بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الثاني 2019 12:18ص صفقات غامضة لبيع عقارات المقدسيِّين للمستوطنين باستخدام شركات الوساطة أو الأجنبية أو الوهمية

حجم الخط
يشعر مقدسيون بالخوف من أن يجدوا أنفسهم يوما ضحية عمليات احتيال وتسريب عقارات وبيعها الى مستوطنين، خصوصا أن عمليات البيع والشراء تتم بطرق سرية وملتوية.
ويسعى المستوطنون إلى تهويد القدس القديمة مبررين ذلك بعلاقتهم التوراتية بالمكان.
وفي ما يلي قصة  تروي نمطا من هذه العمليات، فبعدما انتقلت ملكيته لمستوطنين اسرائيليين، بات مبنى عائلة جودة القريب من المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة، رمزا لمخاوف الفلسطينيين من صفقات سرية معقدة لبيع عقارات تهدد وجودهم في البلدة القديمة.
ويؤكد أديب جودة الحسيني (55 عاما) حامل مفاتيح كنيسة القيامة نيابة عن عائلته إنه «لم يرتكب أي خطأ» ببيعه المبنى المشيد على الطراز المملوكي ومن ثلاث طبقات، لفلسطيني آخر في 2016.
لكن هذا لم يعفه من غضب الفلسطينيين الذين يعتبر كثيرون منهم بيع عقارات في القدس الشرقية لاسرائيليين «خيانة»، واتهم بأنه مسؤول عن بيع المبنى الواقع في الحي الاسلامي بالبلدة القديمة لمستوطنين. 
وتساءل اديب جودة الحسيني الذي ينتمي إلى عائلة مقدسية عريقة، وهو يجلس عند مدخل كنيسة القيامة التي بنيت في المكان التقليدي لصلب المسيح ودفنه «هل يمكن محاسبتي على شيء تم بيعه منذ أكثر من عامين لشخص آخر؟».
وأوضح أنه باع العقار إلى فلسطيني آخر عام 2016 مقابل 2.5 مليون دولار (2.18 مليون يورو) ولا يمكن تحميله مسؤولية انتقال المستوطنين إلى هناك في أواخر العام 2018. 
وقد واجه جودة دعوات للتخلي عن دوره كحامل مفتاح كنيسة القيامة الذي يفتخر به وتوارثته عائلته المسلمة ابا عن جد، منذ قرون. 
ويعرض اديب جودة الوثائق التي يقول انها تثبت للسلطة الفلسطينية بيع منزله لفلسطيني آخر يدعى خالد العطاري في العام 2016.
ويقول إن المشتري «خانني وخان السلطة الفلسطينية وفلسطين». 
وردا على سؤال لوكالة فرانس رفض خالد العطاري الإدلاء بأي تعليق، مشيرا إلى ان «هناك تحقيقا جاريا من قبل السلطة الفلسطينية ولم ينته بعد». 
وبناية جودة ليست العقار الوحيد الذي يثير قلق الفلسطينيين الذين يخوض نحو 320 الف مقدسي منهم صراعا من أجل بقائهم في المدينة. 
وهم يعتبرون أن كل عملية بيع لممتلكاتهم إلى مستوطنين تشكل ضربة قاسية أخرى لقضيتهم.
وبعد بيع بناية جودة لمستوطنين، تبادل أديب جودة الحسيني وخالد العطاري الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي. 
ونشرت تسجيلات فيديو لم يعرف مصدر عدد منها، تتهم عائلات اخرى ببيع عقارات إلى مستوطنين لتعزز من البلبلة ومن حملة تشكيك في الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعائلات مقدسية وشخصيات معروفة. 
ويؤكد ناشطون مناهضون للاستيطان أن مجموعات المستوطنين الاسرائيليين تدفع باتجاه إبرام مثل هذه الصفقات لزيادة عدد السكان اليهود في القدس الشرقية، وتعرض مبالغ هائلة لإغراء أصحاب العقارات. 
وقالوا إن «مجموعات المستوطنين الإسرائيليين تمارس ضغوطا لعقد الصفقات كجزء من جهودهم لزيادة السكان اليهود في القدس الشرقية تستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل مثل شركات الوساطة أو الشركات الاجنبية او الشركات الوهمية». 
وصرحت يوديث اوبنهايمر مديرة المنظمة غير الحكومية المناهضة للاحتلال الاسرائيلي جمعية «مدينة الشعوب» (عير عميم) أن «عمليات البيع والشراء ليست معاملات مفتوحة وشفافة». 
لكن دانيال لوريا المؤيد الشرس للاستيطان في جمعية «عطيرت كوهانيم»، دافع عن أعماله. وقال لوريا «يجب أن يكون الجميع قادرين على الشراء والبيع في المناطق الواقعة تحت السيادة الإسرائيلية».
من جهة أخرى، قال مسؤولان فلسطينيان كبيران امس إن السلطة الفلسطينية سلمت السلطات الأميركية أميركيا من أصل فلسطيني حكمت عليه بالسجن المؤبد لانتهاكه حظرا على بيع أراض للإسرائيليين.
وقال مسؤول أمني كبير طلب عدم نشر اسمه «يحمل عصام عقل جواز سفر أميركيا وجرى تسليمه إلى السلطات الأميركية بناء على طلبها».
وأكد مسؤول ثان، طلب عدم نشر اسمه أيضا، الإفراج عن عقل. ورفض المسؤولان الكشف عن أي تفاصيل.
ولم يتسن الوصول إلى أسرة عقل للتعقيب. ولم يعلق مسؤولون أميركيون عند سؤالهم عن الإفراج عن عقل.
(أ ف ب - روتيرز)