بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2019 12:38ص نيران حوثية على كامرت في الحُديَدة

الأمم المتّحدة تؤكِّد سلامة فريق المراقبين ورئيسه

حجم الخط
نجا رئيس لجنة إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة في اليمن الجنرال باتريك كامرت أمس من نيران حوثية أطلقت باتجاه موكبه ما يؤكد مرة جديدة أن الميليشيات المتمردة غير عابئة باتفاق السلام في السويد وأنها مصممة على عرقلة كل الجهود الدولية للانسحاب من مدينة الحديدة. 
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن الميليشيات الحوثية أطلقت النار على «موكب الفريق الأممي برئاسة الجنرال باتريك كامرت بعد تفقده الأضرار التي لحقت بمجمع إخوان ثابت جراء قصفه ليلة أمس الاول».
وأضاف الإرياني ، في تغريدة على تويتر، إن استهداف كامرت جاء «بعد احتجازه صباحا لساعات ومنعه من التوجه لمناطق سيطرة القوات المشتركة للقاء ممثلي الحكومة في لجنة تنسيق إعادة الانتشار».
وأكد أن «إصرار الميليشيا الحوثية على إفشال تنفيذ اتفاق ستوكهولم تجاوز رفضها تنفيذ بنوده المزمنة بالانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، وفتح الطرق للامدادات الغذائية، وعرقلة التئام اللجنة المشتركة، والاستمرار في خرق وقف اطلاق النار، ليصل حد الاعتداء على موكب فريق الرقابة الاممية». 
وأكدت مصادر في اللجنة المشتركة أن موكب كامرت وفريقه الذي كان يستقل سيارات مدرعة تابعة للأمم المتحدة، استهدف بعيارات من أسلحة رشاشة في الطريق أثناء عودته للمدينة عقب لقائه باللجنة الحكومية.
وكان كامرت تمكن من الوصول إلى مقر وفد حكومة الشرعية في اللجنة المشتركة شرق مدينة الحديدة، بعد رفض مليشيات الحوثي السماح له بالمرور من مقر إقامته في المدينة إلى مناطق الشرعية.
وفي وقت لاحق أكدت الأمم المتحدة أن بعثتها المكلفة مراقبة الهدنة في الحديدة بخير. 
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن رئيس البعثة باتريك كامرت وفريقه تعرّضوا لإطلاق نار لدى خروجهم من اجتماع مع وفد حكومي يمني في الحديدة. 
ولم يحدد دوجاريك الجهة التي أطلقت النار واكتفى بالتأكيد أن الجنرال كامرت وفريقه بخير. 
وقال المتحدث الأممي «لدى مغادرتهم تعرّضت آلية مدرّعة تابعة للأمم المتحدة لطلقة نارية من سلاح خفيف. 
وعاد الفريق إلى القاعدة من دون أي حوادث إضافية». 
وكانت البعثة وصلت في 23 كانون الأول إلى مدينة الحديدة للإشراف على تطبيق الهدنة التي تم التوصّل إليها الشهر الماضي خلال محادثات عقدت في السويد بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمتمرّدين الحوثيين. 
وقلل دوجاريك من أهمية عملية إطلاق النار واعتبرها حادثة معزولة. 
وقال المتحدث الأممي للصحافيين في جنيف «إنها حادثة واحدة. عيار واحد أطلق على آلية»، داعيا إلى عدم تضخيم الأمور. 
وتابع «نحن نعتبر ذلك حادثة، وأمور كهذه يمكن أن تحدث». 
ويأتي إطلاق النار بعد يوم واحد من موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على نشر ما يصل إلى 75 مراقباً غير مسلحين في اليمن في مهمة جديدة لتعزيز وقف إطلاق النار. 
وسيرسل المراقبون إلى مدينة الحديدة ومينائها وكذلك إلى مينائي الصليف ورأس عيسى لفترة أولية مدتها ستة أشهر. 
ويتفاوت تأييد المتمرّدين للهدنة التي تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة ولنشر بعثة المراقبين، في حين يركّز بعضهم انتقاداته على كامرت. 
وأعلن عضو المجلس السياسي لحركة الحوثيين محمد البخيتي رفض المتمرّدين توسيع البعثة الأممية. 
وقال البخيتي لفرانس برس «نحن لن نقبل الحوار حول زيادة عدد المراقبين الدوليين إلا بعد حل مشكلة باتريك كامرت لأنه قد سعى منذ اللحظة الأولى من تعيينه لإسقاط اتفاق ستوكهولم حيث وصفه بأنه اتفاق غامض وسعى لاتفاق جديد». 
من جهة أخرى استأنف ممثلو الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون أمس في عمان اجتماعاتهم لليوم الثاني على التوالي وللمرة الأولى خارج اليمن منذ اتفاق السويد قبل شهر، لبحث تطبيق اتفاق تبادل الأسرى، على ما أفاد مصدر في الأمم المتحدة. 
والاتفاق يتعلق بنحو 15 ألف شخص من الطرفين في خطوة لبناء الثقة بينهما، وسترشف عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتجري هذه الاجتماعات «الفنية» في عمان بينما يجتمع المانحون الدوليون في برلين لانشاء صندوق لدعم عملية السلام في اليمن. 
وتعهد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين تقديم 4،5 مليون يورو (نحو 5،1 مليون دولار) كمساهمة أولية في صندوق جديد لدعم عملية السلام في اليمن. 
وذكر مصورو فرانس برس أن ممثلي الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين بدأوا صباح امس اجتماعا جديدا بحضور ممثلي مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن والصليب الأحمر في قاعة جمعتهم داخل أحد فنادق عمان. وتجري هذه الاجتماعات «الفنية» في عمان بينما يجتمع المانحون الدوليون في برلين لانشاء صندوق لدعم عملية السلام في اليمن. 
وكانت الخارجية الأردنية اعلنت الثلاثاء موافقة الأردن على طلب الموفد الخاص الامم المتحدة مارتن غريفيث استضافة عمان لاجتماع حول اتفاق تبادل الأسرى المبرم بين الجانبين المتقاتلين في اليمن. وبحسب مصدر أممي فقد عُقد أمس الاول اجتماعان «فنيان» منفصلان مع ممثلي الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين تبادل خلالهما الطرفان قوائم بأسماء آلاف الأسرى والمعتقلين. 
وصباحا ضم اجتماع جديد ممثلا عن الحكومة اليمنية رئيس لجنة تبادل الأسرى والمحتجزين هادي احمد الهيج وممثلا عن المتمردين رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى وممثلين من الصليب الأحمر والأمم المتحدة، وفقا لمصوري فرانس برس. 
وعمان هي مقر مكتب بعثة الأمم المتحدة الخاصة باليمن. 
(أ ف ب)