بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الثاني 2018 12:18ص غارات للنظام وروسيا على المنطقة العازلة في إدلب بعد اتهام المعارضة بهجوم بـ«الكلور»

واتصالات تركية لاحتواء التصعيد

حجم الخط
اتهم النظام السوري وحليفه الروسي «تنظيمات إرهابية» بشن هجوم مساء أمس الاول بـ«الغازات السامة» في مدينة حلب أصيب خلاله أكثر من مئة شخص بحالات اختناق، وردت موسكو بشن غارات ضد مواقع الفصائل المعارضة التي أكدت عدم امتلاكها هذا السلاح معتبرة انها ذريعة من النظام وحليفه لمهاجمة المنظمات الثورية. 
واستهدفت موسكو للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين المنطقة المنزوعة السلاح التي قالت إنها كانت مصدر القصف على حلب. 
والمنطقة هذه هي نتاج اتفاق سوتشي الروسي - التركي، وتشمل أجزاء من محافظة إدلب مع محافظات أخرى مجاورة، بينها ريف حلب الغربي، ويقع الجزء الأكبر منها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). 
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن قائد شرطة حلب عصام الشلي قوله إن «المجموعات الإرهابية» استهدفت مساء السبت «بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة» أحياء في غرب مدينة حلب التي باتت تسيطر القوات الحكومية عليها بشكل كامل منذ نهاية 2016. 
وتمّ نقل المصابين إلى مستشفيي الرازي والجامعة، حيث قالت مصادر طبية لوكالة سانا إنه «تم استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة».
كما رجح مدير الصحة في حلب ان تكون المادة المستخدمة هي غاز الكلور. 
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وصول «94 حالة اختناق» إلى مستشفيات حلب، مشيراً إلى معالجة معظمها. 
ولفت نقلاً عن مصادره في حلب الى «انتشار رائحة لغاز الكلور» في الأحياء المستهدفة.
وشاهد مصور متعاون مع فرانس برس في مستشفى في حلب مساء السبت عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، يعانون من صعوبات في التنفس، وتمت معالجتهم بواسطة أقنعة تمدهم بالأوكسجين.
وقال زاهر بطل نقيب الأطباء في حلب «ليس من الممكن أن نعرف شو أنواع الغازات لكن شكينا بغاز الكلور وعالجنا على هذا الأساس بسبب الأعراض».
وأضاف أن هذا هو أول هجوم بالغاز على المدنيين في المدينة منذ نشوب الصراع قبل أكثر من سبع سنوات.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن الجيش رد على مقاتلي المعارضة قرب المدينة لكن دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.
وفي موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس «مجموعات إرهابية» بقصف حلب بـ«غاز الكلور» انطلاقاً من منطقة واقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام في المنطقة المنزوعة السلاح.
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها نفذت ضربات جوية ضد مواقع المجموعات التي استهدفت مدينة حلب.
وقال المتحدث باسمها إيغور كوناشينكوف إنه «تم تدمير كل الاهداف إثر هذه الضربات».
وأوضح عبد الرحمن أن هذه «الغارات هي الأولى منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي» الذي تمّ التوصل إليه بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في إدلب التي تُعدّ آخر معقل للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا.
في الأثناء، أجرى وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الروسي سيرغي شويغو اتصالاً هاتفياً لبحث التطورات في سوريا، وفق ما أعلنت أنقرة.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية أن الوزيرين «تبادلا الآراء بشأن الاستفزازات الأخيرة التي لا هدف منها سوى الإضرار باتفاق سوتشي» حول إقامة المنطقة المنزوعة السلاح.
وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول «اعتداء التنظيمات الارهابية بالغازات السامة على أحياء مدينة حلب»، «مجلس الأمن بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية».
وفي الأشهر الأخيرة، اتهمت الحكومة السورية وحليفتها روسيا الفصائل المعارضة والجهادية في محافظة إدلب بامتلاك أسلحة كيميائية، محذرتين من إمكانية استخدامها.
ونفى تحالف فصائل معارضة بينها حركة أحرار الشام في ريف حلب ومحافظة إدلب المجاورة استهداف مدينة حلب بقذائف تحتوي على «غاز الكلور». 
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من المجموعات الجهادية. 
وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير ناجي مصطفى في بيان «ننفي مزاعم النظام الكاذبة حول استهداف الثوار لمدينة حلب بأي نوع من القذائف خاصة تلك التي تحوي غاز الكلور، والتي لا يمتلكها ويستخدمها في سوريا إلا النظام المجرم».
وقال عبد السلام عبد الرزاق المتحدث باسم حركة نور الدين الزنكي المعارضة إن المعارضين لا يملكون أسلحة كيماوية وليس لديهم القدرة على إنتاجها.
وأضاف عبد الرزاق على تويتر يقول «النظام المجرم وبتعليمات من روسيا يحاول اتهام الثوار باستخدام مواد سامة ضد مواقع في مدينة حلب وهذا محض كذب فالثوار لا يملكون سلاحا كيميائيا ولا مختبرات لتجهيزه ولا يمتلكون أغلب وسائط الاستخدام».
واتهم أبو عمر المتحدث باسم فيلق الشام دمشق بمحاولة تلفيق هذه «التمثيلية الخبيثة» كذريعة لمهاجمة بلدات تسيطر عليها المعارضة.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن قصفا حكوميا في وقت سابق أمس الاول أسفر عن مقتل امرأتين وسبعة أطفال في بلدة في إدلب.
واتهم رئيس هيئة التفاوض العليا، أبرز مكونات المعارضة السورية ومقرها اسطنبول، نصر الحريري دمشق بالعمل على إيجاد «ذريعة» لشن هجوم ضد الفصائل المعارضة.
(ا.ف.ب - رويترز)