بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 آذار 2024 12:43ص توجّه أميركي لنزع «الثقة» عن نتنياهو.. والأخير يُلوّح بجبهة رفح

مشروع الهدنة على الطاولة بقوة.. و4 سفن أميركية لبناء الرصيف.. ولقاء أمني بين السلطة وإسرائيل

فلسطينيون فوق أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية في رفح فلسطينيون فوق أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية في رفح
حجم الخط
فيما يؤكد المسؤولون الأميركيون على أن مشروع الاتفاق على هدنة في غزة لا يزال مطروحا بقوة على الطاولة رغم "التعقيدات" وصلت العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نقطة حرجة خصوصا بعد تقرير الاستخبارات الأميركية أمس الأول الذي استقبلته حكومة الحرب الإسرائيلية "بغضب شديد" دفع برئيسها إلى إعلان التحدي بتوجيه الجيش إلى الاستعداد لمهاجمة رفح رغم التحذيرات الأميركية والدولية المستمرة. 
في غضون ذلك وصلت غزة أمس أول سفينة مساعدات قادمة من قبرص وقد سبقتها 4 سفن حربية أميركية من أجل بناء رصيف الميناء الذي سيك،ن بحسب الأميركيين مركز لتوزيع المساعدات على سكان القطاع الذين يعانون من الجوع والأمراض. 
من جهة أخرى جرى أول لقاء أمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس مجلس الأمن تساحي هنغبي التقى مؤخرا رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بموافقة نتنياهو. 
وأمس قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن ستواصل العمل للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار لـ6 أسابيع في غزة، في حين أكدت مساعدته باربرا ليف العمل لفتح مزيد من الممرات البرية إلى جانب العمل لفتح الممر البحري لغزة.
وأوضح بلينكن أن مساعي وقف إطلاق النار تأتي "كجزء من صفقة إطلاق الرهائن"، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يعدّ "أمرا مفجعا".
وأضاف أن بلاده تسعى لتحقيق حل الدولتين "لضمان تقاسم الفلسطينيين والإسرائيليين معايير متساوية من الحرية والأمن"، وفق قوله.
من جهتها، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إن الحاجة إلى المساعدة مستعجلة وكبيرة في غزة، وإن الولايات المتحدة تضع مسألة المساعدات للقطاع أولوية.
وأكدت المسؤولة الأميركية أن واشنطن تعمل لفتح الممر البحري لغزة إلى جانب عمليات الإنزال جوا والعمل لفتح مزيد من الممرات البرية وتدفق المساعدات، وأنه "يمكن إدخال مساعدات أكثر عبر البر".
وأوضحت مساعدة وزير الخارجية الأميركي أن المفاوضات مستمرة ولم تتوقف وأنهم متمسكون بالتفاوض و"العمل مع القطريين والمصريين والإسرائيليين" قائلة "نأمل أن تمضي حركة حماس نحو اتفاق قريبا، ومن الملح الوصول لهدنة يعود فيها الرهائن لأهلهم وتتوقف الأعمال العدائية".
بدوره،  قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إن إسرائيل يمكنها ويجب عليها أن تفعل المزيد لضمان وصول المساعدات إلى غزة.
وأضاف بيرنز أن الأطفال في غزة يواجهون ظروفا صعبة للغاية خاصة في شمال القطاع، مؤكدا أن المساعدات لا تصل إلى هناك بالكميات المطلوبة "في الظروف التي لا يزال فيها الصراع مستمرا".
وأكد بيرنز أنه من مصلحة الجميع التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لتهدئة الوضع بالضفة الغربية والمنطقة مضيفا أن الضفة الغربية لا تزال مكانا قابلا للاشتعال في الوقت الراهن نظرا لعدد من الأسباب.
وتابع: "نأمل أن تلتزم الجماعات الموالية لإيران بوقف إطلاق النار، إذا تم التوصل إليه في غزة".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال خلال مؤتمر صحافي في الدوحة بأن إسرائيل وحركة حماس "ليستا قريبتين من اتفاق" حول هدنة في غزة مؤكدا أن جهود المفاوضات مستمرة "وتتكثف الآن بحلول شهر رمضان بهدف التوصل إلى اتفاق".
لكنه استدرك قائلا:لكن الوضع على الأرض معقد".
