بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 أيار 2018 06:02ص إلى الناخبات والناخبين في «بيروت الثانية»

حجم الخط
جئتكم من بلد بعيد ألبّي نداء الوطن في واجب هو من أهم واجبات المواطن، الا وهو المساهمة في انتخاب من يمثلنا في المجلس النيابي، مجلس الشعب، لمدة أربع سنوات، يتكلم بإسمكم وبإسم وطنكم ويتخذ القرارات عنكم ومنها ما هو مصيري أحياناً. في النيابة، اعتباري الأول في ما أقوم به هو تقديم المصلحة العامة ومصلحة الدولة العليا على أي مصلحة، شخصية كانت أو عائلية أو  عشائرية...
شعاري في العمل هو الإعتدال ثم الإعتدال فالإعتدال.
لأنه يعكس القاعدة التي قام عليها عيشنا المشترك، مسيحيين ومسلمين، نتطلع إليه وحده دون سواه من الدول، شرقية كانت أم غربية. على كل مرشّح أن ينسى نفسه ويجسد إرادة الشعب ويعمل على هذا الأساس، لرفعة وطنه وخير مواطنيه.
أنا لا طلب منكِ أختي المواطنة وأخي المواطن سوى تحكيم الضمير، وإستعراض عناصر تكوين شخصية المرشح وإختيار الأفضل من بينهم، شخصيته، عمله، إنجازاته في العمل الخاص والعمل العام، إذا عمل فيه، علمه وخبرته في الحقل العام إلى ما هنالك من عناصر.
وما الإنتخاب الذي سوف أقدم عليه سوى حق أعطي إليّ كمواطن لإستعماله وليس لإهماله. فكم من شخص واحد، نائباً كان أم مواطناً تمكّن بفكره وإرادته ان يغيّر مجرى تاريخ وطنه، وكم من نظام ملكي سقط وأصبح جمهوري، وكم من نظام جمهوري سقط وأصبح ديكتاتوري.
من هنا أهمية صوتك. إننا لا ننسى أن سليمان فرنجية فاز بالرئاسة بصوت واحد على منافسه الياس سركيس. لا تستهين بصوتك، أيها الناخب، فأنت كبير به، دعه يمارس حقه ويقترع.
إن إقتراعك أيها الناخب هو تأكيد أن وطنك هو حرٌ وإن الحرية التي تنعم بها غائبة عن أكثرية الدول، فمارسها بمسؤولية ودع لبنان يبقى وطن الرسالة، كما أسماه بابا روما السابق، نعم رسالة، رسالة إلى العالم كلّه، نموذجاً فريداً من نوعه، هو العيش المشترك، كما أكدتّه مقدمة دستورنا الذي لا إحترام أقوى من إحترامنا له.
نعم، سنقترع للأفضل خُلقاً وعلماً وثقافةً وبالخصوص حبّه لوطنه لبنان. سنقترع لمن نرى فيه الأمانة والنزاهة والأخلاق الحسنة. سنقترع لمن يرى في الفساد آفة تعلو على جميع آفات المجتمع. فالفساد كلمة جمعت أكثر الموبقات فيه.
لقد تفشى هذا المرض في العديد من أعضاء جسم الوطن وأخشى ما أخشاه، إذا اهملنا التصدّي له بكل الوسائل الممكنة ان يقضي على الوطن وسمعته.
في الآونة الأخيرة، سمعنا وزيراً يقول علناً أمام النّاس ان الفساد يأكل ما يقارب العشر مليارات دولار أميركي في السنة، إنه رقم مدهش  في واقعه. تصوّروا كم مشروع يُمكن ان يتحقق سنوياً في لبنان ويتحول إلى قبلة العالم، شرقي كان أم غربي.
حرام والله حرام، ان لا يُدرك المسؤولون تداعياته، فيشمرون على سواعدهم ويضربوه وإلا أعتبرهم الرأي العام، عن حق أو من غير حق كأنهم مشاركوه الغلة.
تحرّكوا أيها المسؤولون، عم تحرّكوا وسترون كيف ان مواطنيكم سيرفعون تماثيلكم في الساحات والحدائق تخليداً لذكراهم. نحن إذاً سننتظر لنرى، وتأكدوا إننا سنحاسب.
من يريد إراحة ضميره ما عليه سوى من يرهم فيه النزاهة والمقدرة على خدمة الشعب.
إنني على ثقة بأنكم تشاركوني هذه الآراء. إعملوا بما يمليه عليكم الضمير. ا ن صوت الضمير يعلو على أي صوت غيره. وفقنا الله جميعاً لما فيه رفعة وطننا وخيرنا كأبنائه.