بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آذار 2021 10:40ص بيان للفاتيكان ومكتب السيستاني بعد «اللقاء التاريخيّ المُغلق»: لنبذ لغة الحرب

حجم الخط

بعد حوار مغلق دام لنحو ساعة، غادر على إثره البابا فرنسيس مدينة النجف، من دون أن يدلي بأيّ تعليق لوسائل الإعلام، أصدر كلّ من الفاتيكان ومكتب المرجع الشيعيّ الأعلى علي السيستاني، بيانين منفصلين تناولا خلاله اللقاء التاريخيّ، الذي حصل صباح اليوم السبت.

اللقاء الذي يأتي في إطار جولة بابويّة سريعة في العراق، عُقد في منزل السيستاني المتواضع في حارة ضيّقة في النجف، وهو المنزل الذي يستأجره منذ عقود.


جاء في بيان صدر عن الفاتيكان حول الزيارة أنّ "البابا فرنسيس بحث مع السيستاني التعاون بين جميع الديانات والحوار من أجل خير العراق وخير المنطقة".

من جهته، أوضح مكتب السيستاني أنّ الحديث خلال اللقاء دار حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانيّة في هذا العصر، ودور الإيمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقيّة السامية في التغلب عليها.

كما تحدث المرجع السيستاني عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الدينيّ والفكريّ وكبت الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعيّة، وخصوصًا ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصاديّ وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.


المرجع الشيعيّ العراقيّ أشار أيضًا إلى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينيّة والروحيّة الكبيرة في الحدّ من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، ولا سيما القوى العظمى، على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة، كما أكّد على أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنيًا على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية.

إلى ذلك، نوّه السيستاني بمكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته، وأبدى أمله بأن يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد، مبديًا اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستوريّة، وأشار إلى جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينيّة في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، لا سيما في المدة التي استولى فيها الإرهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقيّة، ومارسوا فيها أعمالاً إجرامية يندى لها الجبين.


بينما تمنى المرجع الشيعيّ لبابا الفاتيكان وأتباع الكنيسة الكاثوليكية ولعامة البشرية الخير والسعادة، وشكره على تجشمه عناء السفر إلى النجف للقيام بهذه الزيارة.

يشار إلى أنّ البابا فرنسيس وبعد لقائه بالسيستاني، توجه إلى أطلال مدينة أور القديمة في جنوب العراق، حيث من المقرر أن يلقي كلمة خلال اجتماع ديني.

إعداد: اللواء