أحمد عجمي*
في بلد تقطّعت أوصال الحياة فيه وانتهك مظهره متطفّلون استغلّوا درب الجائعين وراشقوا الأمن وعين الوطن بالعداوة، ووقّعوا ببصمات أقدامهم ودواليبهم وأكفّهم الفاشلة على كل زاوية وطريق، هذه الأجواء التي خلقها متآمرون ولا تزال تتوزع صورها البشعة هي باب عيب على الفاعلين والوطن، ومن خضمّ كل التشنجات ولدت الحكومة، حكومة يُحكى أنها من ثوب غير طائفي ويُحكى أن أصحابها من أهل الاختصاص والعلم بغض النظر عن شكل الحكومة وإسمها نحن بأمسّ الحاجة إليها في جو يتصف بالغليان، تكنوقراط، سياسيين، اختصاصيين، المهم إختصاص وعلم لا تحويل ولا تدوير عمل دؤوب وخوض في لجج الاصلاحات والعلاجات التي بعضها كان برأي الماضيين عضال، وكان عصيّ على الحل، ولكنه كلام فلا مستحيل تحت الشمس ولا معضلة إلا ولها أهلها.
البلد يمتلك القيادة الصالحة، والقيادة الصالحة تمتلك كل مقومات النّهضة والنّجاح، والأمن من أهم المقومات التي يجب أن تُؤمنها للمواطن وللوطن داخليّاً وخارجيّاً وفي بلاد الإغتراب الرافد الثاني للوطن والفرع الأصيل بالإنتماء، فالأمن المتوازن يولّد الاستقرار والاستقرار يولّد النهضة، النهضة الإصلاحيّة في هذا الوضع المتعثر أولاً ثم النهضة العامّة الإنتاجيّة، فاللبنات البشريّة اللبنانيّة المقوّم الأساس التي تقوم عليه مراوح الإنعاش والمضي نحو الشفاء وهي التي تخلق الأجواء التي تبعث نهضة الوطن، لأنّ كل الموارد الوطنيّة الأخرى تسير وفقاً لها ولسياستها.
البلد يعاني من تعطيل شامل وكامل وما كان جديدا على مسافة وقت الجهر بالفسق ممن سلّم لهم الوطن وأمّنهم على فرع من أهم دعائم المؤسسات الوطنيّة، فعطّلت وطالما دفعت نحو الفتنة، على الحكومة الجديدة محاسبتهم وأن لا تبقي لهم من باقية والعمل على تطهير أماكنهم بنبع صاخب نقي المجرى.
والنّجاح يحتاج إلى ثبات وصبر وإصرار ونظر نحو هدف واحد وواحد فقط هو إنقاذ الوطن، فنتمنّى لهم التوفيق والثبات والصبر بتغيير نظام القناعات السائد، كما نتمنى أن تكون هذه الحكومة باب خلاص للوطن مع تمتعهم بالحذر الشديد بأن العدو غير غافل ويبصر في نومه العميق وشبكة شرّه تناولت كل الزوايا ولا زالت تتربص.
* نائب سابق