بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيار 2023 12:29ص «7 أيار» تاريخ مفصليّ في كارثة لبنان

استيلاء حزب الله على مفاصل الدولة هدَّم المرتكزات وهمَّش علاقات اللبنانيين البينية

حجم الخط
يجسد واقع الكارثة التي يعيشها لبنان حاليا، نتائج انتهاء مهمة سلاح حزب الله الايراني من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتوجيهه ضد اللبنانيين والاستيلاء على الدولة اللبنانية، والذي بلغ ذروته باجتياح العاصمة بيروت بالسلاح وقتل أبنائها وتهديم وحرق ممتلكاتهم، تحت شعارات وذرائع مختلقة وكاذبة، بمايشابه الاجتياح الاسرائيلي للعاصمة في العام ١٩٨٢، وقد يكون اشد قسوة، ممن احتضنتهم ودعمتهم بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في كافة الظروف الصعبة التي مر بها لبنان منذ بداية الحرب الاهلية المشؤومة واحتلال قسم من الجنوب.
في مقارنة بسيطة، لما حققه حزب الله وحلفاؤه من نتائج بالتسلط على السلطة بقوة السلاح، يختصره واقع الدولة وحياة اللبنانيين اليوم، بما كانوا عليه، قبل ذلك التاريخ السوداوي المشؤوم، وما اصبحوا عليه اليوم من بؤس وافقار وعذاب ومهانة وهجرة الى الخارج، لم يعانونها من قبل، برغم كل الظروف الصعبة التي مرت عليهم سابقا.
لم ينجح حزب الله وحلفاؤه، في تقديم نموذج ناجح واحد، يقارعون خصومهم السياسيين فيه، او يتباهون امام اللبنانيين بتحقيقه، منذ استيلائهم على السلطة بسلاح الحزب والامساك بمفاصل وقرارت الدولة.

انتخاب عون وتغطية ممارسات باسيل وحكومة دياب من تجارب الخيبة المدعومة من «الحزب»

تجارب الخيبة والاخفاقات، تظلل صفحة الحزب وسجله السوداوي، وتجربة انتخاب العماد ميشال عون بقوة تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لأكثر من عامين كاملين، وتغطية أساليب وممارسات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بتعطيل الحكومات والاصلاحات والمؤسسات ونهب وتدمير قطاع الكهرباء، وتاليف حكومة حسان دياب من قبل الحزب بالكامل، تجربتان من أفشل تجارب الاستفراد بالسلطة والهيمنة على الدولة بسلاح حزب الله، واستباحة المؤسسات والاستقواء على اللبنانيين الرافضين لهذه الممارسات والسلوكيات التي تتعارض مع الدستور والقوانين.
اللائحة تطول وحافلة ببصمات حزب الله باستغلال السلاح، لفرض سيطرته على
مؤسسات الدولة، لترسيخ سطوته واستقلالية دولته الخارجة عن القانون والتابعة لإيران علنا، على حساب سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها وقراراتها، بالاغتيالات الإرهابية التي طالت رموزا وشخصيات سياسية وفكرية وطنية بارزة، باستباحة الحدود والتهريب المنظم، اقامة المؤسسات المالية الرديفة لمؤسسات الدولة، والمشاركة بقتل وتهجير الاف السوريين من مدنهم وقراهم وبلداتهم، إلى لبنان والدول المجاورة، وهو يدفن رأسه بالرمال حاليا، وكأنه غير معني او ملزم بالعمل على اعادتهم الى ديارهم، ناهيك عن تعطيل القضاء، لمنع انكشاف المتورطين بتفجير مرفأ بيروت، وجعل لبنان منصة لاستعداء الدول العربية الشقيقة والصديقة، واخر ابداعاته الضغط، لاصدار احكام المحكمة العسكرية بحق المتهمين بالمشاركة باحداث خلدة، تماشيا مع توجهات الحزب ومصالحه.
تداعيات ونتائج توجيه سلاح الحزب للاستيلاء على السلطة في السابع من أيار عام٢٠٠٨، ماثلة في تهشيم الحياة السياسية بلبنان، وخلق شروخ بليغة في علاقات اللبنانيين بعضهم ببعض، وتهديد العيش المشترك بينهم، وحتى استعداء الناس فيما بينهم.
لم تعد تنفع كل خطب قادة الحزب، من رأسهم الى ادنى مسؤول، في تمجيد السلاح الايراني، وتعداد انجازاته، في إقناع غالبية الشعب اللبناني، بتبرير بقائه خارج سلطة الدولة وقرارها، بعدما جرّهُ من خراب ودمار على البلد، وويلات على الشعب اللبناني، وظهر بوضوح ان هناك استحالة لتعايش سلاح الحزب مع الدولة، على نسق ما حصل منذ اعتداء الحزب بسلاح المقاومة على بيروت وحتى اليوم.