ويأتي التصريح القطري بعد ساعات من مغادرة سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" التي تحمل نحو 200 طن من المساعدات الغذائية ميناء في قبرص في وقت مبكر الثلاثاء باتجاه غزة في تجربة لطريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع المحاصر.
إلى ذلك اظهرت مسودة لنتائج القمة التي سيعقدها قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل أن القادة سيطالبون "بهدنة فورية لأسباب إنسانية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار" في غزة، كما سيحثون إسرائيل على الإحجام عن شن عملية برية في رفح.
وجاء في المسودة التي اطلعت عليها رويترز أن "المجلس الأوروبي يحث الحكومة الإسرائيلية على الإحجام عن القيام بعملية برية في رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني بحثا عن الأمان ومن أجل الحصول على المساعدات الإنسانية".
ويتطلب النص موافقة جميع القادة السبعة والعشرين ليتم اعتماده في القمة المقررة يومي 21 و22  آذار.
من جهة أخرى عبر الرئيس الأميركي جو بايدن امس عن صدمته لعلمه بمقتل إيتاي تشين الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، في الهجوم الذي نفذته (حماس) في السابع من تشرين الأول. 
وقال بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض "أؤكد مجددا تعهدي لجميع عائلات من لا يزالون محتجزين: نحن معكم. لن نتوقف أبدا عن العمل من أجل إعادة أحبائكم إلى أرض الوطن". وكان يُعتقد أن تشين، الذي كان يخدم في الجيش الإسرائيلي بالقرب من حدود غزة، محتجز كرهينة لدى حماس.
ميدانيا أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها تواصل خوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في كافة محاور القتال.
وقالت إنها نصبت كمائن للجيش الإسرائيلي، وقتلت وأصابت عددا من جنوده في خان يونس جنوبي قطاع غزة مضيفة أيضا أنها فجرت عبوتين بقوتين إسرائيليتين واشتبكت مع أفرادهما في مدينة حمد السكنية شمال خان يونس، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
وأوضحت في بيان أن مقاتليها اشتبكوا مع القوتين الإسرائيليتين من المسافة صفر، مشيرة إلى أنه تم رصد طائرات إسرائيلية وهي تجلي القتلى والجرحى عقب المعركة.
كما أعلنت القسام استهدافها دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105 في مدينة حمد، التي تتعرض منذ أيام لقصف إسرائيلي مكثف.
بدورها أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تفجير عبوة ناسفة بقوة للاحتلال من 6 أفراد تحصنت في شقة بمدينة حمد أيضا.
كما قالت السرايا، في بيان، إنها فجرت منزلا شرق منطقة القرارة بخان يونس في قوة إسرائيلية خاصة من 7 جنود وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
من جهة أخرى قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن الجيش بحاجة لـ10 آلاف جندي فورا و66 ألفا من الحريديم يتهربون من الخدمة.
وأكد لبيد أنه "لا يمكن للحكومة تأجيل تجنيد الحريديم على حساب الاحتياجات الأمنية مضيفا أن مواصلة الحكومة تأجيل تجنيد الحريديم يثبت أنها مهتمة بالبقاء السياسي فقط".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أمس -خلال كلمة له أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)- إنه يتوجب على إسرائيل كي تنتصر في حربها على غزة "تدمير كتائب حماس المتبقية في رفح".
وأضاف أن "الغالبية العظمى من الشعب الأميركي تقف معنا".
لكن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، قال أمس إن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يدعم أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لا تحمي المدنيين، مشيراً إلى أن البيت الأبيض لم يرَ بعد خطة لتنفيذ ذلك يمكن الوثوق بها.
وقال سوليفان إن بايدن يرى أن الطريق إلى السلام والاستقرار في المنطقة «لا تكمن في اجتياح رفح، التي يوجد فيها 1.3 مليون نسمة، دون وجود خطة يمكن الوثوق بها للتعامل مع السكان هناك»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
على صعيد المساعدات الإنسانية أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص صباح امس أول سفينة  تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة، وفق ما أفادت إحدى المنظمتين غير الحكوميتين المشرفتين على العملية.
وقالت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة "أوبن آرمز" (الأذرع المفتوحة)، إن سفينة المنظمة التي تحمل على متنها 200 طن من المواد الغذائية "انطلقت" صباح امس.
