بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 حزيران 2019 06:01ص صفقة القرن: رفض عربي وفلسطيني للـ٥٠ مليار دولار

نتنياهو وبولتون على متن مروحية إسرائيلية خلال جولة في غور الأردن (ا ف ب) نتنياهو وبولتون على متن مروحية إسرائيلية خلال جولة في غور الأردن (ا ف ب)
حجم الخط
قوبلت رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية في إطار ما يسمى «صفقة القرن»  بازدراء ورفض وسخط في العالم العربي.

وأبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس ثقته بأن «ورشة المنامة لن يكتب لها النجاح»، معتبرا «أنها بنيت على باطل»، في إشارة الى مؤتمر البحرين المقرر انعقاده يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين والذي سيناقش الجانب الاقتصادي من الصفقة. 

وقال عباس لصحافيين يعملون في وسائل إعلام أجنبية التقاهم في مقره برام الله «نحن متأكدون أن ورشة المنامة لن يكتب لها النجاح»، مستبعدا أن «تخرج بنتائج لأنها بنيت على خطأ، وما بني على باطل فهو باطل». 

وأوضح عباس «مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، ونحن بحاجة الى الاقتصاد والمال والمساعدات، لكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، وعندما نطبق حل الدولتين ودولة فلسطينية على حدود 67 بحسب قرارات الشرعية الدولية، عندها نقول للعالم ساعدونا». وتدارك «أما أن تحول أميركا القضية من سياسية الى اقتصادية فقلنا لن نحضر الى المنامة ولا نشجع احدا للذهاب هناك». 

وردا على اسئلة الصحافيين، قال عباس إنه لم يقل لا للشرعية الدولية «وأن اميركا جزء من الشرعية الدولية وليست كل الشرعية الدولية». 

وجدد الرئيس الفلسطيني موقفه الرافض لقيادة الولايات المتحدة التسوية السياسية المحتملة بين الفلسطينيين واسرائيل. 

وقال «نحن قلنا بصراحة لن نقبل اميركا وحدها أن تكون وسيطا سلميا في الشرق الاوسط، ونحن بهذه السياسة الاميركية لن نثق بأميركا، نريد أوروبا وروسيا والامم المتحدة والصين وبريطانيا والمانيا». 

واضاف عباس «لن نكون عبيدا أو خداما لـ(جاريد) كوشنر و(جيسون) غرينبيلات و(ديفيد) فريدمان» في اشارة الى فريق الرئيس الاميركي الذي وضع الخطة الاقتصادية على ان يتم لاحقا اعلان الجانب السياسي من الخطة. 

ورغم قطع العلاقات بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، الا أن عباس اكد للصحافيين أن السلطة الفلسطينية ابقت العلاقات الامنية بينها وبين وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. 

وقال «اذا كانت الولايات المتحدة الاميركية حكما فإننا نرفض التعامل مع هذا الحكم ونرفض التعامل معها». 

واضاف «بقي بيننا شيء واحد هو التنسيق الامني، ولا يزال قائما الى هذه اللحظة بيننا وبين السي آي ايه، وسبب التنسيق الامني محاربة الارهاب في العالم».

الرئيس محمود عباس خلال اجتماع مركزية «فتح» في رام الله (أ ف ب) 




وفي القاهرة قال وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة أمس «نحن لسنا بحاجة لاجتماع البحرين لبناء بلدنا، نحن بحاجة لسلام... تسلسل الأحداث أنه انتعاش اقتصادي من ثم يأتي سلام هذا غير حقيقي وغير واقعي».

ومن السودان إلى الكويت، استنكر معلقون بارزون ومواطنون عاديون مقترحات كوشنر بعبارات مماثلة بشكل لافت للانتباه مثل «مضيعة هائلة للوقت» و«فاشلة» و«مصيرها الفشل منذ البداية».

ووجهت أحزاب ليبرالية ويسارية مصرية انتقادات حادة لورشة البحرين وقالت في بيان مشترك إن مؤتمر المنامة «يرمي إلى تكريس وشرعنة الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية».

وفي إسرائيل وصف وزير التعاون الإقليمي تساحي هنجبي، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفض الفلسطينيين لخطة «السلام من أجل الازدهار» التي يبلغ حجمها 50 مليار دولار بأنه أمر مأساوي.

