بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيار 2024 12:00ص إعدام الرهائن الإسرائيليين لدى حماس!

حجم الخط
يستحيل أن تقدم حماس «بنفسها» على إعدام الأسرى الإسرائيليين لديها، لأنها تدرك أن قيمتهم التفاوضية تؤخّر المجازر المتوقع أن ترتكبها إسرائيل في رفح عند اقتحامها!
وللسبب نفسه هناك استحالة أن تقوم حماس بإطلاق كل الأسرى لديها. فمن أصل حوالى 95 أسيراً إسرائيلياً ما يزالون على قيد الحياة (من أصل 130 - 135 أسيراً) ما تزال المفاوضات تدور حول 40 أسيراً، مع تكرار شبه استحالة إطلاق أي من الأسرى العسكريين.
بالإضافة الى عامل الأسرى، وأياً يكن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلقهم اسرائيل (900 أم 9.000 لا يهم!)، فالعنصر الآخر الذي يؤخّر إقتحام رفح هو تخوّف الولايات المتحدة من الأعداد الهائلة للضحايا المتوقع سقوطها في رفح!
وهو ما سينعكس سلباً في الرأي العام الأميركي، وخاصة «الجامعي» والشبابي على إدارة بايدن، وعلى حظوظه في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة!
لا يهمّ إسرائيل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلقهم! فهي، على أي حال، تستطيع إعادة توقيفهم وزيادة عدد الموقوفين الفلسطينيين لديها في كل لحظة!
ولكن العنصر الذي ساهم «بتبريد» القصف على رفح وبتأخير اقتحامها هو أن إسرائيل لا تملك بعد حلاً يريحها أمنياً لجهة تأمين معابر باتجاه شمال غزة لحوالى 150.000 نازح فلسطيني في رفح!
وحتى هذا العدد، فهو صغير جداً نسبة لتواجد حوالى مليون ونصف المليون من الفلسطينيين في رفح التي لا تسع في الأساس لأكثر من 100.000 نسمة، أو حتى لضعف هذا العدد كحد أقصى! ما يعني أن المجازر سترتكب في الاقتحام على أي حال! إلا إذا اقتنعت اسرائيل «عجائبياً» بإنهاء الاقتتال العسكري. وهو أمر غير مرجح!
تدرك حماس، وهي لذلك ترفض الحلول المقترحة جميعها، أن إسرائيل ستقتحم رفح بعد مهلة الأربعين يوماً من الهدنة، إذا ما حصلت! فليس هناك إذن أي رؤيا لحل مستدام لوقف إطلاق النار، من أي طرف كان!
وإذا كان خروج قادة حماس ومسلحي القسام من رفح الى خارج الأراضي الفلسطينية قد يكون مخرجاً للجميع، إلّا أنه حل ترفضه حماس بالتأكيد! لأنه سيعتبر بمثابة خسارة لها وبمثابة انتصار لإسرائيل!
في حين أن بقاء حماس في غزة وعدم اقتحام رفح سيعتبر خسارة لإسرائيل، التي لم تحقق هدفها الرئيسي من الحرب لجهة تحقيق استعادة أمنها بالكامل، وإبعاد شبح أي خطر لـ 7 أكتوبر جديد مستقبلاً!
تدرك إسرائيل أن اقتحام رفح من دون عملية تبادل للأسرى، حتى ولو لـ 40 أسيراً فقط، تدرك أنها بذلك تتخذ قرار إعدامهم بنفسها! وهي قد تحاول إنقاذ حتى ولو 40 أسيراً فقط! ما يبقي الأمل في توصل الى هدنة قد تكون الأخيرة قبل اقتحام رفح!
ما يعني أن إسرائيل قد تنفذ «فعلياً» إعدام 55 أسيراً على الأقل (أو 95 على الأكثر) من أسراها الباقين لدى حماس، منعاً لابتزاز حماس لها! فالأسرى الإسرائيليون هم «اليد التي توجع» إسرائيل. وحماس تدرك ذلك جيداً!
ومع ذلك... وفي غياب استعادة الأمن الإسرائيلي، فاقتحام رفح شبه محسوم. وكذلك «ما بعد بعد» رفح! ما يعني أن الحروب تبقى مفتوحة في المنطقة. وهي ستتحوّل حكماً بعد رفح الى جنوب لبنان، ومن بعده الى الضفة! والغد لمعاركه قريب!