توفيق حوري من راق له قلبي وراق لي وجداني، توفيق بن راشد الانساني، إن راق عنك وُدُّ آل محمدٍ فليشهَدْ الثقلان أنك من خلاّني.
عرفته في أوائل الخمسينيات عندما اجتمعتُ به بمناسبةٍ كانت تضُمُّ المرحوم راشد الحوري (والده) والاستاذ عبد الحميد فايد (مدير في التربية) والرائد محمد عمر الداعوق بالاضافة الى الموظف في السفارة المصرية (كانت تسمى الدولة المصرية بوقتها) عبد العزيز سيد الأهل رحمهم الله جميعاً،فقال لي يومها جملةٍ حفرت في ذهني وقلبي ولا تزال عندما قال لي، المرءُ يجب ان يجلس حيث يكون المجلس، وحيث يؤخذ بيمينه ويجلس فيُعَزّ كي لا يؤخذ بمرحلة فينحَرّ ويُذَلّ رضي الله عن توفيق راشد الحوري ورحمه الله وأكرم مثواه، فإنه حسن الخلق وصاحب رأي صائب في مختلف المواقف والمجالات.
اسس جامعة الأوزاعي وخرّج الآلاف من حملة الدكتوراه، كان موجهاً ومعلماً يحب ان يقدم الصادقين ليجعل منهم قادة مجلين بالمستقبل.
إجتمع بعمر الداعوق القادم من فلسطين يوم نكبتها. وسار معه خطىً بعد ان اسس الداعوق جماعة عباد الرحمن.
تعاونت معه يوم ان قامت ثورة 1958م وكنا نمارس عملاً مقاوماً، نكتب تقارير للتوثيق يحكي عن مجريات الثورة بالاضافة الى مستلزمات الثورة الفلسطينية. وكان المكان في مستودع بناية لعمر المرحوم عمر حوري ( في شارع حمد في بناية خريجي جامعة بيروت العربية) كلفني يوماً برأب الصدع بين الجماعة في بيروت وادارة الجماعة في طرابلس (كوني على معرفة بهم لأن جذوري من والدي في طرابلس. ولم اوفق يومها كون الجماعة في طرابلس يريدون التدخل في السياسة، فكان الانفصال بين القيادتين، واتخذ الطرابلسيون يومها اسم (الجماعة الاسلامية).
قال لي يوماً، هل تحب ان تزرع السمك؟ فاستغربت سؤاله ولم افهم ما يعني هذا الكلام، فَقد اسس احواضاً للسمك والبزري على انواعه في منطقة (العبدة- عكار) شمالي طرابلس، لتربيته وتنميته ليباع في محل اتخذه في بيروت (محلة العسور) سابقاً المعروفة اليوم بساحة رياض الصلح في جانب مقهى فلسطين. وقد ساهمت معه في هذا المشروع ولكننا لم نوفق وانتم اعلم بتربية الاحياء من الحيوانات من غنم وماغز وبقر.
هذا غيض من فيض عن المسيرة اتذكر بعضه.
رحم الله الفقيد الغالي، في رحيله خسرنا علماً من أعلامها، خسر المجتمع رجلاً شهماً نبيلاً كان غنياً حقيقياً في القيم والاخلاق، وقد ترك إرثاً كبيراً لا يضاهى.
رحمة الله عليه وعلى اخلاقه الطيبة واسكنه فسيح جنانه اللهم آمين.
وهيب الشرمند
ناشط حقوقي