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة "إكس" "أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين".
وتحمل السفينة نحو 200 طن من الأرز والدقيق والمعلبات التي سيتم توزيعها في القطاع الفلسطيني المحاصر من خلال منظمة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" التي أسسها الطاهي الإسباني الأميركي خوسيه أندريس.
وقالت المنظمة في رسالة على إكس إن "المساعدات التي قدمتها منظمة المطبخ المركزي أبحرت إلى غزة... ونعمل على إرسال أكبر عدد ممكن من السفن".
ونشر المطبخ المركزي العالمي فرقا في غزة منذ بداية الحرب وتولى بناء رصيف ليتمكن من تفريغ الحمولة بمجرد وصول السفينة إلى القطاع. لكن لم يتمّ تحديد موقع هذا الرصيف لأسباب أمنية.
وكانت سفينة عسكرية أميركية غادرت السبت الماضي الولايات المتحدة محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ شحنات المساعدات، وهو ما قد يستغرق 60 يوما.
وأمس قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان: أرسلنا 4 سفن عسكرية إلى البحر المتوسط لدعم تقديم المساعدات لغزة وتشييد الميناء المؤقت.
وأضافت: "نتوقع أن يبدأ الميناء المؤقت قبالة سواحل غزة العمل بكامل طاقته في غضون 60 يوما" مشيرة إلى أن     الميناء المؤقت سيكون قادرا على تسهيل وصول نحو مليوني وجبة بشكل يومي إلى غزة.
وفي السياق قالت الخارجية الأميركية إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تؤدي دورا حيويا في مساعدة الفلسطينيين، وليس هناك بديل لها.
وأضافت أنها تعمل على وضع خطط للتعامل مع وكالات إغاثة أخرى بغزة إذا حظر الكونغرس التعامل مع الأونروا.
في الشأن الداخلي الإسرائيلي نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غضب بسبب تقرير الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) الذي يشير إلى احتمال فقدانه السلطة.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو قرر عقب تقرير "سي آي إيه" خوض مواجهة قوية مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية -نقلا عن مسؤول علّق على التقرير- إن إسرائيل "ليست محمية أميركية".
وأضاف المسؤول أن تل أبيب تتوقع من واشنطن إسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وليس حكومة إسرائيل، وفق تعبيره.
وأردف قائلا "الإسرائيليون لا غيرهم هم من يختارون رئيس وزرائهم".
من جهتها ذكرت القناة الـ١٣ الإسرائيلية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يطالب بالانضمام إلى مجلس الحرب إذا وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ضم غدعون ساعر.
على صعيد آخر اعلن المتحدث العسكري لجماعة الحوثي اليمنية يحيى سريع أمس أن الجماعة المتحالفة مع إيران استهدفت ما قالت إنها "السفينة الأميركية بينوكيو" في البحر الأحمر.
وقال سريع في الكلمة التي بثها التلفزيون "تؤكد القوات المسلحة اليمنية أن عملياتها العسكرية سوف تتصاعد بعون الله تعالى خلال شهرِ رمضان، شهر الجهاد، نصرة ودعما وإسنادا للشعب الفلسطيني المظلوم ولإخواننا المجاهدين في قطاع غزة".
 من جهته ،قال متحدث باسم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لرويترز إن 11 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 14 في ضربات جوية منسوبة للتحالف الأميركي البريطاني استهدفت مدنا ساحلية وبلدات في غرب اليمن الإثنين.
وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التي تديرها حركة الحوثي اليمنية أن التحالف الذي يدافع عن السفن في البحر الأحمر شن 17 ضربة جوية على الأقل على مدينة الحديدة وعدد من المناطق الساحلية الأخرى في غرب اليمن.
وقالت هيئة أركان الدفاع الإيطالية إن سفينة عسكرية إيطالية تعمل ضمن المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، أسقطت طائرتين مسيرتين.
ووصفت الهيئة في بيان ما قامت به المدمرة (كايو دويليو) التابعة للبحرية الإيطالية بأنه من أعمال الدفاع عن النفس، دون الخوض في تفاصيل. 
وكانت السفينة نفسها قد أسقطت طائرة مسيرة أخرى في وقت سابق من هذا الشهر.
(الوكالات)