بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 كانون الأول 2023 03:19م إسرائيل تخشى تداعيات المواجهة مع "حزب الله"

وباريس على خط الوساطة بتفعيل ال1701

حجم الخط
 إزاء استمرار التصعيد العسكري الميداني على الحدود الجنوبية، فإن الضغوطات الإسرائيلية على لبنان، تزداد بوتيرة متسارعة من أجل دفع "حزب الله" إلى خارج منطقة جنوب نهر الليطاني . وهو أمر بدأت إسرائيل بالعمل لتنفيذه من خلال التهديدات المتواصلة خلال الأيام الماضية، على لسان عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين . وفي المعلومات التي توافرت من مصادر دبلوماسية، أن وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، حملت معها إلى بيروت طلباً إسرائيلياً، مغلفاً بتهديدات واضحة، بضرورة إبعاد "حزب الله" عن حدود إسرائيل الشمالية، وتحديداً إلى خارج منطقة جنوب الليطاني، تفادياً للدخول في مواجهة واسعة النطاق مع لبنان، من أجل تحقيق هذا الهدف . وفيما لا يزال القرار 1701 عرضة للخروقات الإسرائيلية المستمرة، فإن "حزب الله" يرفض الاستجابة للمطالب الإسرائيلية .  وهذا ما يجعل الحزب بحل من أي التزام بهذا الخصوص، طالما أن الإسرائيلي لا يقيم وزناً للقرارات الدولية منذ عقود . بالتالي فإن ما يصدر من تهديدات من جانب الإسرائيليين، لن يقدم أو يؤخر، باعتبار أن إسرائيل تأخذ في الحسبان ردة فعل "حزب الله" في حال اعتدت على لبنان . ولذلك تشير المعلومات، إلى أنها كلفت الجانب الفرنسي بحث موضوع الحدود مع لبنان ، كونها تدرك أن أي مواجهة عسكرية مع "حزب الله" لن تحقق أهدافها من خلالها، باعتبار أنها ستواجه برد فعل عنيف، لا يمكن توقعه من جانب المقاومة اللبنانية . 


وانطلاقاً مما تقدم، فإن الخشية تكبر من انفجار الوضع العسكري على نحو واسع في جنوب لبنان، مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، والمترافقة مع استعدادات ميدانية على الحدود اللبنانية، توازياً مع استمرار العمليات الحربية بين "حزب الله" وإسرائيل التي تجاوزت القرى الحدودية إلى عمق الجنوب اللبناني . وقد حذّر المتحدث باللغة الانجليزية باسم الجيش الإسرائيلي Jonathan Conricus من تزايد التصعيد الأمني على حدود اسرائيل الشمالية، وقال إنها تقترب أكثر وأكثر من حرب شاملة مع حزب الله، على خلفية حربها بغزة، لكنه في الوقت نفسه، أعرب عن رغبة إسرائيل في التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء التهديد الذي يشكله حزب الله على الجنود والمدنيين الإسرائيليين على طول الحدود الشمالية، "لكن الجيش سيواصل الاستعدادات اللازمة لإزالة التهديد من حدودنا بالوسائل المتاحة لنا كجيش".

وتشير أوساط دبلوماسية، إلى أن التحذيرات التي نقلتها رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، يفترض أن يأخذها لبنان على محمل الجد، سيما لناحية ما قالته من أنه "إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطر جداً".  وهذا يؤشر برأي الأوساط إلى خطورة الأوضاع في الجنوب، وما يمكن أن يحصل من تطورات ميدانية في المرحلة المقبلة، سيما في تحذيرها من خطورة الوضع، والخوف من اشتعال المنطقة ومستوى التوتر على جانبي الخط الأزرق . وما يزيد من أجواء القلق كما تقول الأوساط، ما أشار إليه  قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو ساينز، من أن "الوضع في جنوب لبنان "متوتر" و"خطير" مع تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل"، في حين أن "حزب الله" يصر على المواجهة، على ما قاله نائب رئيس مجلسه التنفيذي الشيخ علي دعموش الذي أكد أن "المقاومة مستمرة في عملياتها على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتله، للضغط على العدو وإشغاله وإبقائه في دائرة القلق والإرباك" . وهذا إن دل على شيء برأي هذه الأوساط، فإنما يدل على الوضع في غاية الخطورة، ولا يمكن التكهن بمسار الأمور في المرحلة المقبلة .

وفي حين تنتظر التعيينات العسكرية، بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، استكمال المشاورات السياسية، لإنضاج الطبخة المطلوبة، كانت لافتة مواقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال جلسة الحكومة، أمس، على خلفية الخلاف بينه وبين وزير الدفاع موريس، في تأكيده أنّ "رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا، مظهراً خلافه مع وزير الدفاع موريس سليم إلى العلن . وهذا يشير بوضوح إلى اتساع الهوة بين ميقاتي وفريق "التيار الوطني الحر" ورئيسه النائب جبران باسيل الذي يظهر بوضوح مدى انزعاجه من التمديد لقائد الجيش، في إشارته، كما نقل عنه أن التمديد لقائد الجيش «أسقط الأقنعة، وأظهر الوجوه الحقيقية . الأمر الذي يؤكد أن باسيل يخوض معركة شخصية مع قائد الجيش، في حين عمل جاهداً كي لا يمدد للأخير، لأنه يدرك أن الرجل الأوفر حظاً لرئاسة الجمهورية . وقد نقل عن سفير دولة عضو في المجموعة الخماسية المعنية بلبنان، إن "بداية السنة المقبلة قد تشهد استعادة للدينامية العربية والدولية الرامية إلى انتخاب رئيس للجمهورية"، لكنّه ربط عن ربط إنهاء الفراغ بتأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون، لافتا إلى أن "لكلّ من الشأنين منطلقا مختلفا، وليس من الضرورة حصول تقاطع بينهما، وإن كان لا يمكن الجزم بذلك جزما نهائيا".

ويتوقع بحسب ما يقوله، أن تشهد فترة ما بعد الأعياد "إعادة انطلاق المسعى القطري المتوقّف جزئيا منذ بدء الحرب في غزة في ٧ تشرين الأول الفائت. كذلك سيعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان -إيف لودريان في الفصل الخامس من مهمّته لكن بأفكار جديدة وبشكل مغاير لما سبق، وخصوصا زيارته الأخيرة التي أرادت منها باريس حصرا دفع الأطراف إلى تمديد عمل قائد الجيش".