بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آب 2018 05:58م رائحة الموت تفوح من منزل في دير البلح!

أم وطلفلتها تحولتا إلى أشلاء عقب غارة

حجم الخط
يستهجن العالم الأحداث التي تدور في الاراضي الفلسطينية وما تحملها من مشاهد دموية لمجازر ارتكبت بحق عزل في الأراضي المحتلة، وعلى وجه الخصوص، التصعيد الاخير الذي نفذته الطائرات الإسرائيلية مستهدفة مناطق عدة من قطاع غزة، بعد إطلاق عشرات الصواريخ على جنوب إسرائيل من القطاع، الا ان ذلك يبقى بعيدا عن حقيقة التفاصيل التي تدور على ارض الواقع، حيث رائحة الموت تنتشر بين المنازل عقب كل غارة تنفذها اسرائيل، كان آخرها مجزرة في دير البلح راح ضحيتها ايناس وطفلتها اللتان تحولتا إلى أشلاء.

ولم تمض نصف ساعة على غارة جوية اسرائيلية على وسط قطاع غزة حتى سمعت أم الوليد صوت أنين من منزل جارتها إيناس المدمر والذي يلفه الغبار، وصدمت لدى مشاهدتها جسدي الام ايناس وطفلتها بيان قد تحولا اشلاء، ولا تزال العائلة تطالب بتفسيرات عن سبب مقتلهما.

كابوس
بقع الدم غطت جدران غرفة النوم التي كانت بيان (عام ونصف عام) تنام فيها على فرشة قماش محشوة بالقطن بجانب سرير والديها. قالت ام الوليد (40 عاما) وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة "كأنه كابوس، تمنيت لو أنني مت قبل أن أشاهد هذا المنظر الفظيع".

واضافت "سمعت أنين محمد والد الطفلة بيان فطلبت من اولادي والجيران ان يفتحوا باب المنزل بالقوة ودخلت معهم، رأيت ايناس وهي حامل في شهرها السابع قد بقر بطنها من شظايا الصاروخ وصعقت عندما شاهدت طفلتها بيان ممزقة".

اشلاء ايناس وطفلتها
وتابعت "طلبوا سيارة اسعاف ونقلوا المصاب محمد للمستشفى وأخذت انا والجيران نجمع أشلاء ايناس والطفلة". رائحة الموت كانت تفوح من المكان، وكانت بعض الأشلاء مدفونة تحت التراب قبل أن يجمعها شبان من سكان الحي.

واشار احد الجيران عماد (44عاما) الذي يعمل في شرطة حماس إلى فتحة في سقف المنزل القديم المكون من طبقة واحدة وقال "الصاروخ اصاب المسجد (المجاور) قبل ان يصيب المنزل من هنا ويحدث هذه الفتحة ثم يسقط على أرضية صالة المنزل ويحدث حفرة ما ادى الى اصابة الطفلة وأمها بشظاياه".

دمية صغيرة
وعلى سطح المنزل كومة من القمح وضعها محمد ابو خماش لطيور الحمام التي يربيها في قفص. امسك الفتى جميل (16عاما) بدمية صغيرة مختلطة بدماء الطفلة ووالدتها والأتربة وقال "هذه عروسة بيان".

يتكون المنزل الذي استأجره رب الأسرة محمد أبو خماش مع أسرته قبل نحو شهرين، من غرفتين ومطبخ صغير فيه بعض أواني الطبخ، اضافة الى فراش وحصير في وسط المنزل اختلطا ببقايا الركام.

ويبعد المنزل مئات الأمتار عن موقع كبير للتدريب تابع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، قرب شارع صلاح الدين الرئيسي عند مدخل دير البلح بوسط قطاع غزة.

تشييع
ووسط حزن شديد شيع مئات الفلسطينيين الطفلة وأمها في وسط دير البلح، كما شيعوا علي الغندور (30عاما) وهو من نشطاء كتائب القسام وقتل في غارة جوية استهدفته بينما كان مع ثلاثة أخرين في سيارة قرب بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، وأصيب الثلاثة أيضا.

وسقط القتلى الثلاثة في سلسلة غارات جوية شنها الجيش الاسرائيلي منذ مساء الاربعاء ردا على اطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة.

ماذنب الطفلة يا ليبرمان؟
وقال عبد الله ابو خماش (31 عاما) ابن عم والد الطفلة بيان "كانت نائمة مع امها وأبيها عندما سقط الصاروخ على الدار وهشمها" واضاف "أقول لـ(وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور) ليبرمان أن يأتي إلى هنا ويرى بنفسه الدمار، اريد ان اساله ما ذنب هذه الطفلة البريئة التي لا تعرف الكره لتموت، هل يقبل هذا لحفيدته؟".

وتابع "لا علاقة لنا نحن المدنيين بمواقع المقاومة. لماذا علينا ان ندفع الثمن؟ نريد هدوءا وسلاما، نريد ان نعيش حياة كريمة".

اسرائيل تنكر
من جهته، قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي اللفتانت كولونيل جوناثان كونريكوس انه ليس لديه أي معلومات عن مقتل المرأة وطفلتها، مضيفا "بالطبع نحن نضرب فقط اهدافا عسكرية تستخدمها حماس".

ودعت الامم المتحدة الى التهدئة معربة عن أسفها خصوصاً لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.، ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف جميع الأطراف إلى "الابتعاد عن حافة الهاوية"، مذكّرا بأنه سبق أن حذّر من أن الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية في غزة "تنذر بصراع مدمّر لا يريده أحد".

تجدر الإشارة إلى أن جولة التصعيد الاخيرة في قطاع غزة اسفرت عن اصابة 12 فلسطينيا اخرين بينهم "اثنان في حال الخطر" وفق ما أعلن أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة. وعلى الاثر، أعلنت الفصائل الفلسطينية الخميس أنها قررت وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.