بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2017 12:41ص سقوط المهادنة العربية مع إيران وفرصة قبل إعلان الحرب

مؤتمر القاهرة: تحفُّظ عراقي خجول.. واعتراض لبناني على نعت حزب الله بالإرهابي

حجم الخط
القاهرة - اللواء

دانت الجامعة العربية في ختام اجتماع طارىء على مستوى وزراء الخارجية أمس اطلاق صاروخ «ايراني الصنع» على السعودية معتبرة انه «تهديد للامن العربي»، في إشارة واضحة الى سقوط المهادنة العربية مع ايران من دون أن يصل الامر الى «اعلان الحرب» قبل اعطاء طهران فرصة أخرى لمراجعة سياساتها ووقف تدخلاتها في المنطقة. كما وصف البيان الختامي لاجتماع القاهرة حزب الله بأنه «ارهابي (...) يدعم الجماعات الارهابية في الدول العربية» فيما اعترض الوفد اللبناني على التوصيف. 
وصدرت هذه المواقف بعدما شنت السعودية هجوما شديد اللهجة على ايران خلال الاجتماع الذي عقد في القاهرة مؤكدة انها «لن تبقى مكتوفة الايدي» حيال السياسة «العدوانية» لطهران. 
ونددت الجامعة في بيان ختامي بعملية اطلاق صاروخ بالستي «ايراني الصنع» استهدف الرياض واعتبرت ذلك «عدوانا صارخا وتهديدا للامن القومي العربي». وافاد بيانها ان الصاروخ تم اطلاقه من الاراضي اليمنية «من قبل الميليشيات الموالية لايران»، مؤكدة «حق السعودية في الدفاع الشرعي عن اراضيها ومساندتها في الاجراءات التي تقرر اتخاذها ضد هذه الانتهاكات في اطار الشرعية الدولية». كذلك، حملت الجامعة حزب الله «مسؤولية دعم الجماعات الارهابية في الدول العربية» واتهمته مع الحرس الثوري الايراني بـ«تأسيس جماعات ارهابية» في مملكة البحرين. 
واستنكر الوزراء العرب «تأسيس جماعات ارهابية في البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني الارهابي»، محملين الحزب «الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الارهابية في الدول العربية بالاسلحة المتطورة والصواريخ البالستية». 
وطالبوا الحزب «بالتوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم اي دعم للارهاب والارهابيين في محيطه الاقليمي». 
الى ذلك، طالبت الجامعة بـ«بحظر القنوات الفضائية الممولة من ايران والتي تبث على الأقمار الصناعية العربية باعتبارها تشكل تهديدا للأمن القومي العربي». 
وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع «بصفة عامة كان هناك تأييد من كافة الدول المشاركة في الاجتماع للقرار». 
وتابع: «كان هناك تحفظات من الوفد اللبناني تحديدا في ما يتعلق بدور حزب الله»، مضيفا أن «الجانب العراقي وعد بأن يوافي الأمانة العامة غدا بكتاب يتضمن رؤيته للتحفظات». وكان العراق تحفظ على فقرتين في البيان الختامي.
وغاب وزير الخارجية جبران باسيل عن اجتماع الوزراء العرب وتمثل لبنان بمندوبه الدائم لدى الجامعة العربية انطوان عزام. 
واضاف أبو الغيط «لن تعلن الدول العربية الحرب على ايران في المرحلة الحالية والهدف هو مناشدة (ايران الكف عن تدخلاتها) وادانة تصرفاتها». 
وتابع:«تم تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الايرانية لقرار المجلس» في ما يتعلق بالصواريخ البالستية، «وأيضا توضيح ما قامت به ايران من انتهاكات لقرار مجلس الأمن 2216 لجهة تزويد الميليشيات الارهابية بالأسلحة». 
وقد هاجم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال الاجتماع ايران و«عملاءها» في اشارة الى حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن. 
وقال إن السعودية «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان الايراني السافر ولن تتوانى في الدفاع عن نفسها و الحفاظ على أمن وسلامة شعبها». 
واضاف ان «الصاروخ الغادر الذي أطلقه الحوثيون على عاصمة السعودية يعكس الاعتداءات الإيرانية المتكررة ضد المملكة التي شهدت إطلاق 80 صاروخا تحمل الهوية الإيرانية عبر عميلها الحوثي في اليمن تعرضت لها مختلف مدن المملكة». 
واعتبر الجبير أن «السكوت عن هذه الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عملائها في المنطقة لن يجعل أي عاصمة دولة عربية في أمان من هذه الصواريخ البالستية». 
من جهته، اعتبر وزير خارجية البحرين ان لبنان «تحت السيطرة التامة» لحزب الله، وان هذا الحزب يعبر «دولنا جميعا وهذا تحد للامن القومي العربي». 
وفي مستهل الاجتماع، قال ابو الغيط «إن الدول العربية تعتبر التدخلات الإيرانية سبباً أصيلاً في حالة انعدام الاستقرار السائدة في اليمن، وذلك من خلال ما تقوم به من تسليح ميلشيا الحوثي وتحريضها لاستهداف منطقة الخليج بالصواريخ الباليستية». 
واضاف ان «الصاروخ الذي استهدف الرياض إيراني الصنع وهو رسالة إيرانية واضحة في عدائيتها -لم يُفلح المسؤولون الإيرانيون حتى في تجميلها- بأن العواصم العربية تقع في مرمى صواريخ طهران الباليستية». 
وتابع «إنها رسالةٌ غير مقبولة، شكلاً أو مضموناً، إن الدول العربية تعتز بسيادتها، وهي قادرة على الدفاع عن استقرارها وأمنها ولن تقبل أبداً أن تعيش رهينة الخوف أو تحت ظل الترهيب».