وقّعت السعودية أمس مجموعة اتّفاقات استثمارية بقيمة 20 مليار دولار في باكستان، وذلك في بداية جولة آسيوية لولي العهد السعودي يأمل خلالها توقيع عقود مهمة.
وتواجه باكستان أزمة كبيرة في ميزان المدفوعات، وتأمل في أن تسهم سبعة اتفاقات ومذكّرات تفاهم تم توقيعها امس في الحد من تعثّر اقتصادها.
وشكر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لحليفته السعودية دعمها، مضيفا أن «علاقات باكستان والسعودية بلغت مستوى غير مسبوق».
وزار عمران خان السعودية مرتين منذ انتخابه الصيف الماضي.
من جهتها أعلنت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن ولي العهد «استعرض العلاقات التاريخية الوطيدة بين المملكة وباكستان» خلال لقاء مع رئيس وزرائها، مضيفة أن الرجلين بحثا «آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وفرص تطويرها، بالإضافة إلى بحث مجمل المستجدات والأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها».
وأضافت الوكالة السعودية أن الجانبين السعودي والباكستاني وقّعا «على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية» في عدة مجالات منها قطاعات النفط والطاقة والتنمية.
واستُقبل ولي العهد السعودي بـ21 طلقة تحية ولقي ترحيبا حارا من قبل رئيس الوزراء الباكستاني وقائد الجيش قمر جاويد باجوا وقد فُرش له السجاد الأحمر واستعرض ثلّة من حرس الشرف في قاعدة جوية قرب إسلام أباد.
وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان في أجواء من التوتر الإقليمي الشديد.
وتتهم الهند وإيران المتجاورتان إسلام أباد بالتورط في هجومين انتحاريين أسفرا عن سقوط قتلى خلال الأسبوع الجاري على أراضي الدولتين.
ورفضت إسلام آباد في بيان امس «الادعاءات العبثية» التي أطلقتها نيودلهي، مؤكدة رغبتها في «تطبيع العلاقات مع الهند».
وبعد باكستان يتوجه ولي العهد السعودي إلى الهند حيث سيلتقي رئيس الوزراء ناريندرا مودي ويناقش مسألة النفط مع وزير البترول والغاز الطبيعي دارميندرا برادان.
وسيزور الصين الخميس والجمعة.
ويرى محللون أن هذه الجولة الآسيوية لولي العهد السعودي هي أهم ظهور له على الساحة الدبلوماسية منذ مشاركته في قمة العشرين في الأرجنتين في كانون الأول.
ورأى جيمس دورسي الباحث الملحق في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة إن جولة ولي العهد تتضمن شقا اقتصاديا أيضا، موضحا أن «الصين هي الزبون الرئيسي للخام السعودي وكل الزبائن الرئيسيين الآخرين آسيويين: الهند واليابان وكوريا الجنوبية».
وأكدت المحللة في مجموعة «أميركان انتربرايز اينستيتوت» كارين يونغ أن «آسيا تشكل مصدر استثمارات في الطاقة والبنى التحتية في الخليج، والنمو المقبل للاقتصاد العالمي سيسجل في آسيا».
وفي بيان أصدرته امس أعلنت طالبان «إرجاء» زيارة كان من المقرر أن يجريها وفد من الحركة إلى إسلام أباد.
وكان من المفترض أن يلتقي وفد طالبان رئيس الوزراء الباكستاني ومسؤولين أميركيين لإجراء محادثات جديدة بشأن أفغانستان، وهو ما لم تؤكّده واشنطن أو إسلام أباد.
وكانت وسائل إعلام أشارت إلى إمكانية حصول لقاء بين ولي العهد السعودي وممثلي الحركة.
وبرّرت طالبان إرجاء الزيارة بعقوبات دولية مفروضة على بعض من مفاوضيها ما يجعلهم «غير قادرين على السفر».
وتساهم باكستان والسعودية إلى حد كبير في المفاوضات الطويلة لإنهاء النزاع في أفغانستان.
(أ ف ب - رويترز)