كان يا ما كان وليس من قديم الزمان بلد جميل جمال الساحر مضيء بلفحة ضوء القمر وطيبة أهله...
يعيش بسبات غير عالم... ولا دار يمسك خيوط الحرير وينسج أحلامه... على منواله..
يموج به حلم الزمان يفكّر عنه وعن دولته... يمشي على جمرات النار في عتمة عنوانها الكهرباء... في غيبوبة عنوانها سوء الإدارة.. في بحبوحة عنوانها سرقة الأموال... في طريق... عنوانه أين الأمان؟...
كان يا مكان في كل ثانية وأوان ذات الأشخاص ذات الوجوه ذات المراكز محفوظة... يحكم البلد الأحياء والأموات يقبض المعاش من عاش ومن مات... والدولة تبحث عن الأموال والمواطن يبحث عن الآمال...
كان يا ما كان.. دولة تستريح من تعب المسؤوليات وشعب يكدح باحثاً عمن يكون مسؤولاً عنه... والبحث جار والحل مفقود... والشرخ واسع يتمدد والحدود مشرّعة... مفتوحة لكل ما هبّ ودبّ...
ذهب الكان وبقي المكان فارغاً يعوي يترنح.... والأزمة الاقتصادية تتراقص والشعب يزداد فقراً والأموال ترنو الى أصحابها... ولا حل والكل معلق والكل راكض والحل هارب...
يأس.. لا.. واقع أليم نعم..
محزن.. لا... كارثي نعم...
محلول... لا... مفلوج نعم...
احكيني عن بلدي... بلد الأجداد وتراب الأرض الغالي...
بلد التجارة بالشعب والأرض والانتماء...
بلد الخوف... وإغلاق الستارة عن أي فساد...
بلد التعوّد والإدمان على التبعية من بعض الى بعض.... والانصات مع محو الفكر والتفكّر... ولبيك يا زعيم وتقاسم الانتماء...
عصفور طلّ على الشباك وقال لي...
لما تعب الفكر لما تعب البال... طالما الأزمة لها ساكنة سنين وعمر... وأيام...
خجل الزمان... وتمسّك القمر بالبهتان... ودارت الشمس باحثة عن نور الحقيقة وشعاع الحرية...
وبهمس مبحوح سألت ذاتها يا ترى... أتعوّدت الحرية على الرضوخ.... والشعب عضّ على الجروح...
رَنَتْ الى الواقع... مع ان معلمتها وهي طفلة كانت تقول لها أن يرنو هو فعل للمستقبل...
صمت الماضي السحيق... تلاعب الحاضر وذات الوجوه هي... هي... ليصبح الشعب قاصر يجوز عليه الحجر والولاية... أما المستقبل والعلم عند الله ناطر...
البحر أمامنا والمطار مغلق والفقر مدقع... والوباء جوال والشعب في عدم التزام أهي عدم المسؤولية عدوى ووباء...
خبرني عن بلدي... بلدي الجميل...
بلد الشعب الطيب.... المتروك... بلد الأرض الخيّرة التي تستورد...
بلد الحرية...
بلد يلد بلدان....
خبرني أين يسكن الوجدان والضمير الغايب النايم في الوديان...
أين ترمى فتات الحرية وتحصد التبعية..
خبرني عن أحلام الفقراء ومجد المساكين المشلوح على الطرقات...
خبرني عمن قادر أن يمدّ يده... ويلتقط الخيبات... خبرني وضعني بين أحلامك الضايعة فانا بحاجة الى الهذيان ان لبنان بخير... ان مسؤوليه يبذلون الغالي والنفيس لانقاذه... وان دمعة طفل فقير جائع وتدحرج اماني شعب مسروق منهوب كافية ليهتز ضمير غائب بحكم الخبرة..
قرأت وأصغيت ان هناك في احدى الضيع يجمعون الدجاج ويوزعون البيض.... ويزرعون الخضار لان الأزمة الاقتصادية كبيرة وقاسية ونحن لا زلنا نتشاجر من يسبق من البيض أم الدجاج.... والقن فارغ....
خبرني ما الحل والقهر حتى الإدمان... والورثة قاسية مع وجود الحي والميت...
خبرني عن بلد نادى الأحلام... وتمسّك بعتمة التحقيق...
خبرني عن بلد خائف أدمن وجود لا حلول... نريد ولا نريد والفشل الى مزيد والمحاسبة في زنزانة التاريخ...
كان يا مكان ليس من قديم الزمان...
بلد لنا أصبح علينا...
بلد أودعناه أحلامنا فهرب القمر وغابت الشمس... وماج الغيم طالباً الحق والعدل...
سلمتك بلدي أمانة يا رب رحيم في رمضان كريم ينثر الطمأنينة والامان وكم نحن بحاجة يا رب يا رحمان.. لهدوء العاصفة... ويقظة وعي وضمير..
يا من أنت يا كريم يا رب....
قالت لها: نامي... نامي يا صغيرة على العتيمة على الحصيرة... تا يصير عنا ضو كبير يضوي على البلد ويوعى الحرامي... سارق دمعة الفقير...
كان يا مكان... كان عنا بلد...