نفى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان كلام نظيره الايراني عن وجود اتصالات بين بلديهما، مطالبًا طهران بتغيير سلوكها أولًا قبل إقامة أي اتصالات مباشرة بين البلدين.
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قد أعلن، في تصريحات اليوم السبت على هامش منتدى ميونخ للأمن، أن طهران تلقّت "رسالة من السعودية بعد مقتل سليماني وتابعناها وقمنا بالرد عليها ولكن المملكة لم ترد من جانبها مرة أخرى".
وأكد بن فرحان في كلمة له في مؤتمر ميونيخ للأمن، أن السعودية "مهتمة دوماً بخفض التصعيد في المنطقة"، إلا أنه أضاف أنه "حتى اللحظة لا توجد أي اتصالات مباشرة مع إيران"، مشدّدا على أن "الرياض ستردّ على أي استفزاز إيراني".
وأوضح أن "هناك طرفاً واحداً فقط وراء عدم الاستقرار في المنطقة"، شارحاً أن "إيران تمارس سلوكاً مستهتراً وتهدد الاقتصاد العالمي".
وفي الشأن اليمني، أكد وزير الخارجية السعودي أن المملكة تُفضّل الحل السياسي في اليمن عبر الحوار برعاية أممية، مضيفاً: "موقفنا في اليمن كان دوماً داعماً للحل السياسي".
كما أعرب عن أمله بأن "يُركّز الحوثيون على مصالح اليمن وليس إيران". معتبرًا أن "على كافة الأطراف المساعدة في الحل في اليمن، وليس السعودية فقط".
وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن "المشهد في المنطقة ليس سلبياً وقاتماً بشكل عام".
في سياق آخر، أكد أن للرياض "قنوات جيدة للحوار مع الكونغرس الأميركي"، مضيفاً: "تربطنا بالولايات المتحدة مصالح مشتركة وعلاقات تاريخية".
وعن استضافة السعودية لقمة مجموعة العشرين، أكد وزير الخارجية أن للمملكة "أجندة طموحة" في هذا السياق.
ظريف والرسالة السعودية
وكان ظريف أشار إلى أن السعودية أرسلت رسالة إلى طهران بعد مقتل قائد "فيلق القدس" الفريق قاسم سليماني، موضحًا أن رسالة السعودية كان مفادها إننا "نريد حواراً قائماً على الاحترام مع إيران، وقمنا بالرد على الرسالة بنعم ولكن لم نتلق رداً جديداً".
وتابع: "كتبنا للسعودية والإمارات والبحرين وعمان لمبادرة سلام في الخليج العربي ولكن بعضهم لم يردوا".
وحول وجود اتصالات سرية بين إيران والسعودية، أكّد ظريف أنه لا توجد أيّ رسائل من المملكة على أيّ مبادرة سلام، معتبراً أن "السعودية والإمارات تريدان أن يكون هناك توتر في المنطقة".
ولفت إلى أن هناك دولاً في منطقة الخليج استجابت لمبادرة هرمز للسلام التي طرحتها إيران من بينها الكويت والعراق وقطر وعمان.
من ناحية أخرى، أكد ظريف أن بلاده لا تُموّل "ميليشيات بل أشخاصاً يؤيدوننا"، محذرًا من أن "انتقام إيران لمقتل سليماني لم ينتهِ بعد، وأن هناك جهات ستنتقم لدمه". وأكد أن الأميركيين قتلوا سليماني، فيما كان يقوم "بمهمة سلام".
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتغيير النظام في إيران، مشيراً إلى أنها "تسعى لذلك منذ 41 عاماً".
وعن السياسة الأميركية تجاه بلاده، قال ظريف: "نحن نعيش وقتا خطيرا بسبب سياسات إدارة دونالد ترامب"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي ينتظر انهيار إيران منذ مدة طويلة، "وكان يعتقد أن قتل سليماني سيجعلنا نركع".
المصدر: "اللواء"