بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2020 12:01ص أمي .. و.. قلبي .. و.. أنا

حجم الخط
ليل ينادي النهار ... أمد يدي أشيح عتمة الليل ... أتفركش بحنيتي ... يتنفس الصبح ضوءاً ونهاراً اتفركش بقلبي العاصف المجنون .... أنثر الزهور ... أفتش عنك أمي في هذا الزمن الموبوء... تبتسم لي الورود بحنية .... أحن إليك أمي .... فأنت الزمن الجميل .... بعدك .... الزمن يعد الايام. 

في زاوية المقعد أركن ذاتي ألملم عواطفي ... الحائرة ... تدفىء آذار بارد مثلج غير عاداته كما نحن ... جمدنا العواطف ونصبنا الحواجز .... وانتظرنا .... كل في داره معزول يدور والحنان في الانتظار يجول ... من شباك لشباك عمّ استنى العيد والحنان .. 

أمي ... من عالم غير اي زمان ومكان من عالم ... فجأة أعلن عدم الامان مد يده زاد العواطف وجمدها بأمر من بلاء رباني ووباء مجنون يدور ... يهرول في عالم أصبح كل شيء فيه مشبوه .. لم نعد نعرف ما المعلوم وما المجهول ... والبيت أصبح غرف وحكايات... 

من شباك لشباك أمي يدور العيد في بلدي محملاً بالقلق ... ونحن في حجر صحي ... والعواطف متفلتة هاربة .... أنا في مكان ونور في مكان والقلب في تفلت ... بريء من غدر الزمان..

كم انا بحاجة أمي لأعترف امام الله الواحد الأحد ...

كم انا بحاجة أمي لأرمي لك همساً قلبي .... لأعربش داخل ذاكرتي ... أقطف ورد الدار ألاحق ضحكاتي المفروشة على رمل حديقة الدار .... أهرب من ذاتي إليك أنتظر مساء ً وردياً ترمي فيه في ذاكرتي وخيالاتي قصصاً وحكايات .... وأنا أفتح عيني دهشة عندما تقولين خلصت القصة والبحر سكر .... وأصدق أمي ان البحر يغلق ابوابه لأسألك أمي لما البحر الواسع يغلق ... ليجيبني خوفك الصامت ... لان البحر غدار... 

أصمت أمي ... أنام كطفلة شبعت حنان ... اما الآن أمي فذاكرتي  تنادي عمري لأدرك ان ليس البحر غدار ... انما البشر أيضاً ... والعالم كله يتخبط في وباء يدور في اللمس ... والسلام والعناق أصبح ممنوع .... عيد بأي حال عدت يا عيد .... 

يأتي الربيع هذه السنة العشرينية في غير حال .... ثلجي ابيض في بداية ربيع ... يحجر الناس في البيوت .... كل يتمسك بقلبه ... كل يحجر على الاحبة ... عَل البلاء يزول.... 

لو كان ثمن الوباء قلوب وحنيّة لزال من زمان...

لو كان ثمن البلاء توبة وتضرع ... فالذات البشرية تتضرع وتصدح بالتوبة...

متعبة أنا ... أنوء بحمل عواطفي... 

متعبة أنا ... باقة ورد مجنونة أنا حاملة ذاتي .... أنثر حناني... 

ساكنة أنا مع كل هذا الضجيج في داخلي يطالبني بجنون وعصف الحب.... 

أتمسك بقلبي المتعب في هذا الزمن المجنون ... الحابسني ضمن قيود .... الرافض .... لكل حدود.... 

امي .... اليوم اكثر من اي ومضة عمر ذهبت اغتالت أحلامي ... اتذكرك بهمس وحنية

اليوم حنونة أنا حتى الهذيان أبحث عن ذاتي ضمن موج الشطآن.... 

أبحث عن حناني في صقيع البرد والثلج سارق ربيع آذار ... يدفعني يرمي في قلبي دفء العمر كله ... آه يا زمان 

أبحث عن دفء يد تشير الي .... بالسلام .... والسلام مفقود ... مفقود في هذا الزمان....

عيد مجبول بالحب ... مسكون بالعواطف .... مجنون بالمحبة يقتحم .... زمن الوباء .... يمسك بقلوب الامهات .... يمحي الفقر .... يمحي الزعل ..... ينير درب العمر 

يمسك بيدي نور أبحث عنك في قلبي انت وصغارك..... 

فأنت الحب المقاوم لغدر الزمان.... 

أمسك باقة ورد تحاكي الايام...

أمسك قلب.... 

محتار في زمن الحصار.... 

أمسك حواسي الخمس...

أقسم امام الله الواحد الأحد: 

انني أؤمن بك رب العالمين انك قادر على وقف البلاء... 

وان البلاء تطهير للذات البشرية .... وان التوبة خلاص للروح الانسانية..

وأن لنا رب رحيم .... قريب من عباده....

أمي وقلبي وأنا.... 

قلبي ينادي ذكرى أمي في ذاكرتي...

أنا .... 

أنادي قلبي الحاضن لنور .... ابنتي... 

في يوم عصيب محاصر .... تنحني الورود خجلاً امام عصف قلوب الامهات... 

يوم ولا كل الايام.... 

يوم يقطف الحب ويرميه في درب الأولاد.... 

قلب مجنون في عيد مسروق .... في زمن موبوء.

لمناسبة عيد الام