اقتحمت القوات الإسرائيلية بالقوة، مساء أمس، المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، مما أسفر عن إصابة أكثر من 20 مصليا فلسطينيا، فضلا عن اعتقال 15 آخرين.
وهاجمت عناصر الوحدات الخاصة المصلين داخل المسجد واعتدت عليهم بالضرب، بعد أن اقتحمت الأقصى من باب المغاربة، وشرعت بإغلاق جميع أبواب المسجد.
وكانت المواجهات اندلعت في وقت سابق بالقرب من باب الرحمة داخل باحات الأقصى، حيث هاجم الجنود الموجودين في المكان بعد انتهاء صلاة العشاء.
ونقل عن مصادر فلسطينية قولها إن جنود الاحتلال اعتقلوا 15 شابا، جرى التعرف على هويات 9 منهم.
وكان التوتر قد عاد إلى المسجد الأقصى، الأحد، عندما وضعت قوات الاحتلال سلاسل حديدية على بوابة تؤدي إلى المسجد، وعندما أزالها فلسطينيون، ردت إسرائيل بإغلاق المسجد لفترة من الوقت.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أن طواقمه «نقلت إصابة من داخل المسجد الأقصى إلى المستشفى»، وأوضح أن «الإصابة خلال اعتداء قوات الاحتلال على المصلين»، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة الإصابة.
وأكد المصدر إصابة رئيس نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، جراء اعتداء قوات الاحتلال على المتواجدين في المسجد الأقصى.
ويقع باب الرحمة في الجهة الشرقية للمسجد الأقصى، وقد أغلقته شرطة الاحتلال الإسرائيلية في العام 2003 وجددت محكمة إسرائيلية في العام 2017 أمر الإغلاق، وطالبت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس مرارا، بإعادة فتح باب الرحمة، ولكن الاحتلال لم يستجب لهذا الطلب حتى الآن.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية قد وضعت السلاسل والأقفال الحديدية، مساء الأحد الماضي، ما تسبب باحتجاجات فلسطينية واسعة أمس الاول اعتقل خلالها عدد من الفلسطينيين.
من جهة أخرى، قال مسؤول أميركي أمس إن القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس التي تخدم الفلسطينيين سيتم دمجها في السفارة الأميركية الجديدة في إسرائيل في آذار محددا موعدا لعملية دمج ندد بها الفلسطينيون.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أعلن في تشرين الأول قرار إنشاء بعثة دبلوماسية واحدة ولم يحدد موعد حدوث ذلك.
وقال المسؤول الأميركي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لأن واشنطن لم تعلن بعد هذا الموعد إن «دمج القنصلية والسفارة سيتم في الرابع أو الخامس من آذار وسينتهي عنده وضع القنصلية العامة».
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أثار غضب العالم العربي وأجج قلقا دوليا باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول ونقله السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في أيار. وعلق الزعماء الفلسطينيون العلاقات مع الإدارة الأميركية بعد نقل السفارة.
والقنصلية العامة في القدس أكبر بعثة تخص الفلسطينيين الذين يسعون بدعم دولي واسع إلى أن تصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة التي يريدون إنشاءها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وعندما أصدر بومبيو إعلانه ندد المسؤول الفلسطيني الكبير صائب عريقات بقرار إلغاء القنصلية بوصفه أحدث دليل على تعاون إدارة ترامب مع إسرائيل لفرض «إسرائيل الكبرى» بدلا من التوصل لحل قائم على وجود دولتين.
وعندما سئل نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عملية الدمج قال لرويترز أمس إنه لم يتغير شيء من وجهة نظر الفلسطينيين.
وقال «الاتصالات على المستوى السياسي مع الإدارة الأميركية مقطوعة وستبقى كذلك ما لم تغير الإدارة الأميركية موقفها من القدس واللاجئين ولكن هناك اتصالات على المستوى الأمني لمحاربة الإرهاب».
(أ ف ب - رويترز - عرب ٤٨)