بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيلول 2020 07:42ص غضب في سوريا وانقسام حول حرائق الغابات والعين حمراء على روسيا

حجم الخط

لم يشأ صيف سوريا الساخن أن يرحل من دون أن يخلف كارثة بيئية على إثر حرائق تواصلت لليوم الخامس على التوالي، في وقت لم تفلح جهود الإطفاء في وضع حد لألسنة النيران التي التهمت غابات عدة في ريف اللاذقية، شمال غربي سوريا، كما اندلعت النيران بكثافة في مناطق أخرى تقع في سهل الغاب، بريف مصياف الجنوبي الغربي.

الأخضر واليابس

ويقول أحد مسؤولي فرق الإطفاء لـ"اندبندنت عربية" إن "فرق الإطفاء والدفاع المدني من كل المحافظات السورية أسهمت بعدد كبير منها في إخماد الحرائق، وأن السيطرة عليها باتت وشيكة بعد مشاركة مجموعات من الجيش ومروحياته".

وبرز جلياً العجز الحكومي لا سيما أنه يعدّ أول تحد للحكومة الجديدة التي أقسمت اليمين قبل أيام.

وأعلن محافظ حماة محمد حزوري أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على ما نسبته 95 في المئة من الحرائق التي لم تسبب خسائر في الأرواح.

السياسة في الحرائق

وعلى الرغم من هول الكارثة، يبدو أن التعامل مع الحرائق تفاعل سياسياً، إذ سجلت انتقادات لروسيا لتقصيرها في عمليات الإطفاء، لا سيما أن قاعدة حميميم العسكرية الروسية قريبة من المنطقة التي اندلعت فيها النيران في ريف اللاذقية.

وصبّ الموالون للنظام غضبهم على انكفاء الحلفاء عن المساعدة، مذكرين بمشاركة طائرات من موسكو بإطفاء حريق في إسرائيل عام 2016، بينما الطائرات الروسية في سوريا تتفرج، في حين شاركت طائرة إيرانية واحدة في عمليات الاطفاء.

من جهته عبّر الائتلاف الوطني السوري المعارض عن أسفه لهذه الحوادث التي التهمت آلاف الهكتارات من الأحراج والغابات وتسببت بموجة نزوح بين الأهالي من بلداتهم، ذاكراً في بيان أن شهادات الخبراء والعاملين السابقين في القطاعات الحكومية تؤكد أن الغالبية الساحقة من الحرائق التي طالت المنطقة خلال العقود الماضية، كانت مفتعلة. وأضاف "وقعت في إطار النهب والسرقة والفساد لصالح عدد من المتنفذين وزعماء المافيات الذين كانوا يحرقون الغابات بهدف الاستحواذ على الأراضي الحرجية وبناء القصور". كما عزا الائتلاف المعارض الحرائق إلى أسباب أخرى تتمثل بالقصف الذي تنفذه قوات النظام على جبال اللاذقية، بحسب بيانه.

في مقابل ذلك، ردّ البرلماني السابق نبيل الصالح سبب الحرائق إلى ما وصفه بالخطة "ب" وإلى أنها بفعل فاعل لإضعاف الخزان الرئيس الذي يرفد الجيش بالمقاتلين، محذراً من انتقال الهجوم إلى تلويث مصادر مياه الشرب كمقدمة لحرب جرثومية ومشيراً بأصبع الاتهام إلى تركيا وإلى وصول ملثمين عبر دراجات نارية إلى الغابات التي اندلعت فيها النيران.

تحقيقات أولية

وسارعت الجهات المختصة ومنها وزارة الزراعة إلى إعلان نتائج تحقيقات أولية خلصت إلى أن الحرائق بفعل فاعل في سهل الغاب ومصياف في ناحية عين الكروم، حيث أوقفت السلطات الأمنية ثلاثة أشخاص مشتبهاً فيهم على ذمة التحقيق.

سوريا تحترق

في غضون ذلك، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم #سوريا_ تحترق، في حين لفت الباحث في الشأن البيئي إسماعيل خليل إلى الخسارة الكبيرة التي منيت بها جبال الساحل السوري.

وعلى الرغم من تكرار حرائق الغابات في كل عام، إلا أن حرائق هذه السنة تعدّ الأكثر ضراوة، وسبقها حريق ضخم العام الفائت في 13 أكتوبر (تشرين الأول) في الجبال ذاتها في طرطوس واللاذقية وفي الجزء الغربي من حمص وحماة، لقي على إثره عدد من رجال الإطفاء مصرعهم.