بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تموز 2018 01:13ص بدء إجلاء مقاتلي المعارضة من درعا نحو الشمال السوري

هجوم للنظام على القنيطرة.. والأسد يستعجل النتائج السياسية

حجم الخط
بدأ مقاتلو الفصائل المعارضة وعائلاتهم امس الخروج من مدينة درعا في جنوب سوريا تنفيذا لاتفاق يستعيد بموجبه النظام السوري السيطرة على مهد الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات. 
وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان «مئات المقاتلين وأفراد عائلاتهم استقلوا أمس 15 حافلة، حاملين حقائبهم التي تحوي حاجياتهم الشخصية وغادروا» نقطة التجمع. 
واوضح المراسل ان «غالبية المغادرين هم من المقاتلين ومعهم بعض العائلات» مشيرا الى انه «حسب السجلات سيخرج 750 شخصا» من درعا. 
وأضاف «كانت هناك 2 او 3 حافلات فارغة» عند الانطلاق. 
واكد التلفزيون الرسمي بعيد الظهر «بدء عملية نقل الإرهابيين الرافضين للتسوية من درعا البلد باتجاه الشمال السوري». 
وفي نقطة تجمع الحافلات وقف عدد من النساء والأطفال حاملين امتعتهم. وقال المراسل «تم تفتيش الرجال من قبل (الجنود) الروس فيما فتشت النساء» فتيات يؤيدن النظام. 
وتمركزت الحافلات التي وصلت صباحا في طريق «سجنة» التي تربط بين مناطق الفصائل والنظام. 
وتم فتح خط التماس هذا قبل أيام بعد إزالة السواتر، بحسب المراسل. 
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد ان أمس سيشهد اجلاء 430 شخصا بين مقاتلين ومدنيين من مدينة درعا ومحافظتها، وهو عدد اقل بكثير من 1400 شخص كان مقررا مغادرتهم. 
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «لا تزال هناك حافلات فارغة في المدينة ولا نعلم هل ستتم عمليات اجلاء اضافية». 
وتتعلق عملية الاجلاء بالمقاتلين وعائلاتهم الذين رفضوا اتفاق «المصالحة» الذي تم التوصل اليه بين روسيا والفصائل في المحافظة في السادس من تموز الجاري. 
واستبعد المفاوضون الروس خلال الجولات الاولى من المفاوضات احتمال مغادرة المقاتلين، الا انهم وافقوا على ذلك اثر مفاوضات شاقة. 
كما ينص الاتفاق على تسليم المعارضة سلاحها الثقيل ودخول مؤسسات الدولة إلى مناطق سيطرتها تدريجياً. 
ورضخ مقاتلو الفصائل المعارضة في المدينة، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام منذ اذار 2011، بعد ثلاثة أسابيع من هجوم عنيف شنته القوات النظامية وأسفر عن مقتل 150 شخصا. 
وبالتزامن، تواصلت امس عملية تسليم الفصائل المقاتلة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار. 
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) «أن المجموعات المسلحة في درعا البلد واصلت اليوم (امس) تسليم أسلحتها الثقيلة للجيش العربي السوري». 
ونشرت الوكالة صور دبابات ومدافع كانت بحوزة الفصائل المقاتلة. كما اعلنت «تحرير خمسة مختطفين بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في منطقة درعا البلد». 
وكانت وسائل الاعلام الرسمية قد اعلنت أمس الاول بداية هذه العملية تطبيقا للاتفاق. 
ويمهد تسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة الطريق لدخول القوات الحكومية الى المدينة، حيث تم رفع العلم الخميس الماضي تعبيرا عن النصر. 
وعلى جبهة أخرى، قامت القوات النظامية بعد هزيمة الفصائل المقاتلة في درعا، بقصف محافظة القنيطرة الاستراتيجية بشكل مكثف فجر امس وتمكنت من استعادة السيطرة على احدى البلدات، وفقا للمرصد. 
وتسيطر الفصائل المقاتلة على 70 بالمئة فيما تسيطر القوات النظامية على 30 بالمئة من هذه المنطقة الاستراتيجية التي تحاذي الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتل. 
واوضح المصدر «لقد تم تنفيذ أربع غارات جوية وإطلاق نحو 850 صاروخا وقذيفة ضد عدة مناطق في المحافظة، كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمقاتلين». 
وأشار الى مقتل 18 عنصرا من القوات النظامية بينهم ثلاثة ضباط و13 مقاتلا من الفصائل المعارضة. 
وحذر المرصد من تداعيات قد تسفر عن هذه العملية التي تشكل بداية لمعركة القنيطرة، فيما لم تضمد بعد جروح الهجوم على درعا. 
وقال مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية في بيان «رغم عودة عشرات آلاف النازحين الى درعا (...) الا ان 160 ألف شخص ما زالوا في القنيطرة». 
الى ذلك، قال الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله أمس مساعد وزير الخارجية الايراني جابر الانصاري ان الانجازات العسكرية و«دحر الارهاب» من الاراضي السورية تمهد الى التوصل لنتائج سياسية، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية.
وذكرت الوكالة ان الاسد اكد خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الايراني جابر الانصاري أن «القضاء على الارهاب في معظم الاراضي السورية حقق الارضية الانسب للتوصل الى نتائج على المستوى السياسي تنهي الحرب على سورية». 
واوضح الاسد «الا أن ما يحول دون ذلك هو السياسات والشروط المسبقة التي تضعها الدول الداعمة للارهاب». 
وياتي ذلك بعد استعادة الجيش السوري للغوطة الشرقية وكامل دمشق ثم الجزء الأكبر من محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية التي اندلعت منتصف اذار 2011. 
وباتت قوات النظام تسيطر على مساحات شاسعة في البلاد فيما تتعرض الفصائل المعارضة لضربات متلاحقة. 
(أ ف ب)