بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2017 12:05ص أي استقلال!

حجم الخط
الإستقلال المُنجز ليس مجرّد علم يُرفرف، ونشيداً وطنياً يصدح، وعضوية في المحافل والمُنظّمات الإقليمية والدولية، بل هو في التحرّر الكامل لتراب الوطن، وترسيم وتحديد حدوده، وتفرّد البندقية الشرعية في حماية أمنه، وترسيخ الحريّة الكاملة غير المنقوصة أو المجتزأة للمواطنين، والمساواة في الحقوق والواجبات.
هو في أساسه وحدة الشعب في نظرته إلى ماهية ومفهوم الوطن والشراكة في المواطنية، وهو في تحديد مَنْ هو العدو ومَنْ هو الصديق، وهو في استعمال الشعب للعُملة الوطنية دون سواها، وهو في خلاص الناس من الفساد والاستغلال والمحسوبية والانتقائية، وهو في نهج الشعب تجاه العديد من المفاهيم سواء على الصعيد الإستراتيجي أو في التفاصيل.
ومَنْ يتفحّص الأمور في لبنان بموضوعية وعقلانية ورويّة، يرى اكتمال بعض شكليّات الإستقلال ومظاهره من دون جوهره، وتلفته المحاولات البائسة من قبل البعض لتمويه هذه الحقيقة كمن يحجُب الغابة بواسطة شجرة!
إنّ الإستقلال الحقيقي للبنان في خضم الصراعات الدولية والإقليمية يستوجب العديد من التضحيات والعمل المُخلِص الشاق الدؤوب من أبنائه، فيما عدا ذلك نكون في وهم كبير، ونكون في الواقع نحتفل لمدى عقود، ومن دون أنْ ندري، بعيد «استقلال فرنسا عن لبنان» وارتياحها من تحمّل أعباء طوائفه وعشائره وعصبياته ومُحاصصاته وأنانيّاته ومُنكفاته وسجالاته وفساده!