بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تموز 2019 12:15ص عشرات الآلاف من الجزائريين لإصلاحات جذرية

جزائري خلال التظاهرة في العاصمة أمس (أ ف ب) جزائري خلال التظاهرة في العاصمة أمس (أ ف ب)
حجم الخط
عاد عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع العاصمة الجزائرية ومدن أخرى أمس للمطالبة بإصلاحات سياسية جذرية ورحيل النخبة الحاكمة.

ويطالب المحتجون بمزيد من الحريات والإطاحة بمن تبقّى من رموز الحرس القديم، وذلك بعدما وضعوا نهاية لحكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل/ نيسان عقب 20 عاما في المنصب.

وهتف المحتجون بشعارات تطالب بجمهورية ديمقراطية جديدة وسيادة القانون، فضلا عن دعوات للاستماع إلى صوت الشارع.

وكان شعار «دولة مدنية ماشي (ليس) عسكرية» الأبرز في تظاهرة وسط العاصمة الذي غصّ بالمتظاهرين مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة.

وفي حدود الساعة الثامنة (19:00 تغ) يخوض «محاربو الصحراء» على استاد القاهرة الدولي، النهائي الأول لهم في البطولة منذ أن توّجوا بلقبهم الوحيد على أرضهم عام 1990.

ووفّرت السلطات الجزائرية تحضيرا للمباراة المرتقبة، «جسرا جويا» من 28 طائرة، مدنية وعسكرية، لتنقل الى مصر، نحو 4800 مشجع.

وبدأ أول المتظاهرين في التجمّع صباحا رغم الانتشار الكبير لقوات الشرطة في الشوارع والساحات قبل وصولهم.

ولم يتم تسجيل اعتقالات كما في الأسابيع الماضية.

ورغم صعوبة تقييم عدد المتظاهرين بسبب غياب أرقام رسمية، إلا أن عددهم بدا مماثلا للأسابيع الماضية.

وقامت الشرطة بصف شاحناتها على جانبي شارع ديدوش مراد، وهو المسار المعتاد للتظاهرة، حتى ساحة البريد المركزي، مكان تجمع المتظاهرين، منذ بداية الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في 22 شباط 2019.

وفي وسط الحشود وقف عمار (71 عاما) رافعا لافتة كتب عليها «مبروك علينا، فرحتنا اليوم فرحتان، الكأس نجيبوها (نأتي بها) والعصابة ننحيها (نزيلها)». 

وقال لوكالة «فرانس برس» «في الصباح نلعب مباراة ضد العصابة وفي المساء ضد السنغال. وسنربح الاثنين ان شاء الله». وفي الصباح قامت شركة النقل الحكومية بتخصيص حافلات لنقل المشجعين من مكان التظاهرة نحو ملعب 5 يوليو حيث تم وضع شاشة عملاقة لمشاهدة مباراة نهائي كأس أمم أفريقيا. ثلاث حافلات انطلقت محمّلة بالمشجعين كما بدأت بعض السيارات الاحتفالات قبل الأوان، بإطلاق العنان للمنبّهات عبر شوارع العاصمة، قبل أن تنقطع حركة المرور بوصول حشود المتظاهرين.

ونحو الخامسة وثلاثين دقيقة انتهت التظاهرة في العاصمة وانتقل الكثير من المشاركين الى أماكن الشاشات العملاقة خصوصا في ساحة الأول من مايو وملعب واغنوني بوسط العاصمة.

أما ملعب 5 يوليو بالضاحية الجنوبية فقد غصّ بالحضور بحسب الصور التي أظهرتها قنوات التلفزيون. واختارت سكينة (78 عاما) التي كانت تمشي مستعينة بعكاز ملعب واغنوني القريب من مسكنها لمشاهدة المباراة مع بناتها.

وقالت لـ «فرانس برس» «انتهى المشهد الأول اليوم في انتظار يوم الجمعة القادم». أما أحمد، موظف أمن في شركة بترولية في الثلاثينات من العمر، فقد وصل من تقرت على بُعد 600 كلم جنوب الجزائر «ولا أنوي الرجوع قبل أن أشارك في فرحة الفوز بالكأس إن شاء الله».

وقرر هو أيضا التوجه إلى ساحة أول مايو حيث الشاشة العملاقة لمشاهدة المباراة. ورغم فرحة الجزائريين بمنتخبهم كلما اجتاز دورا في البطولة الأفريقية إلا انهم يرددون كل يوم جمعة أن الهدف الأساسي هو رحيل كل رموز النظام الموروث من حكم عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في 2 نيسان  تحت ضغوط الاحتجاجات.

(ا.ف.ب - رويترز)