بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الأول 2017 12:00ص آخر الكلام

حجم الخط
... وذهبت سنة 2017، بما حملته من أحداث وحوادث، إلى ذمّة التاريخ. وككل سنة سوف تُشيّعها لعنات اللبنانيين، وتنتعش تمنياتهم بأن تأتي سنة 2018 «بما لم تستطعه الأوائل» من استقرار ورغد عيش وراحة بال وأمان وتفاهم ومحبة وكرامة... وربما انتخابات نيابية تكون نتائجها صحيحة وعادلة... وحبذا لو يترسّخ إرساء الإنتماء غير المشروط إلى الوطن!
بالنسبة إلى لقمة العيش، فالجميع ينتظر أن يَشبع «أكلة الجبنة» لربما يحظى الناس بفُتات يُقيم أودهم وأود عيالهم، ويُوقف هجرة فلذات أكبادهم. وبالنسبة إلى الوضع الداخلي، فالجميع ينتظر «أن يهدّي الله» الزعماء والمتزعمين و«الزوعيميين» وأشباه الزعماء والطامعين بالزعامة، وكل «من ركب على ظهرنا»، وأن يتركونا نهنأ بالعيش أشهراً قليلة، أو حتى أسابيع، من دون نكد ومُساجلات وجرّ البلد إلى الصدام وحافة الإنفجار والتفكك «عالصغيرة والكبيرة».
أما بالنسبة إلى السياسة الإقليمية والدولية، فالجميع ينتظر ويراهن على تطور الأحداث الإقليمية، وهدوء بقايا براكين «الربيع العربي»، ونتائج الوضع النهائي في سوريا، والمواجهة مع «الإرهاب»، وتطورات المواجهة المُستعرّة مع إيران. 
وهكذا تمر السنوات... بالعشرات، ونحن ننتظر فيض الآخرين تجاهنا، و«فتات رضاهم». ويمُرّ العمر قهراً وعُسراً، ونحن ننتظر سنة تتبعها أخرى... في إطار مقولة «لعل وعسى»، و«غداً يوم آخر».
لكن تبقى الحقيقة حقيقة، ولو علاها الصدأ والغبار والضباب وغشيتها المغالطات... وهي أن تاريخنا، في منطقتنا وفي عُقر دارنا، لا يجوز أبداً أن يصنعه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يكتبه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يصبغه الآخرون، وأن قدر وطننا الصغير بيد أبنائه إذا شاؤوا ذلك وإذا عقدوا العزم على ذلك، وما عدا هذا فهو وهمٌ وسراب وباطل. 
وكل عام وأنتم بخير... وسيبقى البلد، فقط إذا أذن الله برعايته ولطفه، بألف خير...!