بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آذار 2024 12:09ص مشروع قرار أميركي لوقف النار.. وتبادل الأسرى والمعتقلين

إرباكات وزارية وعسكرية في تل أبيب.. وشاحنات المساعدات تدخل إلى شمال القطاع

دخان القصف الإسرائيلي يتصاعد بعد غارات مكثفة على مبان سكنية في مدينة رفح دخان القصف الإسرائيلي يتصاعد بعد غارات مكثفة على مبان سكنية في مدينة رفح
حجم الخط
تابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس تحدّيه للضغوط الدولية عليه وخصوصا الأميركية منها للتوصل إلى اتفاق مؤقت للهدنة في غزة قائلا إنه سيواصل الحملة العسكرية على "حماس" حتي رفح والقضاء على المقاومة فيما تستعر الخلافات داخل مجلس حربه حول تعيينات وزارية وعسكرية. 
ويأتي كلام نتنياهو في الوقت الذي من المقرر فيه استئناف المحادثات حول اتفاق هدنة، بينما يشتد عليه الضغط الأميركي من خلال طرح مشروع قرار اليوم أمام مجلس الأمن لوقف دائم لإطلاق النار في غزة والوصول إلى اتفاق للتبادل.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن إسرائيل ستتوغل في رفح، آخر مكان آمن نسبيا في قطاع غزة الصغير والمكتظ، بعد أكثر من خمسة أشهر من بداية الحرب.
وأضاف "سنقوم بعملية في رفح. سيستغرق الأمر عدة أسابيع، وستنفذ" دون أن يوضح ما إذا كان يقصد أن الهجوم سيستمر لأسابيع أم سيبدأ خلال أسابيع.
لكنه ذكر أن إسرائيل لديها خطة لإجلاء المدنيين من رفح، وسط تشكيك وكالات الإغاثة وحلفاء إسرائيل.
وقد هاجم  نتنياهو أمس الحلفاء الذين لم يسمّهم قائلا "هل ذاكرتكم ضعيفة إلى هذا الحد؟ هل نسيتم بهذه السرعة يوم السابع من تشرين الأول، أبشع مذبحة لليهود منذ المحرقة؟ بهذه السرعة أنتم مستعدون لحرمان إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها ضد وحوش حماس؟".
إلى ذلك ندّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بدعوة زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، واصفاً هذا الأمر بأنه «ليس في محله على الإطلاق».
يشار إلى أن الولايات المتحدة سوف تطرح اليوم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري ودائم للنار في غزة، بينما أعربت مصادر سياسية في تل أبيب لصحيفة «معاريف» عن غضبها وإحباطها، مضيفة أنها «صدمت بمضمونه الحاد ضد حكومة بنيامين نتنياهو».
وأوضحت هذه المصادر أن مسوّدة المشروع «كتبت بلهجة حادة ضد اجتياح رفح وتطالب بوقف القتال في قطاع غزة فورا ولفترة طويلة، بينما أكدت أن هذا الاجتياح سيؤدي حتما إلى المساس بكمية كبيرة من المدنيين وخرق القانون الدولي». 
وقالت الصحيفة إن القيادات الإسرائيلية بدأت تبني الآمال على إمكانية إجهاض القرار عن طريق فيتو روسي في مجلس الأمن.
في الأثناء من المتوقع أن تستأنف في الدوحة اليوم المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس وفقا لوكالة أنباء رويترز وتقارير إعلامية أخرى.
وكانت  وسائل إعلام إسرائيلية نقلت في وقت سابق عن مسؤولين مصريين لم تسمهم أنه من المتوقع أن تستأنف المحادثات بعد ظهر أمس بالدوحة مع احتمال تأجيلها إلى اليوم.
ونقلت رويترز عن مصدر إنه من المتوقع أن تشمل المحادثات الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس بما في ذلك عدد السجناء الفلسطينيين في مقابل الرهائن الإسرائيليين المتبقين بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية لغزة.
من جهتها أرجأت الحكومة الإسرائيلية مغادرة وفدها برئاسة رئيس الموساد دافيد برنياع إلى قطر  إلى اليوم بعدما كان مقرراً أمس وذلك على وقع خلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي.
وذكرت "هيئة البث الإسرائيلية" أن نتنياهو رفض عقد جلسة لمجلس الوزراء، مساء السبت، رغم الطلب الذي تقدم به وزير الدفاع  يوآف غالانت وعضوا المجلس بيني غانتس، وغادي ايزنكوت، ما تسبب في تأخير رحلة رئيس الموساد إلى قطر. 
إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير هاجم غالانت متهما إياه في اجتماع الحكومة أمس بأنه يتبع سياسة مستقلة.
من جهة أخرى ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي سيجري اليوم عملية ضخمة من التعيينات في الجيش الإسرائيلي برتبة عقيد.
وأكدت الإذاعة أن هاليفي سيعيّن 52 ضابطا جديدا، بينهم ضابطان بمنصبين حساسين لأن لهما علاقة مباشرة بالحرب على غزة والإخفاق الأمني والعسكري الإسرائيلي خلال هجوم 7 تشرين الأول الماضي.
وأوضحت أن المنصبين هما ضابط مخابرات القيادة الجنوبية في الجيش ورئيس إدارة التنسيق والارتباط المسؤول عن إدخال المساعدات لغزة.
وأضافت الإذاعة أن هاليفي سيعّين أيضا 4 قادة ألوية في الساحات الثانوية، وهي اللواء 300 في الجليل الغربي وألوية السامرة وعتصيون ويهودا.
وعلّق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على إعلان الجيش قائلا إنه سيطالب مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) بوقف التعيينات.
وأضاف أنه إذا لم يفهم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي من تلقاء نفسه أنه لا ينبغي الانشغال بتعيينات وصفها بـ"غير العاجلة" فسيجعله يفهم ذلك عبر الكابينت، وفق تعبيره.
على صعيد المساعدات ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أمس أن شاحنات محملة بالطحين وصلت إلى شمال غزة أمس الأول لتوزيعها في مناطق لم تصل إليها مساعدات منذ أربعة أشهر.
وذكرت منصة (الجبهة الداخلية-قطاع غزة) الإعلامية المرتبطة بحماس أن توزيع المساعدات يتم من خلال "اللجان الشعبية" فيما قال مصدر في حماس إن أفراد أمن من الحركة قاموا بتأمين الطريق.
ميدانيا أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال ارتكب 9 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية راح ضحيتها 92 شهيدا و130 مصابا.
وأمس حصلت الجزيرة على صور حصرية تُظهر تتبع كتائب عز الدين القسام تحركات الضابط في وحدة شلداغ يتهسار هوفمان قبل مقتله برصاص قناص.
وأوضحت الصور استمرار تتبع هوفمان بعدما وصل إلى موقع ميداني في غزة، حيث قُتل برصاصة قناص.
ونشرت القسام فيديو قنص الضابط هوفمان بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتله نهاية كانو الثاني الماضي.
يذكر أن يتسهار هوفمان هو الضابط الإسرائيلي المسؤول عن حصار واقتحام مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة.
في المواقف قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس إن مصر وقادة الاتحاد الأوروبي اتفقوا على رفض أي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح.
من جهته   قال المستشار الألماني أولاف شولتز بعد محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بمدينة العقبة الأردنية على ساحل البحر الأحمر إن العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين قد يسقطون في اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح سيجعل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط "صعبا جدا".
إلى ذلك دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس خلال استقباله وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا في رام الله لبذل مزيد من الجهود الدولية لمنع إسرائيل من اجتياح رفح وفتح جميع المعابر لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
(الوكالات)