بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آب 2019 12:36ص قوّات النظام تدخل خان شيخون وسط معارك عنيفة

انتشال جثة فتى سوري من تحت الانقاض في إدلب (أ ف ب) انتشال جثة فتى سوري من تحت الانقاض في إدلب (أ ف ب)
حجم الخط
دخلت قوات النظام السوري مساء أمس مدينة خان شيخون في جنوب إدلب وبدأت بالتقدم فيها وسط معارك عنيفة مستمرة مع الفصائل الجهادية والمقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «إنها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام مدينة خان شيخون منذ فقدان السيطرة عليها في العام 2014»، مشيراً إلى أنها اقتحمتها من الجهة الشمالية الغربية وسيطرت على مبان عدة. 

وتحاول قوات النظام منذ أيام التقدم باتجاه خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، التي يعبرها طريق سريع استراتيجي يربط حلب بدمشق، يقول محللون إن قوات النظام ترغب باستكمال سيطرتها عليه. 

وأفاد عبد الرحمن أن اشتباكات عنيفة مستمرة تدور داخل المدينة وفي جبهات أخرى عند أطرافها بين قوات النظام من جهة والفصائل الجهادية والمقاتلة من جهة ثانية. 

وأشار إلى أن «قوات النظام تواجه مقاومة شرسة من قبل الفصائل، وقد لجأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى شن هجمات انتحارية عدة في محيط المدينة».

وقتل جراء معارك خان شيخون منذ ليل السبت الأحد 45 مقاتلاً من الفصائل، بينهم 32 جهادياً، فضلاً عن 17 عنصراً من قوات النظام، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري.

وتعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيميائي في نيسان 2017 أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً. 

واتهم خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ودول غربية دمشق بتنفيذه، الأمر الذي طالما نفته الأخيرة. ورداً على الهجوم، استهدفت الولايات المتحدة حينذاك مواقع عسكرية سورية بعشرات الصواريخ.

وخان شيخون اليوم شبه خالية من السكان الذين فروا إلى مناطق أكثر أماناً منذ بدء التصعيد في منطقة إدلب قبل أشهر. 

وكان يسكنها نحو مئة ألف شخص، غالبيتهم من النازحين الذين لجأوا إليها خلال السنوات الماضية.

ومنذ نهاية نيسان، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقلّ نفوذاً، لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي. 

وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي. 

وتسبب التصعيد، وفق حصيلة للمرصد، بمقتل أكثر من 860 مدنياً، فضلاً عن حوالى 1400 مقاتل من الفصائل وأكثر من 1200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وقتل الأحد أيضاً مدنيان، أحدهما طفل، في قصف جوي مستمر على جنوب إدلب. 

ومنطقة إدلب مشمولة مع محيطها باتفاق روسي تركي منذ أيلول 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.

 من جهة أخرى، قتل شرطي وأصيب شخصان بجروح امس  في هجوم بسيارة مفخخة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد مسؤول أمني. 

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية على حسابات جهادية على تطبيق تلغرام الهجوم. وقال المتحدث باسم قوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش) علي الحسن، «انفجرت سيارة مفخخة اليوم (الأحد) في حي الاربوية قرب مدرسة الصناعة»، ما أسفر عن مقتل عنصر من تلك القوات، وإصابة شخصين آخرين بجروح، «أحدهما إصابته خطيرة».

 وأشار الحسن إلى أنه تم تفجير السيارة «عن بعد». 

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عنصر من الأسايش. 

وشاهد مراسل لفرانس برس في المكان النيران تتصاعد من السيارة التي انهمك عمال إطفاء في اخماد حريقها، مشيراً إلى أن التفجير وقع أثناء مرور دورية للأمن الكردي، في منطقة قريبة من «مفرزة» تابعة للجيش السوري.

 وأفاد بيان القوة الأمنية الكردية بأن السيارة الملغومة استهدفت منشأة تدريب كان يحرسها أفراد من قوة الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا والمعروفة أيضا باسم الأسايش.

الى ذلك، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن وزارة الخارجية قولها إن اتفاق الولايات المتحدة على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا الحليف الوثيق لإيران «استفزازي ومثير للقلق».

وقالت فارس «المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي قال إن الإعلانات والاتفاقات التي صدرت عن المسؤولين الأمريكيين في الآونة الأخيرة بشأن إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا مستفزة ومثيرة للقلق».

(ا.ف.ب - رويترز)