بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الأول 2019 12:00ص أصوات المنابر

حجم الخط
يعلو الصدى من وراء المنابر، والآذان صاغية لشتّى أنواع الكلام. شتائم تهزّ الجدران وصراخ يكسر الحواجز وهموم تشغل النّاس، وقلب محبط لا محال.

خطابات وسجالات وأصوات تعلو وتنخفض وتساؤلات ومزايدات، وآذان ألمَّ بها الضجر والملل واليأس والإحباط، حيث جعلت من المواطن مواطناً ضائعاً حائراً، لا يعرف إلاّ الهمّ والغمّ، وقد غابت عن وجهه الابتسامة، فأصوات المنابر وصداها الذي يعلو في الآفاق كلمات تلو الكلمات، أشبعته حزناً ونكداً وأفعمته قلقاً وتشاؤماً، وقد أقفلت في وجهه باب الأمل بالمستقبل مّا دفع به الى التّساؤل:

هل الأمل ضاع مع الزّمان؟، أم  لبس ثوب النّسيان؟، هل الأمل غلب عليه اليأس؟، أم طفح به الكيل؟، هل الأمل اختفت معالمه؟، أم أحرقته نار الغليان؟، هل الأمل أسكتته أصوات المنابر؟، أم الأمل يأتي بعد الطوفان؟

تساؤلات وحيرة وخوف يعيشه المواطن ولا أحد يسمع أنينه، أو يكترث له، فها هو يصرخ بأعلى صوته رافضاً الاستسلام والمضي في الانكسار، وإلى أصحاب أصوات المنابر يقول: كفاكم تهويلاً على شعبكم، كفاكم عراكاً، كفاكم شجاراً، كفاكم مساومات وانتقاضات، كفاكم كرهاً ولوماً، فاخفضوا الأصوات على المنابر، وأشفقوا على شعبكم المسكين، وأعيدوا له الأمل بالحياة والمستقبل، الأمل بالشباب وثقته بوطنه الأم، وأعيدوا إليه الأمل بالأمل والأمل بلبنان.

فيا أصحاب السّيادة، ويا ممثّلي الشّعب. شعبكم يناديكم، شعبكم يستغيثكم، فكونوا الدرع الواقي له، وكونوا المثل الأعلى له، وكونوا صوته السّامي، وانسوا الحقد، وامحوا الضغينة من قلوبكم، واجعلوا أصوات المنابر أصوات أمل وتفاؤل، أصوات شعب يحبّ السّلام أصوات مسؤولين كبار. واجعلوا من أصوات منابركم أصوأت حقّ وصدق وإكرام.