بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 نيسان 2024 01:18ص نتنياهو يتلاعب بالوقت بين الهروب من الهدنة إلى التلويح باجتياح رفح

ماكرون والسيسي وعبد الله الثاني لوقف فوري للنار والإفراج عن كل الرهائن.. «وحماس» تقصف قيادة «ناحال»

جثامين شهداء الغارات الإسرائيلية الوحشية على غزة جثامين شهداء الغارات الإسرائيلية الوحشية على غزة
حجم الخط
لم تسفر المفاوضات الجديدة في القاهرة أمس بمشاركة وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وذلك غداة إعلان مصدرين مصريين عن إحراز تقدم في جدول الأعمال.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إنه جرى تحديد موعد اجتياح رفح دون الكشف عن هذا الموعد.
وصرح مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز أمس بأنه لم يتم إحراز تقدم في الجولة الجديدة من محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة.
وقال علي بركة لرويترز "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة".
وأضاف "لا يوجد تقدم حتى اللحظة".
وكان مصدر مطلع في الحركة أفاد لـ"الشرق" عن تلقي حماس اقترحاً جديداً يتضمن وقفا تدريجياً لإطلاق النار على ثلاث مراحل.
وتتضمن المرحلة الأولى وقف النار  لستة أسابيع وتبادل للأسرى، يشمل 42 أسيراً من النساء بينهم عدد من المجندات والأطفال وكبار السن، مقابل من 800 إلى 900 أسير فلسطيني، بينهم مئة من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدة.
وتشمل المرحلة الأولى أيضاً إدخال ما بين 400 إلى 500 شاحنة مساعدات غذائية وإغاثية لكافة مناطق القطاع. بالإضافة إلى عودة النازحين المدنيين وليس المسلحين إلى شمال القطاع.
أما المرحلة الثانية، فتتضمن إطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين، وتشمل العسكريين والضباط، مقابل عدد سيجري الاتفاق حوله في الأيام المقبلة.
وتتضمن هذه المرحلة رفع الحواجز العسكرية الإسرائيلية المتواجدة على طريق الرشيد الساحلي غرب قطاع غزة وطريق صلاح الدين شرقاً، لكن مع إبقاء تواجد للقوات الإسرائيلية على بعد لا يقل عن 500 متر من الطريقين، دون تدخل أو أي عمليات تفتيش للنازحين، وإبقاء مسيرات للمراقبة عبر الطريقين.
وتتضمن المرحلة الثالثة وقفاً كلياً ودائماً لإطلاق النار، تشمل إنهاء التواجد العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة، وآليات لإنهاء الحصار وإعادة الإعمار.
وقال المصدر إنه "سيتم وضع الملاحظات التي تحقق مصلحة شعبنا، والرد عليه خلال الثماني والأربعين الساعة القادمة".
من جهته أفاد منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، أمس بأن مقترحاً جديداً بشأن صفقة للأسرى تم تقديمه إلى حركة "حماس" خلال المفاوضات في العاصمة المصرية مضيفاً: "نحن ننتظر رداً على ذلك".
وقال كيربي، إن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز زار القاهرة في مطلع الأسبوع لإجراء "جولة جادة" من المفاوضات، بشأن تأمين إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم الحركة، مشيراً إلى أن حماس تراجع الآن الاقتراح الجديد.
ولفت كيربي إلى أن الولايات المتحدة تأخذ المناقشات على محمل الجد، وتأمل في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في أقرب وقت ممكن، لأنه سيؤدي أيضاً إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع تقريباً.
من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس، إن الولايات المتحدة لم يتم إطلاعها على موعد الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح، وذلك بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تم تحديد الموعد.
وصرح ميلر للصحافيين خلال مؤتمر صحافي، أن واشنطن "لا تريد أن ترى اجتياحاً واسع النطاق لرفح"، الملجأ الأخير للفلسطينيين النازحين في قطاع غزة.
وقال البيت الأبيض بدوره إنه "لم يُحدد بعد موعداً لمحادثات رفح" بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، لبحث العملية العسكرية التي تعتزم تل أبيب إطلاقها في المدينة التي تكتظ بأكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.
وأضاف أن "لا دلائل على أن عملية برية كبيرة في رفح باتت وشيكة".
وكان  نتنياهو صرح  في وقت سابق أمس إنه جرى تحديد موعد اجتياح رفح.
