بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 حزيران 2023 05:46م أمام استمرار التعطيل : تجدد الحراك الفرنسي السعودي بحثاً عن الخيار الثالث

حجم الخط
لا يبدو أن سيناريو جلسة الانتخابات الرئاسية ال12 المقررة بعد غد، سيكون مختلفاً عن مصير الجلسات ال11 السابقة، حيث تشير كل المعطيات أن الثنائي"، سيعطل النصاب في دورة الاقتراع الثانية، إن لم يكن في الأولى، لقطع الطريق على انتخاب مرشح المعارضة جهاد أزعور، طالما أن هذا الفريق ما زال مصراً على موقفه بتعطيل الجلسات، إذا لم يصل إلى مبتغاه، أي تسهيل انتخاب مرشحه سليمان فرنجية عكس الجو المسيحي المعارض، رافضاً الاعتراف بتقدم أزعور في المعركة الرئاسية، بنسبة أصوات كبيرة . بعدما أدرك "حزب الله" و"أمل" أنهما غير قادرين على تأمين مقومات الفوز لفرنجية . ولهذا فهما مكملان في سياقهما التعطيلي، وممارسة الضغوطات على الفريق الآخر، علهما ينجحا في تحقيق أهدافهما، وهو أمر دونه صعوبات كبيرة، في ظل الرفض المسيحي الواسع لانتخاب فرنجية .

وإذا كان الجميع في لبنان مسلماً، بأن الأمور ستبقى تراوح على حالها دون حصول أي تطور نوعي على الصعيد الرئاسي، لتشبث كل فريق بموقفه، فإن ما بعد جلسة الأربعاء مرشح لأن يشهد تفعيلاً للحراك العربي والدولي، بانتظار وصول موفد الرئيس الفرنسي الخاص جان إيف لودريان إلى بيروت الأسبوع المقبل، في وقت يتوقع أن يحط المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وسفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري في باريس، لبحث الملف الرئاسي في لبنان، وضرورة إنجازه في أقرب وقت . ما يؤشر بوضوح إلى تزخيم الحراك الفرنسي السعودي، من أجل إحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود، وبما يخفف من معاناة اللبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي يواجهون .

واستناداً إلى ما رشح من معلومات عن التحرك الدي سيقوم به موفد الرئيس ماكرون في لبنان، فإن الفرنسيين سيؤكدون للمسؤولين اللبنانيين أنهم ما عادوا متمسكين بالمرشح فرنجية، بعد الانتقادات المسيحية الواسعة لمحاولة باريس الدفع برئيس "المردة" . وهو أمر لم يخفه البطريرك بشارة الراعي خلال لقائه الأخير بالرئيس الفرنسي. وبالتالي فإن دوائر القرار في فرنسا باتت على قناعة تامة، بأن المخرج للأزمة الرئاسية في لبنان، لن يكون إلا بسلوك طريق خيار ثالث عبر مرشح تسوية، يكون مقبولاً من الموالاة والمعارضة، بعدما أدرك الجميع استحالة فوز أزعور أو فرنجية . وهذا ما سيبدأ الفرنسيون بالعمل عليه، من خلال جولة لودريان في بيروت، وما سيعقبها من مشاورات مع الجانب السعودي الذي يمثل مجلس التعاون الخليجي، توازياً مع إبقاء الاتصالات مفتوحة مع الأميركيين بطبيعة الحال، في ما يتعلق بهذا الشأن .

وفي أول موقف علني له، على الخط الرئاسي، خرج المرشح أزعور عن صمته، مؤكداً أنه لا يريد أن يكون ترشيحه "تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعًا، سيداً حراً مستقلاً مزدهراً، وطن نستطيع فيه أن نستعيد تألق التجربة اللبنانية المهددة بالاندثار، بمعناها وصورتها ومؤسساتها وعناوين نجاحها كافةً". وهذا ما ترى فيه أوساط معارضة، أن أزعور يريد طمأنة الفريق الآخر، بأنه ليس مرشح تحد، وإنما يريد أن يمد يده لكل الناس، ولن يحسب نفسه على أي طرف، كما يروج "الثنائي" الذي ما زال مستمراً في تشويه صورة الرجل، من أجل الدفاع عن مرشحه الذي يدرك جيداً أنه بات في وضع لا يحسد عليه، بعدما تخطاه أزعور بأشواط .

ولهذا، ومع انسداد مخارج الأفق داخلياً، فإن التوقعات تشير إلى عودة الملف الرئاسي إلى الملعب الإقليمي الدولي، من أجل بلورة تصور للأزمة الراهنة، يفضي إلى إخراج البلد من هذا المأزق الذي يهدد بعواقب لا تحمد عقباها، في ظل تحذيرات من أن يعمد البعض إلى إحداث اضطرابات أمنية في عدد من المناطق، كرسائل ضاغطة على الذين يرفضون خيار الفرض، خلافاً للإرادة المسيحية التي لا يمكن أن تقبل بأن يتم تجاوزها في اختيار رئيس الجمهورية، الموقع المسيحي الأول في الدولة .