بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 كانون الأول 2019 06:10ص ليبيا: أردوغان يلوِّح بالتدخل والسيسي يهاجم ارتهان السراج للميليشيات

مقاتلون تابعون لحكومة السراج خلال يعاينون شحنة أسلحة في طرابلس (أ ف ب) مقاتلون تابعون لحكومة السراج خلال يعاينون شحنة أسلحة في طرابلس (أ ف ب)
حجم الخط
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن تركيا مستعدة لتقديم أي دعم عسكري تحتاجه ليبيا بعد أن وقعت أنقرة مع الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس اتفاقا أمنيا.

وقال أردوغان لقناة الخبر التلفزيونية ”سنحمي حقوق ليبيا وتركيا في شرق المتوسط... نحن أكثر من مستعدين لتقديم أي دعم لازم إلى ليبيا".

وأضاف أردوغان بعد اجتماع مع فائز السراج رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية أن خليفة حفتر الذي يقود قوات في شرق ليبيا ”زعيم غير شرعي... ويمثل هيكلا غير شرعي".

واستقبل أردوغان السراج للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع بعد أيام من تلويحه  بإرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعمه. 

وجرى هذا اللقاء الذي عقد بعيدا من الإعلام والذي لم يكن مدرجا على جدول الأعمال المعلن للرئيس التركي، في قصر دولمة بهجة على الضفة الأوروبية لاسطنبول، وفق ما أعلنت الرئاسة التركية من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. 

واتخذت تركيا خطوة أخرى صوب تقديم دعم عسكري لحكومة الوفاق الوطني الليبية في ساعة متأخرة من ليل السبت عندما أحيل إلى البرلمان اتفاق ثنائي يشمل تزويدها بقوة للرد السريع إذا طلبت طرابلس ذلك.

وتثير الخطوة التركية الأخيرة التوتر في منطقة المتوسط وتجازف بمواجهة مع قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.

وكانت أنقرة وطرابلس وقعتا أواخر الشهر الماضي اتفاقا أمنيا وعسكريا موسعا كما وقعتا على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية تعتبرها اليونان انتهاكا للقانون الدولي.

وبينما تم إرسال الاتفاق البحري إلى الأمم المتحدة لإقراره أُحيل الاتفاق العسكري إلى البرلمان التركي. 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو امس ”البرلمان سيدخله حيز التنفيذ بعد الموافقة عليه".

ولم يتضح متى سيتم التصويت في البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم، بزعامة أردوغان، وحليفه حزب الحركة القومية اليميني.

والخميس  الماضي، حث حفتر قواته على التقدم صوب وسط طرابلس فيما أسماها ”المعركة الحاسمة" بعد هجومه على العاصمة الذي بدأه في نيسان لكنه يتعثر خارج طرابلس.

وأصدر حفتر، أمس، أمرا بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى العاصمة، لحسم معركة طرابلس.

وكان مقطع فيديو نشرته صفحة «الكتيبة 166 مشاة» من القوات المسلحة الليبية، على موقع فيسبوك، قد أظهر العشرات من العربات العسكرية وهي تتحرك باتجاه طرابلس، السبت.

في غضون ذلك قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، امس، إن حكومة السراج الموجودة في طرابلس أسيرة للميليشيات المسلحة والإرهابية.

وأكد السيسي، خلال كلمة بثها التلفزيون على هامش منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ المصرية، المقاربة المصرية لعودة الاستقرار إلى المنطقة تقضي بأن يكون الجيش الوطني هو المسؤول عن الأمن والاستقرار.

وأضاف أن الهدف من هذه المقاربة هو منع استمرار حالة عدم الاستقرار في أي دولة، نتيجة وجود قوى أخرى (الميليشيات) تهدد الاستقرار لتنفيذ أجندتها.

وأضاف «ما يحدث في ليبيا حاليا وخلال السنوات الماضية..لماذا لا تستطيع الحكومة أن تتمتع بإرادة حرة وحقيقية، لأنها أسيرة للميليشيات المسلحة والإرهابية الموجودة في طرابلس».

وقال إن «مصالح جميع الدول تحتاج عودة الاستقرار إلى هذا الإقليم، ذلك أن الجميع سيدفع ثمن الاضطراب في المنطقة».

وأكد الرئيس المصري أن الإرهاب بات وسيلة في أيدي الدول تستخدم لتحقيق أهداف سياسية، لأنها أقل تكلفة.

وشدد السيسي على أن استعادة الدول الوطنية في سوريا وليبيا سيحل كثير من أزمات المنطقة.

وفي القاهرة أعلنت السفارة الليبية تعليق العمل بها اعتبارا من يوم امس وحتى إشعار آخر «لظروف أمنية» من دون أن توضح طبيعة هذه الظروف. 

وقالت السفارة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك أنها «تعلن للسادة المواطنين الليبيين المقيمين والجالية الليبية بجمهورية مصر العربية الشقيقة أنها علقت العمل بالسفارة لظروف أمنية وذلك اعتبارا من الأحد الموافق 15(كانون الأول) 2019 وحتى إشعار آخر».

إلى ذلك قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية إن سفينة تركية طلبت من إحدى السفن البحثية التابعة لها مغادرة منطقة ”في المياه التجارية لقبرص كانت موجودة فيها بصورة قانونية".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية وتركية إن البحرية التركية رافقت السفينة بعيدا في الواقعة التي حدثت قبل أسبوعين.

وقال أوتكو جاكيروزر وهو نائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض وعضو في الجمعية البرلمانية لحلف الأطلسي إن حديث أردوغان عن إمكانية إرسال قوات والانحياز إلى طرف دون آخر في الصراع الليبي ”يثير القلق".

وأضاف ”ينبغي ألا تدخل تركيا في مغامرة جديدة. يتعين على حكومة العدالة والتنمية التوقف فورا عن أن تكون طرفا في الحرب في ليبيا".

(أ ف ب -رويترز)