بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الثاني 2018 12:06ص إطلالة نصر الله عرض قوة لنقض أيّ ضمور في حضور حزب الله كمقاومة

أراد التأكيد أنّ الحرب على الإرهاب لا تشغل عن القضية الفلسطينية

حجم الخط
عكست إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على المشهد الإيراني إرتياحا لمجرى الأحداث في إيران، خالصاً الى أنّ «القاعدة الشعبية الأكبر هي مع السياسات الخارجية المتّبعة من قبل القيادة الإيرانية»، مشيراً إلى أنّ «فائدة الاحتجاجات أنّها دفعت الأطراف في إيران إلى النقاش والتعاضد وشكّلت حافزاً لمعالجات جدية».
ترى أوساط سياسية أنّ إشارة السيد نصر الله الى «القاعدة الشعبية» أتت بمثابة ردّ على ما أثير في اليومين الأخيرين عن إفتراق بين القاعدة والنظام في إيران في مقاربة المساعدات المالية التي تقدّمها الى الحركات والتنظيمات المرتبطة بها سياسياً و«مقاومتياً» وعقائدياً في كلّ من اليمن والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان، لا سيما بعد أن رفع المحتجون خلال التظاهرات الاخيرة شعارات مناهضة للإستمرار في تقديم هذا الدعم، من مثل «إيران أوّلا»، وربطهم بين الأزمة الاقتصادية التي تعانيها ايران وبين هذا الدعم المالي.
وتشير هذه الأوساط الى أنّ الإنطباع الأولي الذي تكوّن لدى عدد من عواصم القرار تمحور حول فكرة أنّ الاحتقان الداخلي الإيراني سيؤثر حكما في دعم التنظيمات التي تدور في فلك طهران، وأنّ حزب الله سيدفع الثمن الأكبر نتيجة حجم الدعم المُخصّص له (نحو مليار دولار في السنة وفق الأرقام الغربية). وتلفت الى أن هذا الهمس الدولي – الغربي والذي تمّ تداوله في لبنان، حتّم على السيد نصر الله تظهير موقفه القائم على نفي وجود غضب شعبي إيراني على الدعم الذي يتلقاه «حزب الله»، وهو الذي سبق له أن أعلن بلا مواربة أنّ ميزانية الحزب ورواتب عناصره وسلاحه وعتاده، كلّها تأتي من إيران.
وتعتبر الأوساط السياسية أنّ إطلالة السيد نصرالله على المشهد الإسرائيلي من باب تأكيده أن حزب الله وحركات المقاومة من اليمن الى فلسطين تتحسّب لإمكان حرب على لبنان أو غزة أو سوريا، وأن هذه الحركات مستعدة لإرسال آلاف المقاتلين للمشاركة في المعركة، إنما هي الأخرى رغبة منه في نفي ما يتم تداوله عن مأزق يعيشه نتيجة النزف الذي أصابه، إن بفعل مشاركته في الحرب السورية أو بسبب تراجع الدعم الإيراني له، وكذلك نقض الكلام عن ضمور الحضور المقاومتي للحزب، سواء في بيئته الحاضنة أو في فاعليّته العسكرية والأمنية في مناطق وجوده خارج لبنان، في سوريا والعراق واليمن.
وتلفت هذه الأوساط الى أنّ عرض القوة الذي ساقه السيد نصر الله في إطلالته التلفزيونية عبر «الميادين» إنما أتى للردّ على كل هذه السياقات، ولتبديد أي إنطباع بالضعف سعى خصومه الى تسويقه طوال الفترة الماضية، والأهم أنه أراد التأكيد أن كل التطورات الإقليمية وحضوره القوي في الحرب على الإرهاب، لا تحدّه عن منطلقه المقاومتي وهو القضية الفلسطينية، من هنا جاء كشفه عن أنّ مروحة لقاءاته في هذا الإطار شملت كل القوى الفلسطينية، بما فيها حركة «فتح» التي كان عضو اللجنة المركزية فيها عزام الأحمد على رأس وفد يزور لبنان أخيرا، ولم يتم الكشف سابقا عن اللقاء، إضافة الى عودة العلاقات بين الحزب وحركة «حماس»، إثر القطيعة التي تلت أحداث الربيع العربي وإرتباطات الحركة بتنظيم «الأخوان المسلمين».
وتخلص الأوساط السياسية الى أنّ الرسالة الأبرز في إطلالة السيد نصر الله كانت إعلانا قاطعا بالجهورزية للردّ على أي إعتداء على حركات المقاومة في لبنان وغزة وعمقها السوري (حيث جدّد تأكيد حضور المقاومة السورية في الجولان وإستعدادها لدخول أي معركة بناء على ما يقرّره النظام السوري)، وأنّ ما من غاية أكبر عنده من القضية الفلسطينية، وأن القدس وليس الجليل هي الهدف في أيّ حرب مقبلة.