إذا أردنا القراءة في كتب السير الذاتية للطبقة السياسية الحاكمة في عهدنا أو التي سبقتها يمكننا أن نقرأ بين سطورها كلمات الفساد والأنانية والجهل في إدارة البلاد والعار في إدارة الأزمات.
تتكلمون عن وباء الكورونا أنه فتّاك وتزرعون الخوف في القلوب، بينما أنتم وباء مسرطن فتك بالوطن وشعبه وقضى على الحجر والبشر... أفلا تخجلون؟
تختلفون على كل شيء ولا تفكرون إلا بمصالحكم وجعلتم العالم بأجمعه يهزأ منكم... ويا للعار. تتخبطون وتتفاذفون الإتهامات وتتعالون على المصائب وتتكابرون في المطالب وتهدمون ما بقي من الديمقراطية هذا إذا كنتم تعرفون مفهومها وعن أي ديمقراطية تتحدثون وأنتم تتناشلون الحقائب التي أفرغتموها من حجمها ومضمونها كما لم يعد باستطاعتكم حتى تأليف حكومة لإنقاذ ما بقي لنا من وطن.
وتنتقدون... وتنتقدون بعضكم البعض ولا أحد منكم يفكر بمصلحة الوطن لأنكم تريدونه على أشكالكم وأنظمتكم ولا تفكرون إلا بمصالح أحزابكم فكفاكم... كفاكم ظلماً واستبداداً.
حكمتم في شبابكم وما زلتم في الحكم حتى شختم وشاخ معكم الوطن، فالأجدر بكم أن تتنحّوا جانباً لأن لا سياساتكم ولا حكمكم ولا توزيركم ولا نيابتكم ولا رئاستكم استطاعوا انتشال لبنان من أزماته بل دفشتم به إلى القعر وفي آخر المطاف تريدون حقائب وزارية كأنكم تتقاسمون قالب حلوى فيما بينكم وتتجاهلون دوركم في تأليف حكومة لبلد اسمه لبنان ولا لكعكة اسمها مصالح. ألم تشبعوا؟ ألم تكفيكم كل هذه السنين في الحكم؟ ألم يؤثر فيكم كل ما أصاب الوطن والمواطن؟
أفلا تريدون أن ترتاحوا في آخر أيامكم وأن تفسحوا بالمجال للأجيال الصاعدة بأن تركب سفينة لبنان وتوصلها إلى شط الأمان؟
أنتم طقم الحكم الفاشل هلكتم شعبكم وبلدكم وأذقتموهم مرّ الحياة وفتحتم لهم أبواب جهنم وهم في ربيع عمرهم. فبالله عليكم إضمنوا شيخوخيتكم واستريحوا واطلبوا الرحمة من الرب واتركوا الشباب ليفتحوا لنا أبواب الجنة ويحكموا بالعدل والمساواة لينقذوا الجمهورية لأن لا أمل لنا بلبنان إلا بالتجديد لأننا شعب أبيّ يحب الحياة.
ولا كلام بعد اليوم بانتظار أعجوبة من الله.