وقال  حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء : «تلقيت اليوم تقريراً مفصلاً عن المحادثات في القاهرة، ونحن نعمل دون كلل لتحقيق أهدافنا، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع رهائننا وتحقيق النصر التام على (حماس)»،
وأضاف: «هذا النصر يتطلب دخول رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك. سيحدث ذلك. جرى تحديد موعد».
من جانبه وجّه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إنذاراً لنتنياهو، بمواصلة الحرب ضد «حماس»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية (واي نت) عن بن غفير قوله، أمس في منشور على تطبيق "إكس»: «إذا قرر رئيس الوزراء إنهاء الحرب دون شن هجوم واسع النطاق على رفح من أجل هزيمة (حماس) فلن يصبح لديه تفويض لمواصلة العمل رئيساً للوزراء».
إلى ذلك دعا وزير المال ورئيس «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو لعقد جلسة للحكومة الموسعة، على أساس أنها «الهيئة الوحيدة المخولة اتخاذ قرارات حاسمة في وقت الحرب».
وكتب سموتريتش لنتنياهو: «لكن للأسف ليست هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، ونرى أن القرارات تتخذ في الحكومة المحدودة، دون موافقة الحكومة الموسعة».
في المقابل قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لَبيد، إنه ناقش مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الحاجة إلى التوصل إلى حل في غزة.
وأضاف لبيد للصحافيين، بعد مباحثاته مع بلينكن، أن اتفاق الأسرى صعب لكنه ممكن، مشيراً إلى أن إسرائيل تشعر بالقلق أيضاً حيال الوضع الإنساني في غزة، وضرورة تجنب إيذاء سكان القطاع.
وفي السياق قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس إنه يعتقد أن تل أبيب "في لحظة مواتية" لإعادة المحتجزين في غزة، لكن هذا سيتطلب "قرارات صعبة".
وأضاف غالانت، خلال حديثه إلى عدد من المجندين الجدد، أن "لدينا أقصى التزام بإعادة المحتجزين إلى منازلهم".
من جهة أخرى دعا العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة والإفراج عن "كل الرهائن"، محذرين إسرائيل من "عواقب خطيرة" لهجوم تعتزم شنه في رفح.
وكتب القادة الثلاثة في مقالة رأي نشرتها 4 صحف يومية بينها "لو موند" أن "الحرب في غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببها يجب أن تتوقف فوراً"، وفق فرانس برس.
كما لفتوا إلى أن الهجوم الذي تعتزم إسرائيل شنه في رفح "لن يؤدي إلا إلى تزايد الخسائر البشرية والمعاناة وتفاقم مخاطر وعواقب تهجير قسري لسكان غزة وإلى خطر تصعيد في المنطقة".
على صعيد آخر أقر مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس إحالة إعادة النظر في طلب فلسطين للعضوية الكاملة إلى لجنة العضوية في المجلس.
وشكر المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، سفيرة مالطا، رئيسة المجلس لهذا الشهر على هذه "الخطوة التاريخية.
يأتي ذلك، بعدما أحال الأمين العام للأمم المتحدة، الطلب الفلسطيني الذي جرى تقديمه في 23 أيلول 2011 وجُدد الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن.
ويتم قبول الأعضاء الجدد في الأمم المتحدة من قبل الجمعية العامة بناء على توصية مجلس الأمن، حيث يعقد المجلس اجتماعا رسميا ويحيل الطلب إلى لجنته الدائمة المعنية بقبول الأعضاء الجدد.
ويتطلب القبول بعضوية الأمم المتحدة، موافقة 9 على الأقل من أعضاء المجلس الـ15، ويطبق حق النقض في هذا السياق.
وأكد روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية في مجلس الأمن، قبل دخوله إلى اجتماع المشاورات المغلقة إن "موقف واشنطن من القضية لم يتغير".
وقال إن "موقفنا هو أن مسألة العضوية الكاملة للفلسطينيين قرار ينبغي التفاوض عليه بين إسرائيل والفلسطينيين، قضية الوضع النهائي تتم بموجب اتفاق أوسلو".
وأضاف: "إنهم بحاجة إلى التوصل لاتفاق، بهذه الطريقة فقط يجب أن منح فلسطين العضوية الكاملة".
ميدانيا أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى 33 ألفاً و207، وذلك في اليوم الـ185 للحرب.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن عدد المصابين ارتفع إلى 75 ألفاً و933 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأفادت الوزارة بوصول "32 شهيداً و47 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة".
وأشارت إلى أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
من جهتها علنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها قصفت مقر قيادة لواء ناحال في جيش الاحتلال الإسرائيلي العامل في محور مستوطنة نتساريم بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
(الوكالات)