بعد ست سنوات صمدت خلالها في معقلها الأساسي قرب دمشق، تتعرض الفصائل المعارضة لنكسة في الغوطة الشرقية، معقلها الاساسي قرب دمشق، مع استكمال خروج مقاتلين من مدينة حرستا، واتفاق ثان لإجلاء آخرين من بلداتها الجنوبية.
وبات النظام يسيطر على أكثر من 90 في المئة من الغوطة الشرقية، بعد خروج آخر المقاتلين المعارضين مساء امس من مدينة حرستا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي مساء «اكتمال عملية إخراج المسلحين مع عائلاتهم من حرستا باتجاه ادلب وبذلك تكون حرستا خالية من الوجود الإرهابي».
واستمرت عملية الإجلاء، الأولى في الغوطة الشرقية، يومين متتاليين وتضمنت خروج «4386 شخصاً بينهم 1413 مسلحاً» من حركة أحرار الشام من حرستا التي عزلتها قوات النظام في غرب الغوطة. وتم التفاوض على اتفاق الاجلاء بين الفصيل المعارض وروسيا.
وأورد المرصد السوري أن «هذا الخروج لحركة أحرار الشام الإسلامية (...) مكّن قوات النظام من توسعة نطاق سيطرتها لتصبح أكثر من 90 في المئة من مساحة» الغوطة الشرقية.
وإلى جانب حرستا، أعلن التلفزيون الرسمي السوري امس التوصل إلى اتفاق يبدأ تنفيذه صباح اليوم، ويقضي بإخراج المقاتلين الراغبين وعائلاتهم من الجيب الذي يسيطر عليه فصيل فيلق الرحمن جنوب الغوطة.
وتم التوصل الى اتفاق اثر «مفاوضات مباشرة مع الروس»، وفق فصيل فيلق الرحمن.
وأضاف التلفزيون إن نحو سبعة آلاف شخص سيغادرون من هذه المناطق، بينهم مسلحون يحملون أسلحتهم الخفيفة، بموجب الاتفاق.
ويقضي الاتفاق، وفق التلفزيون الرسمي، «بنقل نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما»، فضلاً عن اجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك «بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق».
وبعد اتفاقي حرستا والجنوب، لا يزال مصير مدينة دوما شمالا التي يسيطر عليها «جيش الاسلام»، الفصيل الاقوى في الغوطة، غير معروف مع استمرار المفاوضات فيها مع الجانب الروسي.
وقبل التوصل الى الاتفاق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 70 شخصاً في القصف على بلدات جنوب الغوطة.
وبين هؤلاء 37 مدنياً قتلوا في غارات روسية على بلدة عربين، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي أوضح أن «القصف الروسي بالغازات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقاً او اختناقاً»، ومشيراً إلى أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من انتشالهم سوى في وقت لاحق خلال الليل وفجر امس.
واستهدف القصف بـ«القنابل الحارقة» مناطق عدة في الغوطة خلال الليل تضمنت ايضاً مدينة دوما.
وأظهرت صور التقطها مراسل فرانس برس خلال الليل حرائق مشتعلة في اماكن عدة.
ونفى الجيش الروسي إلقاء قنابل حارقة في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن طائراته «لا تشن ضربات على الأحياء السكنية» فيها.
وتحت ضغط القصف الجوي، تجري حالياً مفاوضات بين روسيا ومسؤولين في مدينة دوما، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.
ووفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قد تؤدي المفاوضات في دوما إلى اتفاق يقضي بتحويلها الى منطقة «مصالحة» بعودة مؤسسات الدولة إليها وبقاء مقاتلي «جيش الإسلام» من دون دخول قوات النظام.
(ا.ف.ب - رويترز)