في تحدٍّ للرئيس الأميركي دونالد ترامب صوّت مجلس الشيوخ الأميركي امس الاول لصالح مناقشة تعديل مشروع قانون غير ملزم يعرقل خطط الرئيس دونالد ترامب بشأن سحب قوات بلاده من سوريا وأفغانستان، وهو ما يعكس عدم توافق الجمهوريين الذين يسيطرون على المجلس مع سياسة ترامب تجاه البلدين.
وصوّت لفائدة مناقشة التعديل القانوني 68 عضوا في مجلس الشيوخ مقابل 23 رفضوا ذلك، وينص التعديل الذي قدمه زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل على إبقاء القوات الأميركية في سوريا كما يعارض تقليص عددها في أفغانستان.
ومن المقرر أن يصوّت مجلس الشيوخ على تعديل مشروع القانون بنسخته الكاملة الأسبوع المقبل، ويتعلق القانون بسياسة أميركا في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن التصويت يضمن إضافة التعديل إلى مشروع القانون، وتوقعت صحيفة «واشنطن بوست» أن يواجه مشروع القانون تحديات في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون لاحتوائه على بند يسمح بمعاقبة الشركات التي تشارك في حركة مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها.
وقال ماكونيل إن التعديل في مشروع القانون يسمح لأعضاء المجلس بتسجيل آرائهم حول ما ينبغي على الولايات المتحدة فعله في سوريا وأفغانستان، وأوضح أن التعديل ينص على أن تنظيمي داعش والقاعدة لم يهزما بعد، وأنهما ما زالا يشكلان تهديدا خطيرا على الولايات المتحدة، وأن مصالح الأمن القومي لأميركا تقتضي استكمال مهمة قواتها في البلدين.
وكان الرئيس الأميركي أعلن في 19 كانون الأول 2018، عزمه على سحب جنود بلاده من الشمال السوري، والبالغ عددهم ألفي جندي.
وتحرك مجلس الشيوخ هو المرة الثانية في شهرين التي يدعم فيها مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون تشريعا يعارض سياسة ترامب الخارجية، غير أنه يتعين أن يصبح التشريع قانونا ليغير سياساته.
والتأثير المحتمل لتصويت الخميس غير مؤكد بالمثل لا سيما وأن التعديل الذي قدمه مكونيل غير ملزم ولا يوجد ما يدل على موعد طرح مشروع القانون الأوسع بشأن أمن الشرق الأوسط للتصويت إذا كان سيُطرح من الأساس.
وقرر ترامب سحب ألفي جندي أميركي من سوريا على أساس أن الدولة الإسلامية لم تعد تشكل تهديدا، قائلا على تويتر الأربعاء ”لقد هزمناهم"، وشكك في شهادة مدير المخابرات الوطنية دان كوتس أمام مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء والتي قال فيها إن التنظيم لا يزال يمثل تهديدا.
على صعيد آخر اعلنت ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، امس أنها قصفت ما قالت إنها «أهداف لتنظيم داعش» الإرهابي داخل الأراضي السورية، وذلك بعد أيام من قولها إنها تستعد لدخول سوريا بحجة «تأمين الشريط الحدودي».
وذكرت الميليشيات الموالية لإيران أن المدفعية التابعة لها «قصفت مواقع لداعش في منطقة الباغوز السورية المحاذية للحدود العراقية»، مدعية أن العملية «تأتي في إطار إفشال أي تسلل لعناصر داعش إلى الأراضي العراقية».
وقال قائد عمليات الأنبار في الميليشيات، قاسم مصلح، إن المعارك تشتد في الجانب السوري بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش دون حسم الأمر، رغم مرور عدة أيام على بدء المعارك.
وأضاف أنه «بعدما تم رصد تحركات لمسلحي داعش قرب الحدود، جرى استهدافهم عن طريق المدفعية».
وكانت الميليشيات الموالية لإيران، قد أعلنت الأسبوع الماضي، أنها «جاهزة لدخول العمق السوري» بذريعة حماية الحدود من إرهاب داعش.
ويأتي هذا الإعلان في وقت قالت فيه الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، إنهما يستعدان لشن «هجوم نهائي» ضد جيب داعش الأخير في سوريا، المحاذي للحدود العراقية.
وبدا أن ميليشيات الحشد تحاول استثمار هزيمة داعش في جيبه الأخير، وإظهار نفسها «كحماية» ضد ارتداد داعش إلى العراق بغية تحقيق مكاسب سياسية.
(رويترز-سكاي نيوز)