بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آب 2019 12:47ص معارك محتدِمَة في خان شيخون.. وأنقرة تُرسِل تعزيزات عسكرية

الرتل العسكري التركي يتحرك على الطريق بين معرة النعمان وإدلب (أ ف ب) الرتل العسكري التركي يتحرك على الطريق بين معرة النعمان وإدلب (أ ف ب)
حجم الخط
دخلت صباح أمس تعزيزات عسكرية تركية إلى جنوب محافظة إدلب، غداة سيطرة قوات النظام السوري على الأطراف الشمالية الغربية لمدينة خان شيخون الواقعة في المنطقة، الأمر الذي أثار تنديداً سورياً رسمياً عنيفاً.

وحقّقت قوات النظام السوري امس مزيداً من التقدم شمال مدينة خان شيخون في إدلب، فيما نقلت مصادر عن المرصد لسوري أن قوات النظام وحلفائه دخلوا البلدة وتدور معارك برية محتدمة فيها.

وكانت أنقرة أعلنت عن تعرض رتل عسكري أرسلته امس إلى جنوب إدلب لغارة جوية غداة دخول قوات النظام الأطراف الشمالية الغربية لخان شيخون.

ويمر في خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، وفي بلدات مجاورة جزء من طريق استراتيجي سريع يربط مدينة حلب (شمال) بدمشق، ويقول محلّلون إنّ النظام يريد استكمال سيطرته عليه. 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أمس عن تقدم قوات النظام شمال خان شيخون، لتقطع بذلك الطريق الدولي الذي يربط ريف إدلب الجنوبي بريف حماة الشمالي، حيث توجد أكبر نقاط المراقبة التركية في بلدة مورك. 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «طريق الرتل التركي إلى مورك باتت مقطوعة».

وشاهد مراسل فرانس برس بعد ظهر امس الرتل المؤلف من قرابة خمسين آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستية بالإضافة إلى خمس دبابات على الأقل، متوقفاً على الطريق الدولي في قرية معر حطاط شمال خان شيخون. 

وأفاد عن قصف عنيف بالطائرات الحربية والراجمات ورشاشات المروحيات يستهدف مناطق قريبة.

ودانت وزارة الدفاع التركية أمس «بشدة» تعرض رتلها لغارة جوية أثناء توجهه إلى ريف إدلب الجنوبي، في طريقه إلى مورك. 

وأوردت أنه «رغم التحذيرات المتكررة التي وجهناها إلى سلطات روسيا الاتحادية، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام في منطقة إدلب في انتهاك للمذكرات والاتفاقات القائمة مع روسيا». 

وبحسب المرصد، استهدفت طائرة روسية صباحاً شاحنة صغيرة تابعة للفصائل المعارضة كانت تستطلع الطريق أمام الرتل التركي عند الأطراف الشمالية لمعرة النعمان، ما تسبّب بمقتل ثلاثة مقاتلين معارضين مدعومين من أنقرة، وفق المرصد. 

وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل مقاتل واحد. 

ولدى وصول الرتل إلى وسط معرة النعمان، الواقعة شمال خان شيخون، نفّذت طائرات سورية وأخرى روسية ضربات على أطراف المدينة، «في محاولة لمنع الرتل من التقدّم»، وفق عبد الرحمن.

وقال العقيد مصطفى بكور من فصيل جيش العزة المعارض إن المعارك استعرت على مشارف البلدة. 

وأضاف أن مقاتلين وصلوا لتعزيز خط الجبهة وأن بعضهم من الجيش الوطني، وهو قوة من المعارضة مدعومة من تركيا ويتمركز في منطقة أبعد إلى الشمال بالقرب من الحدود.

ودعت فرنسا لإنهاء القتال فورا ونددت بتوجيه ضربات جوية لمخيمات النازحين.

واعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فرنسا أنه «من الملح التقيد بوقف إطلاق النار في إدلب». 

وقال في هذا الاطار «أعرب عن القلق البالغ حيال الوضع في ادلب. فسكان ادلب يعيشون تحت القصف، والأطفال يُقتلون. من الملح للغاية التقيد بوقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في سوتشي». 

ولم يتأخر رد الرئيس الروسي الذي قال أمام ماكرون «نحن ندعم جهود الجيش السوري .. لوضع حد لهذه التهديدات الارهابية»، مضيفا «لم نقل أبدا أن الارهابيين في ادلب سيشعرون بالراحة».

وأثار وصول هذه التعزيزات غضب دمشق.

ونددت وزارة الخارجية السورية، على لسان مصدر رسمي، بدخول «آليات تركية محمّلة بالذخائر.. في طريقها إلى خان شيخون لنجدة الإرهابيين المهزومين من «جبهة النصرة»». 

وجاء دخول التعزيزات غداة تمكن قوات النظام وبإسناد جوي روسي من دخول الأطراف الشمالية الغربية لخان شيخون، التي من شأن استكمال السيطرة عليها أن يؤدي إلى حصار ريف حماة الشمالي المجاور.

ورغم كونها مشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية نيسان لقصف شبه يومي من قوات النظام وحليفتها روسيا.

وبدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على غالبية محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة لها، كما تنتشر فيها فصائل أخرى معارضة وإسلامية أقلّ نفوذاً. 

وتحاول قوات النظام التقدم في خان شيخون حيث تخوض معارك عنيفة ضد الفصائل عند أطرافها الشمالية الغربية من جهة والشرقية من جهة ثانية. وإلى جانب استعادة الجزء الأخير من الطريق الدولي الذي يمر عبر إدلب، تحاول قوات النظام وفق المرصد أن «تفرض حصاراً مطبقاً على ريف حماة الشمالي» عبر تقدّمها إلى خان شيخون من جهة الشرق.

واتهم ناجي مصطفى، الناطق باسم فصائل «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تنضوي الفصائل المعارضة في المنطقة في إطارها، روسيا، حليفة دمشق، باتباع «سياسة الأرض المحروقة من أجل السيطرة على خان شيخون وريف حماة الشمالي» عبر استخدام «ترسانتها من الطائرات الحربية والمدفعية والقذائف».

(ا.ف.ب - رويترز)