كفّوا عن سياسة الهروب إلى الأمام والكذب والتضليل والنفاق والدجل والحقد والارتهان والمتاجرة بالهوية الوطنية ورفع الشعارات الفارغة وسياسة الابتزاز الرخيصة والعصبية البغيضة والطائفية المنحرفة لتغطية عوراتكم وفشلكم في الحكم وإدارة شؤون البلاد.. بسبب أنانيتكم وتسلّطكم لتحقيق مصالحكم ومآربكم الخاصة وصلت البلاد إلى ما هي عليه من كوارث وويلات ونكبات.
فضائحكم لا تُعدّ ولا تحصى، وأنتم رأس وأم الفضائح والفساد، همّكم الوحيد تعويم أنفسكم بعد إن سقطتم سياسياً وأخلاقياً، وحوّلتم حياة أبناء وطنكم بكافة فئاته وأطيافه وشرائحه إلى جحيم..
دماء اللبنانيين وعيشهم بكرامة وعزّة، ومستقبلهم ومصيرهم ومصير وطنهم فوق كل اعتبار..
تاريخنا المجيد.. سُطّر بقافلة من الشهداء الأبرار، وقد شكّل لكم جسراً عبرتم عليه بغفلة من الزمن وتسلّمتم السلطة، لكن مداميك هذا الجسر مجبولة بألغام الكرامة والفداء، ويوماً ما، ستنفجر بوجوهكم وتسقطكم إلى غير رجعة..
سنبقى مرفوعي الرأس، نجاهر بقول الحق والحقيقة بكل إرادة وعزيمة وتصميم وعنفوان، ولن نكون شهود زور مهما بلغت الصعاب والتضحيات، هذا قدرنا، أما قدركم أنتم هو مزبلة التاريخ.. خسئتم أيها الأقزام المأجورين.. مجدنا الشهادة..
والشهادة بكرامة، أفضل من الخنوع والاستسلام وحياة الذل.. ولسنا أفضل من قادتنا الكبار الشرفاء الذين دفعوا ضريبة الدم دفاعاً عن القيم والمبادئ والثوابت لبناء دولة المواطنة والعدالة والحرية وحقوق الإنسان في هذا الوطن المبتلي بالآفات والأمراض الطائفية والمذهبية والمناطقية..
ما همّ.. إذا جاء بعدنا من يحمل سلاح الموقف ومشعل الحرية والكرامة.
مسيرة العطاء والتضحيات ستستمر.. يذهب جيل من الشهداء، فينهض جيل آخر من تحت الأنقاض، بإيمان وصبر وإرادة وشجاعة، ولا يستكين حتى إحقاق الحق ورفع الظلم والانتصار على الباطل وإنقاذ الوطن..
تمتلكون السلطة والمال الحرام، ونحن نمتلك العزّة والكرامة والشرف والإيمان بقدسية قضايانا الوطنية والقومية..
أنتم معدومو الضمير والوجدان و الإنسانية.. أنتم البلاء والوباء..
السلطة والتسلّط اللتان تنعمون بهما الآن، ستنقلب عليكم، ومصيركم جهنم وبئس المصير، في الدنيا والآخرة، وستلاحقكم اللعنة حتى قبوركم العفنة المظلمة السوداء، التي سيدوس عليها كل مظلوم، ومن بعدكم ستلاحق أولادكم وأحفادكم وذريتكم وحاشيتكم وأذنابكم وأبواقكم المرتزقة.. مهما طال الزمن..
والله بما تعملون بصير.