بدأت عصر امس عملية إجلاء مقاتلين ومدنيين من محافظة القنيطرة السورية حيث تقع هضبة الجولان إلى إدلب بموجب اتفاق أبرمته روسيا مع الفصائل المعارضة في المنطقة، وذلك بعد اخلاء بلدتي كفريا والفوعة.
وأورد التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل «بدء خروج الحافلات من ممر جبا والتي تقل الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب» في شمال غرب البلاد.
وكانت الحافلات وصلت منذ الخميس إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القنيطرة تمهيداً لبدء عملية الإجلاء.
ولم يتضح حتى الآن عدد المقاتلين والمدنيين الذين سيتم إخراجهم إلى الشمال السوري، فيما تحدث مصدر معارض مفاوض في القنيطرة لفرانس برس عن بضعة آلاف.
وفي وقت لاحق، اجرى وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو حول الوضع في مرتفعات الجولان.
واتفق الوزيران على «ضرورة مواصلة التنسيق بين جيشي البلدين».
كما أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول «التطورات في سوريا»، وفقا لبيان صدر عن مكتبه.
على جبهة أخرى في سوريا، استكمل فجر امس انهاء تنفيذ اتفاق لاجلاء سكان بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة ادلب الى مناطق سيطرة النظام في محافظة حلب المجاورة، وفق المرصد.
وأعلنت الامم المتحدة أن نحو 750 الف نازح داخل سوريا عادوا الى بلداتهم في النصف الاول من 2018 اي قرابة العدد الاجمالي للعائدين العام الماضي.
وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان ان غالبية النازحين عادوا الى مناطق استعادتها قوات النظام من فصائل المعارضة بينها حلب وحمص وريف دمشق.
وقالت المفوضية انها «عززت امكانياتها داخل سوريا» في 2017 تحسبا لعودة اعداد اكبر من النازحين الى مناطق معينة مع تغير معطيات النزاع.
الى ذلك وصل ستة من مقاتلي حزب الله الى لبنان امس غداة اجلائهم في عداد الاف الاشخاص من الفوعة وكفريا وفق ما أكد مصدر في الحزب.
وقال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف لوكالة فرانس برس «وصل ستة عناصر من حزب الله الى لبنان كانوا موجودين في بلدتي الفوعة وكفريا ومحاصرين منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف».
وأضاف «تم تحريرهم بموجب عملية التبادل مع «جبهة النصرة» وفصائل أخرى» مشيراً الى استقبال رسمي ينظمه الحزب لهم في وقت لاحق الجمعة.
من جهة أخرى اقترحت روسيا على الولايات المتحدة التعاون لضمان عودة اللاجئين الى سوريا بعد ايام على قمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية امس.
وقال المسؤول الكبير في الوزارة الجنرال ميخائيل ميزينتسيف في بيان «ارسلنا الى الجانب الاميركي اقتراحات ملموسة حول تنظيم العمل لضمان عودة اللاجئين الى ديارهم».
واوضح ان هذه المقترحات «تأخذ في الاعتبار الاتفاقات بين الرئيسين الروسي والاميركي خلال قمتهما في هلسنكي» الاثنين.
وقال المصدر ان روسيا تقترح وضع خطة مشتركة حول عودة اللاجئين السوريين الى المناطق التي كانوا يقيمون فيها قبل اندلاع النزاع خصوصا الذين فروا الى الاردن ولبنان.
ولهذه الغاية تقترح موسكو انشاء مجموعة عمل تضم الروس والاميركيين والاردنيين استنادا الى مركز التنسيق الروسي الاردني في عمان وانشاء مجموعة مماثلة في لبنان.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو امس إن الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا حل أزمة سوريا وكيفية إعادة اللاجئين السوريين الذين فروا من البلاد بسبب الحرب خلال قمتهما يوم الاثنين.
وأضاف بومبيو أنه يرحب بالمحادثات المرتقبة بين ترامب وبوتين في واشنطن.
وقال للصحفيين خلال زيارته للأمم المتحدة لمناقشة ملف كوريا الشمالية ”أنا سعيد لأن زعيمي بلدين مهمين جدا يواصلان اللقاء".
وأضاف ”كانت هناك مناقشة بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين بشأن الحل في سوريا وكيف يمكننا أن نعيد اللاجئين... من المهم للعالم أن يتمكن هؤلاء اللاجئون من العودة لبلادهم في الوقت الصحيح وبآلية طوعية".
وفي باريس اعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان مشترك فرنسي روسي مساء امس، ان باريس ستقدم مع موسكو مساعدات انسانية الى الغوطة الشرقية التي استعادها نظام الرئيس بشار الاسد في نيسان الماضي.
وهبطت طائرة شحن روسية في شاتورو (وسط فرنسا) لتحميل 50 طنا من المعدات الطبية والسلع الضرورية التى قدمتها فرنسا.
(ا.ف.ب-رويترز)