بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2023 06:08م إسرائيل تدفع الوضع إلى حافة الانفجار الواسع .. و"حزب الله" أخذ القرار بالمواجهة

حجم الخط
تدفع إسرائيل الوضع في الجنوب إلى حافة الانفجار الواسع الذي بات يلوح في الأفق، بعد إقدامها على استهداف الإعلاميين اللبنانيين للمرة الثالثة،  ما أدى إلى استشهاد مراسلة محطة "الميادين" الزميلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري والمواطن حسين عقيل، عند تقاطع بلدتي الجبين وطيرحرفا في القطاع الغربي، بعد جريمتي علما الشعب ويارون . ولم تكد تمضي ساعات معدودة، حتى تم استهداف سيارة مدنية بواسطة مسيرة إسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد  قيادي عسكري في حركة "حماس" وثلاثة عناصر كانوا برفقته .  في تصعيد بالغ الخطورة، ينذر بانهيار قواعد الاشتباك بشكل كامل، والدخول في مرحلة المواجهة الشاملة، ما يفتح الوضع على كل الاحتمالات .


وإذ لقيت جريمة استهداف الاعلاميين استنكاراً واسعاً في الاوساط السياسية والاعلامية، إلا أن هناك إجماعاً على أن إسرائيل تريد إسكات صوت الإعلام في لبنان وفلسطين لأنه ينقل جرائمها أمام الرأي العام العالمي . وتأتي جريمة اغتيال الصحفيين في "الميادين". استكمالاً للقرار الإسرائيلي بإغلاق المحطة في فلسطين المحتلة، كونها شاهداً على ما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم وحشية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة والضفة الغربية . ولهذا فإن الاسرائيليين يريدون الانتقام من كل وسيلة إعلامية تعريهم أمام المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ، في وقت لم يتأخر رد "حزب الله" على جريمة قتل الإعلاميين، حيث عمد إلى استهداف اجتماع لضباط وعناصر للمخابرات الإسرائيلية في إحدى المستوطنات، وسط تأكيدات على أن "الحزب" سيوسع أكثر فأكثر، كماً ونوعاً، لعملياته ضد جيش الاحتلال، رداً على استهداف المدنيين في الجنوب، في ما يمكن وصفه بأنه رسالة شديدة اللهجة للإسرائيليين بأن الآتي أعظم .


وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية ، إلى أن "حزب الله يواصل محاولاته لإطلاق طائرات بدون طيار انتحارية تستهدف أهدافًا على طول الحدود الشمالية"، لافتة إلى انه "في إطار الجهود المبذولة لمنع تسللها إلى الكيان، يقوم النظام الأمني بتعطيل استقبال الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في جميع أنحاء المنطقة الشمالية"، فيما شدد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، على أن "حزب الله جزء لا يتجزأ من المقاومة على طريق فلسطين ويواجه العدوان الإسرائيلي وهو في حالة حرب مع إسرائيل". وتوجّه للدول الغربية بالقول: "أوقفوا الحرب على غزة بدلاً من أن تطلبوا منا عدم توسعتها لتبقى محصورة في القطاع". ما يؤشر وفق مطلعين بأن "الحزب" أخذ قراره بالمواجهة، وأنه لن يكترث لكل النداءات التي تطالبه بعدم تحريك جبهة الجنوب اللبناني .



وفي الوقت الذي يجري مستشاره آموس هوكشتاين محادثات في إسرائيل، من أجل محاولة تهدئة الأوضاع على الجبهة الجنوبية، للحؤول دون خروجها عن السيطرة، كانت لافتة البرقية التي وجهها الرئيس الأميركي جو بايدن الى رئيس حكومة تصريف الأعمال ​نجيب ميقاتي​ لمناسبة عيد الاستقلال، مؤكداً في طياتها، أن "الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان والشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسع رقعة الصراع. كما اتطلع للعمل معكم في العام المقبل لصياغة مستقبل اكثر أمانا وازدهارا وتكاملا لشعوب المنطقة". ولفت الرئيس بايدن، إلى أنه "من خلال التزامنا المشترك بالاستقرار والازدهار في المنطقة، تتسم العلاقة الطويلة الأمد بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية بأهمية بالغة لناحية بناء مستقبل افضل لشعبينا ولجميع الشعوب حول العالم". في الوقت الذي تشير المعلومات إلى أن واشنطن، لا تريد للوضع القائم في الجنوب، رغم اتساع رقعة المواجهات، أن يخرج عن السيطرة كلياً. ولهذا فهي تعمل مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي، على ضبط الأمور ما أمكن، تجنباً لامتداد الصراع الذي لن يكون في مصلحة أحد .

وفي الوقت الذي يخوض دعاة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون معركة شرسة، في مواجهة الفريق الرافض وفي مقدمه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، كانت لافتة مواقف العماد عون في أمر اليوم للعسكريين، لمناسبة عيد الاستقلال ال80، لناحية تأكيده على أن "لبنان يواجهُ لبنانُ تحدياتٍ جسيمةً على مختلفِ الصعد، تنعكسُ سلبًا على مؤسساتِ الدولة، ومِن بينِها المؤسسةُ العسكرية، التي تقفُ اليومَ أمامَ مرحلةٍ مفصليةٍ وحساسةٍ في ظلِّ التجاذباتِ السياسية، في حينِ تقتضي المصلحةُ الوطنيةُ العليا عدمَ المساسِ بها، وضمانَ استمراريتِها وتماسُكَها والحفاظَ على معنوياتِ عسكرييها"، في رد غير مباشر على الذين يعملون على تشويه سمعة الجيش وقائده، في إشارة إلى رئيس "العوني" ومن معه من الرافضين لفكرة التمديد للعماد عون، باعتباره أقوى المرشحين لرئاسة الجمهورية .