بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آذار 2019 12:25ص بوتفليقة باق في الحكم بعد انتهاء ولايته

الجيش يدعو لـ«حل سريع».. والأطباء يتظاهرون اليوم

حجم الخط
تحدى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مجددا أمس الاحتجاجات الحاشدة في بلاده والتي تطالبه بتقديم استقالته على الفور، مؤكدا تصميمه على تنفيذ خطة لانتخاب خليفة له بعد عقد مؤتمر وطني واعتماد دستور جديد للبلاد.
وأكد بوتفليقة إنه باق في الحكم بعد انتهاء ولايته الرابعة في 28 نيسان حتى تسليم السلطة الى رئيس منتخب بعد «ندوة شاملة» وتعديلات دستورية، بحسب رسالة نشرتها وكالة الانباء الرسمية. 
وقال «تشهد الجزائر عما قريب نقلة سلسة في تنظيمها، وتسليم زمام قيادتها إلى جيل جديد لكي تستمر مسيرتنا الوطنية نحو المزيد من التقدم والرقي في ظل السيادة والحرية». 
وتابع في رسالة بمناسبة عيد «النصر» المصادف لوقف اطلاق النار في 19 آذار 1962 وانتهاء حرب «التحرير» من المستعمر الفرنسي «تلك هي كذلك الغاية التي عاهدتكم أن أكرس لها آخر ما أختم به مساري الرئاسي، إلى جانبكم وفي خدمتكم». 
وكان بوتفليقة أعلن في 11 آذار الجاري إنه سيسلم السلطة لرئيس منتخب، بعد «ندوة وطنية». 
واعتبر أن «مهمة هذه الندوة حساسة لأنها ستتخذ القرارات الحاسمة (...) مـن خلال تعديل دستوري شامل وعميق (...) يكون منطلقا لمسار انتخابي جديد مبتداه الانتخاب الرئاسي الذي سيأتي البلاد برئيسها الجديد» ما يؤكد بقاءه في الحكم الى ما بعد 28 نيسان. 
وأشار الى دور الجيش في الحفاظ على «أمن البلاد واستقرارها» إلا ان ذلك يحتاج كذلك «إلى شعب يرقى إلى مستوى تطلعاته (...) ويحرص على استجماع ما يسند به ويعـزز ما يبذله جيشنا حاليا في سبيل حماية الجزائر من المخاطر الخارجية». 
وفي وقت سابق، دعا رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح إلى «التحلي بالمسؤولية» لإيجاد «الحلول في أقرب وقت» للأزمة السياسية التي تشهدها الجزائر منذ نحو شهر وتجلت خصوصا في تظاهرات حاشدة ضد تأجيل الانتخابات وبقاء بوتفليقة في الحكم. 
وقال رئيس الاركان في خطاب أمام الضباط العاملين في بشار، جنوب غرب الجزائر، إن «كل ذي عقل وحكمة، يدرك بحسه الوطني وببصيرته البعيدة النظر، بأن لكل مشكلة حلا، بل، حلولا، فالمشاكل مهما تعقدت لن تبقى من دون حلول مناسبة، بل، وملائمة». 
واضاف الفريق المنتمي الى الدائرة المقربة من بوتفليقة والذي يعتبر أحد انصاره الأوفياء «نؤمن أشدّ الإيمان بأنها (الازمة) تتطلب التحلي بروح المسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت»، بعدما تعهّد أن «الجيش الوطني الشعبي سيكون دوما، وفقا لمهامه، الحصن الحصين للشعب والوطن في جميع الظروف والأحوال».
واوضح أنه «على يقين تامّ أن الشعب الجزائري، الذي لطالما وضع مصالح البلاد فوق كل اعتبار، يحوز ويملك من الإمكانيات الضرورية لجعل بلده يتفادى أيّ وضع صعب من شأنه أن يستغل من قبل أطراف أجنبية لإلحاق الضرر به». 
وقال إن «الأمل في أن تبقى الجزائر دائما وأبدا فوق كل التحديات، هو أمل قائم ودائم (...) يحمل في طياته البشرى بغد أفضل (...) يفتخر الجيش الوطني الشعبي بأنه من صنّاعه».
في المقابل دعا أطباء الجزائر لاحتجاجات حاشدة ضد الرئيس اليوم.
وحثت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين في بيان أمس طلاب الطب على المشاركة في الاحتجاجات وإدانة «العصابات الحاكمة».
وفي تنازل جديد، أخطرت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر أئمة المساجد الأحد بأنه لم يعد يتعين عليهم إخطار السلطات بالخطب التي سيلقونها على المصلين للحصول على موافقة عليها. وعبر أحد كبار رجال الدين عن معارضة للحكومة الأسبوع الماضي.
ومنذ عودته من العلاج الطبي في سويسرا، خسر بوتفليقة بعض حلفائه في الأيام القليلة الماضية ومن بينهم أعضاء كبار في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم.
وفي أحدث ضربة للنخبة الحاكمة، رفضت 13 نقابة جزائرية مستقلة دعم مساعي رئيس الوزراء المعين حديثا نور الدين بدوي لتشكيل حكومة.
وقال بوعلام عمورة أحد رؤساء نقابات قطاع التعليم للصحفيين إن النقابات لن تجري مناقشات مع هذا النظام لأنها تنتمي للشعب والشعب قال «لا» للنظام.
ويعتزم رئيس الوزراء الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال أيام.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن من المتوقع أن يبدأ رمطان لعمامرة الذي عينه بوتفليقة نائبا لرئيس الوزراء اليوم في بعض الدول الرئيسية الحليفة للجزائر لشرح خارطة الطريق السياسية الجديدة. وستبدأ الجولة بزيارة لروسيا أهم حليف عسكري للجزائر.
وستشمل الجولة دولا في الاتحاد الأوروبي والصين التي استثمرت مليارات الدولارات في الجزائر.
(أ ف ب - رويترز)