشار البارزاني، في كلمة ألقاها في مظاهرة حاشدة في أربيل أمس إلى أن الدولة الحالية في العراق «مذهبية وليست مدنية» موضحًا أن بغداد لم ترسل أسلحة إلى قوات البشمركة الكردية وقطعت التمويل، وأن القيادة الكردية توصلت منذ سنوات إلى استنتاج حول استحالة التعايش مع بغداد، وأن أربيل تحدثت بجدية عن إمكانية إجراء الاستفتاء على الاستقلال، بينما اعتقد الكثيرون أن ذلك مجرد ورقة ضغط للتخلص من الأزمة الداخلية.
وحث، سكان كردستان على المشاركة في عملية التصويت، مضيفًا أن من يرفض الاستقلال فعليه هو الآخر التوجه إلى صناديق الاقتراع ليقول «لا»، مؤكدًا أن نظام الدولة المستقبلية سيكون اتحاديًا ديمقراطيًا مدنيًا، وأن الدولة الكردية ستحافظ على حقوق جميع مكوناتها، مشيدًا بدور قوات البشمركة في حماية أمن كردستان العراق في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأكد رئيس إقليم كردستان، أن الإقليم الآن في مفترق طرق، وعلى شعبه الاختيار بين العبودية أو الحرية والاستقلال، مضيفًا: «سندفع ضريبة الاستقلال، ومن المحتمل أن نموت من أجل تحقيق هدفنا».
وقال بارزاني أمام حشد كبير في ملعب لكرة القدم في أربيل «حاليا، الاستفتاء خرج من يدي ويد الأحزاب وأصبح بيدكم». 
وأضاف «نحن نقول إننا مستعدون لحوار جدي وبعقلية متفتحة مع بغداد، ولكن بعد 25 أيلول لأن الوقت فات». 
ومن المفترض أن يعلن رئيس إقليم كردستان العراق في مؤتمر صحافي اليوم في أربيل، رسميا موقفه النهائي. 
وتزامنا مع ذلك، تتواصل المفاوضات مع بارزاني لإقناعه بالعدول عن رأيه، بحسب ما قال مسؤولون مقربون من الملف لوكالة فرانس برس. 
وقال أحد المسؤولين طالبا عدم نشر هويته إن «شيئا لم يتوقف، ما زال النقاش جاريا سعيا لتقديم ضمانات جدية تقنعه (بارزاني) بالعدول عن رأيه». 
وقال مصدر رفيع المستوى لوكالة فرانس برس في السليمانية إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني عاد إلى إقليم كردستان لعقد لقاءات مع مسؤولين في الإقليم. وأشار إلى أن سليماني انتقل من السليمانية إلى أربيل حيث التقى كلا من مسعود بارزاني ورئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزاني. 
وبحسب المصدر فان «هذه الزيارة تعتبر الأخيرة لسليماني قبل الاستفتاء لتحذير القيادات الكردية من إجراء الاستفتاء». 
وأضاف أن «سليماني وعد في زيارته السابقة بأن تضغط إيران على القيادات العراقية في بغداد للاستجابة لمطالب الأكراد لحل خلافاتهم العالقة حول مواضيع ميزانية الإقليم، ومشكلة رواتب البشمركة، والمناطق المتنازع عليها». 
وتتواصل الضغوط الدولية حيث دعا مجلس الامن القومي التركي أمس ادارة اقليم كردستان العراق الى العدول «قبل فوات الاوان» عن الاستفتاء الذي وصفه بانه «غير شرعي وغير مقبول». 
وأضاف المجلس ان المضي في هذا الاستفتاء «خطأ فادح» ومن شأنه ان «يهدد مباشرة الامن القومي التركي». 
وكان مجلس الأمن الدولي ابدى أمس الاول معارضته لاجراء الاستفتاء، محذرا من أن هذه الخطوة الآحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار، ومجددا تمسكه بـ»سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه». 
وشدد المجلس على أن أعضاءه «يدعون إلى حل أي مشكلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في إطار الدستور العراقي عبر حوار منظّم وحلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي». 
من جانبها، دخلت السعودية على الخط الأربعاء، داعية بارزاني إلى العدول عن تنظيم الاستفتاء، ومحذرة من «مخاطر» قد تترتب على ذلك. وعلاوة على ذلك، فقد أجمعت كل من تركيا وإيران والعراق، رغم الخلافات، على رفض عملية التصويت. 
لكن بارزاني يرفض رسميا تغيير موقفه. وقد أعلن الخميس رفضه «مبادرة» من الرئيس العراقي الكردي فؤاد معصوم. 
واقترح معصوم في وثيقة اطلعت عليها فرانس برس بدء «مفاوضات بدون شروط مسبقة» وبدعم من الأمم المتحدة. 
وفيما تتواصل الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، يشهد التوتر بين اربيل وبغداد تصعيدا، خصوصا في المناطق المتنازع عليها، حيث تسعى سلطات الإقليم لشمولها في الاستفتاء. 
ويقول مسؤول الحشد الشعبي في قضاء طوزخرماتو عاطف النجار لفرانس برس إن الأكراد يحاولون إجراء الاستفتاء «في مناطقنا. الاستفتاء هنا لن يحصل. لن ندعه يحصل. ما الذي يملكه الأكراد هنا؟». 
ويضيف النجار إن الاستفتاء «خبث، مجرد ضغط على الحكومة المركزية (...) نحن مستعدون للمواجهة حتى الموت». 
(أ ف ب)