بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تموز 2020 12:01ص «يوم أسود» للسوريين: فيتو روسي صيني ضد المساعدات

متظاهرون سوريون في مدينة إدلب يحملون لافتات تندد بالفيتو الروسي - الصيني  لتقليص المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين (أ ف ب) متظاهرون سوريون في مدينة إدلب يحملون لافتات تندد بالفيتو الروسي - الصيني لتقليص المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين (أ ف ب)
حجم الخط
«يوم أسود» للسوريين المحاصرين بالنار والجوع بحسب توصيف رئيس لجنة الانقاذ الدولية ديفيد ميلباند عقب لجوء روسيا والصين إلى حق النقض في مجلس الأمن الدولي أمس ضد مشروع قرار ألماني - بلجيكي يهدف إلى الإبقاء على آلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود في سوريا، فيما أرادتا خفض المساعدات على عكس بقية الدول في المجلس.  

وقال ميلباند في بيان عقب الفيتو المشترك أن هذا «يوما أسود» للسوريين، وأن استعمال حق النقض للمرة الثانية في أسبوع يمثل «عارا».

ونقل دبلوماسيون أنّ مشروع القرار حاز موافقة 13 بلدا من بين 15، لكنه أسقِط بسبب لجوء موسكو وبكين إلى حق النقض للمرة الثانية في ثلاثة أيام. 

ونشأت آلية الأمم المتحدة عبر الحدود عام 2014، وهي تسمح بإيصال المساعدات للسوريين دون موافقة دمشق. وانتهى التفويض لهذه الآلية مساء أمس. 

وهذا الفيتو الـ16 لروسيا والعاشر للصين حول نصوص مرتبطة بسوريا منذ بدء الحرب عام 2011. 

واستخدمت روسيا ومعها الصين الثلاثاء حق النقض ضد مشروع القرار الذي يمدد لعام هذه الآلية مع المحافظة على المعبرين الحاليين في شمال غرب البلاد مع تركيا، الأول هو معبر باب السلام المؤدي إلى محافظة حلب والآخر معبر باب الهوى نحو محافظة إدلب. 

وكانت روسيا التي تعتبر أن القرار ينتهك السيادة السورية، فرضت إرادتها على الأمم المتحدة في كانون الثاني بانتزاعها تقليصا للآلية إذ باتت تنص على نقطتي العبور بدلا من أربع نقاط، ولستة أشهر بينما كانت تمدد سنويا منذ تطبيقها في عام 2014. وتقول روسيا إن 85 بالمئة من المساعدات تمر عبر باب الهوى وبالتالي يمكن إغلاق معبر باب السلام. 

واقترحت موسكو مشروع قرار ينص على ذلك، لكنه رُفض خلال تصويت الأربعاء بعد حصوله على أربعة أصوات فقط (روسيا، الصين، فيتنام وجنوب إفريقيا). 

وكان تمريره يتطلب تسعة أصوات بشرط عدم استعمال عضو دائم حقّ النقض. 

عقب ذلك، أعادت ألمانيا وبلجيكا، العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن والمكلفان بالشقّ الإنساني في الملف السوري في الأمم المتحدة، تقديم النص الذي طرح أمس للتصويت وضمّنتاه تنازلا لروسيا باقتراح تفويض لستة أشهر فقط لكن مع الحفاظ على نقطتي العبور. 

وفي حوار مع وكالة فرانس برس الأربعاء، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إنه من الضروري الإبقاء على نقطتي العبور اللتين تمثلان «خطا أحمر» لبلدها. 

ووفق الدبلوماسية الأميركية، سيؤدي إلغاء نقطة باب السلام إلى حرمان 1،3 مليون سوري من المساعدات الإنسانية في شمال حلب. 

وعقب الفيتو المزدوج الروسي الصيني، يبقى من الممكن إيجاد تفاهم بين روسيا وألمانيا وبلجيكا برغم انتهاء مهلة التفويض مساء أمس، وفق بعض الدبلوماسيين. 

وقال دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه، «إذا جُدّد التفويض مع تأخير لبضعة أيام، لن يمثل ذلك نهاية العالم. يعلق ذلك القوافل لبضعة أيام، لكنه لا يعرضها للخطر». 

وتعتبر الأمم المتحدة أنّ الحفاظ على أكبر عدد ممكن من نقاط العبور أمر حيوي، لا سيما في ظل التهديد الذي يمثله فيروس كورونا المستجد الذي بدء يتفشى في المنطقة. وفي تقرير صدر في أواخر حزيران، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تمديداً لمدة عام للتفويض وإبقاء نقطتي الدخول الحاليتين على الحدود التركية. 

وحذرت عدة منظمات غير حكومية في الأيام الأخيرة من إيقاف المساعدات عبر الحدود نهائيا. 

واعتبرت أن ذلك سيمثل «ضربة قاصمة لملايين العائلات السورية التي تعتمد عليها للتزود بالمياه الصالحة للشرب والغذاء والعلاج والسكن». 

وكان رئيس وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة، نبه أواخر الشهر الماضي، إلى أن اليأس المتزايد في سوريا قد يؤدي إلى نزوح جماعي آخر ما لم ترسل الدول المانحة المزيد من الأموال للتخفيف من الجوع.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، إنه من الأهمية بمكان معين مواصلة تدفق المساعدات عبر المعابر الحدودية، في الوقت الذي تكون فيه أعداد متزايدة من الناس «على شفا المجاعة».

كما أن فيروس كورونا المستجد قد ساهم إلى حد كبير في تدهور كبير في الأمن الغذائي في سوريا، حيث يعيش أكثر من 80% من السكان في فقر.

(أ ف ب - العربية نت)