بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الأول 2019 12:44م سياسة "القضم" الإسرائيليّة تنهش البلدة القديمة في مدينة الخليل المحتلّة

حجم الخط

يواصل الاحتلال الإسرائيليّ سياسة القضم الذي يتّبعها، في البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من خلال استمرار السيطرة على الأملاك والعقارات الفلسطينيّة، وتحويلها إلى مستوطنات يهوديّة.

والأحد الماضي، صادق وزير الحرب في حكومة الاحتلال نفتالي بينت، على البدء بالتخطيط لبناء حيّ استيطاني في سوق الجملة (سوق الخضار) في الخليل، وهو ما رفضته الحكومة الفلسطينيّة، ووصفته بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدوليّة".

وسوق الجملة (الحسبة)، هو سوق خضار أغلقته إسرائيل أمام الفلسطينيين عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين في 25 فبراير/ شباط 1994، وأسفرت عن استشهاد 29 مصليًا فلسطينيًا، وإصابة 125 على الأقل.

وحسب القناة 13 العبريّة، فإنه سيتم هدم مباني السوق (المملوكة للفلسطينيين وعددها نحو 50 متجراً) وسيتم بناء متاجر جديدة مكانها، مع الحفاظ على الحقوق الفلسطينيّة في الطوابق الأرضيّة، من دون مزيد من التوضيح.

والفلسطينيون ممنوعون من الاستفادة من متاجرهم في السوق منذ عام 1994، عندما تمّ إغلاقه بقرار عسكري إسرائيلي.

من جهته، دحض رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، ادعاءات المستوطنين بملكية "السوق"، وقال لوكالة الأناضول إنّ "السوق ملك لبلدية الخليل، وتملك كل الأوراق الخاصة بذلك"، مشيرا إلى أن البلدية "ربحت قضايا رفعتها على سلطات الاحتلال بشأن السوق".

وأضاف "لدينا قرارات عدة من محاكم إسرائيلية تقضي بملكية السوق، وأخرى بفتحه، لكن الاحتلال يتذرع بدواع أمنية".

وبتدشين الحي الاستيطانيّ الجديد، يرتفع عدد الأحياء داخل البلدة القديمة إلى خمسة بالإضافة إلى مستوطنة "كريات أربع" على أطراف البلدة، بحسب معطيات لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولجنة إعمار الخليل القديمة، وتجمع شباب ضد الاستيطان.

هذا وقُسّمت الخليل بحسب اتفاق الخليل (بروتوكول الخليل) في 17 يناير/ كانون الثاني العام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى منطقتي H1 وH2، أعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة من الخليل وأطرافها.

*مستوطنات

وتشير المعطيات إلى أنّ سلطات الاحتلال شيدت في العام 1968، مستوطنة "كريات أربع" على أطراف البلدة القديمة، ويسكنها نحو 7600 مستوطن إسرائيلي. وشيدت المستوطنة على مساحة 4300 دونم (الدونم يعادل الف متر مربع)، وقد خطط للمستوطنة أن تستوعب 10,000 عائلة.

ويقول أبو سنينة، إن سلطات الاحتلال، سعت منذ اليوم الأول لاحتلال الضفة الغربية للسيطرة على البلدة القديمة، عبر السيطرة على المباني الفلسطينية.

وفيما يلي معلومات حول المستوطنات في مدينة الخليل:

-الدبويا

في العام 1979، سيطر مستوطنون على مبنى "الدبويا" في الخليل القديمة، وحوّلوه إلى مستوطنة تعرف إسرائيليا بـ "بيت هداسا"، حيث جرى السيطرة على منازل قريبة عدة وضمّت للمستوطنة.

-إبراهيم افينو

في العام 1980، سيطر مستوطنون على منزل، وسوق للخضار، وأعلنوا عن بناء مستوطنة جديدة داخل البلدة القديمة، عرفت بـ " إبراهيم افينو"، ويطلق عليها فلسطينيا "الحي اليهودي". ويضم الحي عشرات المنازل القديمة، التي أعاد مستوطنون ترميمها والسكن فيها.

-بيت رومانو

في العام 1983 سيطر مستوطنون على مدرسة أسامة بن المنقذ، وعلى محطة الحافلات وسط الخليل، وشيدوا مستوطنة "بيت رومانو"، التي لا تبعد سوى بضعة أمتار عن مستوطنة "بيت هداسا".

-مستوطنة تل الرميدة

في العام 1984 سيطر مستوطنون على مساحة الف متر مربع (دونم) من أراضي حي تل الرميدة في الخليل، وأقاموا مستوطنة وسط المنازل الفلسطينية.

*السيطرة على منازل وإفراغ البلدة

ويسيطر المستوطنات على أربعة منازل منفردة في البلدة القديمة من الخليل، وهي:

- منزل عائلة الرجبي قرب المسجد الإبراهيمي.

- منزل عائلة أبو رجب بالقرب من ملعب المدرسة الإبراهيمية.

- منزل عائلة البكري في تل الرميدة.

- منزل عائلة الزعتري في شارع السهلة.

ويسكن الخليل القديمة نحو 600 مستوطن، و200 طالب في مدارس دينية يهودية، يحميهم نحو 1500 جندي إسرائيلي. في المقابل، يسكن البلدة نحو 10 آلاف فلسطيني.

وبحسب المعطيات، فإن نحو 43٪ من المنازل في البلدة القديمة من الخليل، فارغة، و77٪ من المحال التجارية مغلقة، بواقع 1829 محلا تجاريًا، منها 512 محلا بقرار عسكري إسرائيل، والبقية نتيجة إفراغ البلدة القديمة من السكان، والمضايقات اليومية.

ويمنع الاحتلال دخول المركبات الفلسطينية للخليل القديمة، وتقيم 22 حاجزا عسكريًا، و105 عائق حركة.

*أحياء وأسواق مغلقة

هذا وتغلق سلطات الاحتلال أحياء "جبل الرحمة، تل الرميدة، شارع الشهداء، السهلة، محيط المسجد الإبراهيمي، حارة السلايمة، حارة غيث، واد الحصين، واد النصارى، واد العروس، عين بين سليم، البقعة والبويرة، وحارة جابر".

كما أغلقت أسواق "سوق الدجاج، سوق اللبن، سوق الحدادين، سوق النجارين، سوق الجمال، سوق الخضار قطاعي وجملة، سوق الجملة، سوق الذهب".

*المسجد الإبراهيمي

منذ عام 1994 يُقسّم الحرم الإبراهيمي، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين (45٪)، وآخر باليهود (55٪)، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 مسلما أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/ شباط من العام ذاته.

المصدر: الأناضول