وصلت أكثر من مئة حافلة امس لإجلاء الآلاف من بلدتين مواليتين للنظام السوري يحاصرهما مقاتلو المعارضة في شمال غرب البلاد، وذلك في إطار اتفاق من المتوقع أن يطلق النظام بموجبه سراح مئات المحتجزين.
وقال قائد في التحالف الإقليمي الداعم للنظام إنه سيتم إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين من جميع السكان والمقاتلين.
ويحاصر مقاتلون سنة منذ سنوات البلدتين الواقعتين في محافظة إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا.
وقالت مصادر في المعارضة إن مسؤولين من هيئة تحرير الشام، وهي تحالف يقوده الفرع السابق لتنظيم القاعدة، ومن الحرس الثوري الإيراني تفاوضوا على اتفاق نقل السكان من البلدتين.
وقال القائد بالتحالف الداعم للأسد ومصدر بالمعارضة على علم بتفاصيل المحادثات السرية إن تركيا تشارك كذلك في العملية التي تجري استنادا إلى اتفاق أبرم العام الماضي ولم ينفذ بالكامل.
وقال التلفزيون الرسمي إن 121 حافلة دخلت حتى الآن بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب امس مع سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري لنقل المرضى.
وأضاف التلفزيون أن بين من سيجري نقلهم رهائن علويين كانت فصائل من المعارضة قد احتجزتهم عندما اجتاحت إدلب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
ميدانيا شنت قوات النظام السوري ضربات جوية مكثفة على مدينة نوى بمحافظة درعا في جنوب سوريا وسط تقارير عن سقوط عشرات الضحايا مع مواصلة القوات المدعومة من روسيا هجومها في المنطقة.
وذكر ساكن أنه جرى أيضا إطلاق عشرات الصواريخ على المدينة المكتظة بالسكان في شمال غرب محافظة درعا قرب محافظة القنيطرة المتاخمة لمرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، حيث تحركت قوات النظام هذا الأسبوع لانتزاع السيطرة على الأجزاء المتبقية من شمال غرب البلاد من أيدي المعارضة.
وقال مالك الغاوي في رسالة نصية بعث بها إلى رويترز «الوضع كيوم القيامة... الشهداء بالشوارع والكل عاجز عن سحبهم».
وقال ساكن آخر يدعى أبو هاشم «لا نعرف أين نأخذ المصابين، فالقرية أحرقت».
وجاء القصف المدفعي والجوي بعد ساعات فقط من عودة آلاف النازحين إلى المدينة التي طوقتها القوات الحكومية بصورة شبه تامة بعد أن التمسوا الحماية على امتداد الحدود الإسرائيلية.
وأفاد ساكن آخر بأن الهجوم جاء كذلك في أعقاب تقارير عن توصل المعارضة لاتفاق استسلام مع الجيش الروسي من شأنه أن يجنب المدينة القصف.
في الاثناء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن السلطات الروسية والسورية أقامتا مركزا في سوريا لمساعدة اللاجئين على العودة من الخارج.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن المركز «سيشرف على عودة كل الأشخاص الذين نزحوا مؤقتا وكذلك اللاجئين السوريين من الدول الأجنبية إلى أماكن إقامتهم الدائمة».
وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن الوضع ليس آمنا بعد لعودة اللاجئين لكنها تساعد من يختارون العودة في تحضير وثائقهم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان منفصل إنه جرى إعداد نحو 336500 مكان في أنحاء البلاد لاستقبال اللاجئين العائدين.
وذكرت الوزارة أن لجانا محلية تشكلت في جميع أنحاء البلاد لتقييم البنية التحتية واحتياجات العائدين كما جرى تخصيص حافلات تتبع شركات نقل خاصة محلية لنقل اللاجئين.
على صعيد اخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنها تبذل كل جهد ممكن من أجل تجنب أي مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل في سوريا، مؤكدة قلقها من احتمال اندلاع نزاع بين البلدين.
(ا.ف.ب-رويترز)