من جهته، ذكر نتنياهو أن إسرائيل ستدرس الخطة الاميركية «بطريقة منصفة ومنفتحة».

وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات خلال جولة مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في غور الأردن، وهو جزء من الضفة الغربية المحتلة على الحدود مع الأردن.

وقال نتنياهو «سنستمع للمقترح الأميركي بطريقة منصفة ومنفتحة. لا أستطيع أن أفهم كيف يرفض الفلسطينيون الخطة الأميركية دون حتى أن يسمعوا ما فيها».

وكرر نتنياهو أيضا موقف إسرائيل بأن أي اتفاق سلام في المستقبل لا بد وأن يشمل وجود إسرائيل في غور الأردن بالضفة الغربية، وهي منطقة يريد الفلسطينيون أن تكون جزءا من دولتهم في المستقبل.

وستشارك في مؤتمر البحرين دول الخليج العربية بما في ذلك السعودية والإمارات، إلى جانب مسؤولين من مصر والأردن والمغرب. ولن يحضر لبنان والعراق.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ لفرانس برس أمس الاول إنّ وفداً برئاسة نائب وزير المالية سيشارك في المؤتمر، فيما أورد المتحدث باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة أنّ مشاركة المملكة ستكون «على مستوى أمين عام وزارة المالية». 

وتظاهر أمس آلاف المغاربة في العاصمة المغربية الرباط للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين ورفضهم لخطة كوشنر.

ويعتقد محللون عرب أن الخطة الاقتصادية تمثل محاولة لشراء معارضة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية برشوة قيمتها مليارات الدولارات للدول المجاورة التي تستضيف ملايين اللاجئين الفلسطينيين من أجل دمجهم.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أمس الاول أنّ خطتها للسلام في الشرق الاوسط والتي سيُعرض الشقّ الاقتصادي منها الأسبوع المقبل في البحرين، تهدف إلى جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين وخلق مليون فرصة عمل لهم ومضاعفة اجمالي ناتجهم المحلّي، وذلك خلال عشرة أعوام. 

وأوضحت الإدارة الأميركية التي تدلي للمرة الاولى بتفاصيل عن هذه الخطة، أنّ المبادرة تهدف إلى اجتذاب استثمارات دولية كبرى وتحسين جذري للبنى التحتية والتربية والتعليم والإدارة في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

ويشكّل مؤتمر المنامة الذي سيعقد الثلاثاء والأربعاء المقبلين برئاسة كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرصة لعرض هذه الخطة التي طال انتظارها، والتي يقول مسؤولون إنّها ستتضمّن لاحقاً شقّاً سياسياً. 

من جهته يرى البيت الابيض أن هذه الخطة تاريخية، على أن يتم بحثها تفصيلاً في البحرين مع مسؤولين ماليين خليجيين. 

وقال البيت الأبيض في وثيقة نشرت أمس الاول إنّ الخطة «تشكّل الجهد الدولي الأكثر طموحاً والأكثر شمولاً بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني حتى الآن». 

وقال كوشنر في بيان «لقد بقي الفلسطينيون عالقين طويلاً في أطر الماضي العديمة الجدوى». 

وأضاف أنّ «خطة «من السلام إلى الازدهار» هي إطار لمستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً للشعب الفلسطيني والمنطقة ورؤيا لما يمكن (تحقيقه) إذا ما تمّ التوصّل للسلام». 

وأكّد البيت الابيض أنّ الخطة تهدف إلى جمع استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار على مدى عشر سنوات وإلى مضاعفة إجمالي الناتج المحلي الفلسطيني خلال هذه الفترة. 

واعتبر البيت الأبيض أنّ المبادرة يمكن أن تحدث تحوّلاً في الاقتصاد الفلسطيني عبر تأمين أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين، ما من شأنه أن يخفّض نسبة البطالة إلى ما دون 10 بالمئة، وأن تقلّص نسبة الفقر بنسبة 50 بالمئة. 

كذلك، أعلنت الإدارة الأميركية أنّ الأموال المرصودة سيتولى إدارتها مصرف دولي للتنمية بغية تجنّب الفساد. 

(أ ف ب - رويترز)