بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2020 09:55ص إنتفاضة ١٧ تشرين هل دمّرت اللبنانيين إجتماعيًا؟

حجم الخط
بعد انطلاق الانتفاضة الشعبية في لبنان في ١٧ تشرين الاول ضد الطبقة الحاكمة والسياسة الاقتصادية والمالية،تبدّلت احوال اللبنانيين الاجتماعية.وعلى الرغم انّ حالة الغضب العارمة وحدت اللبنانيين وبانّ الوجع الواحد جمعهم تحت عباءة الفقر والعوز الا انّ الجوّ العام يضغى عليه الروح السلبية. "اللواء" كان لها اتصال مع المدربة على المواطنة الحاضنة للتنوع والتواصل اللاعنفي وحلّ النزاعات"تانيا عوض غرة"التي اجابت على الاسئلة التالية:

المدرّبة تانيا عوض غرّه


١- في ظل الاحوال السياسية والاقتصادية الصعبة التي تصيب لبنان وتأثيرها السلبي على سلوكهم،ما هي السبل لاضفاء روح ايجابية؟

أبدأ جوابي بسؤال:متى كانت الاحوال الاقتصادية والسياسية جيدة في لبنان؟طبعًا هذه الازمة أقسى من سواها لكن لبنان ومنذ عقود تلفه ازمات.نحن اليوم امام انواع عدة من التهويل او تضخيم الامور لانّ هناك مسًّا بقروش اللبنانيين وتعبها،نجد من يهدد بالمجاعة واخبار عن اقفال المصارف او غلاء الدولار او عدم استيراد القمح،هذه الاخبار المضخّمة اشبّهها باخبار (الفرن).لطالما عاش اجدادنا على البركة فالروح الايجابية نجدها بالامور البسيطة واللحظات الجميلة.ادعو الى تخفيف الترف،فالاعياد اعمق واقدس اذا كانت على بساطتها.ففي أحلك الظروف والاماكن نجد بقعة ضوء، المهم التفتيش على هذه البقعة وعدم الغرق باليأس والاكتئاب، اذًا الايجابية موجودة شرط ان نقصد رؤيتَها.

٢-ما هي سبل تحصين الافراد من الاخبار السلبية؟

لا احد يمكنه تحصين الافراد الا ذاتها،يجب الابتعاد قليلًا عن الاخبار السلبية والعاجلة التي تسبب التوتر. وهنا اتحدث عن تجربتي:بعد ١٧ت١ ولغاية شهر ونيف اصيبت حياتي بالشلل كسائر اللبنانيين عندها نامت قدراتي الخلاقة فتعلمت فصلَ الامور ومتابعة الاخبار بشكل متقطع وان اسعى دائمًا الى الخبر اليقين من مصدره الصحيح. ادعو الجميع الى زيارة الاقارب واللقاء بالاصدقاء لطالما كان اللبنانيون يمتازون برباط العائلة المتماسكة.

٣- منذ ١٧ ت١ ولغاية اليوم كيف يتفاعل اللبنانيون سلوكيًا مع الاوضاع الاقتصادية والمستجدات السياسية؟

في الفترة الاولى،اصيب اللبنانيون بتوتر وهلع فتوجّهوا للتموُّن وشراء المواد الغذائية.اما اليوم،فتأقلم اللبنانيون لانهم اذكياء في التأقلم مع كل الحالات المستجدة.اللبنانيّ مرّ بظروف أصعب في الحروب السابقة من دمار وقذائف وقنص وذبح وقاوم، اما اليوم،اللبنانيون يساعدون بعضهم البعض والتعاضد الاجتماعي تضاعف.سلوك اللبنانيين تعدّل،فاللبناني يسعى فقط لتأمين الاساسيات وهذا السلوك يصنّف ضمن السلوكيات السليمة لاننا وصلنا في السابق الى مرحلة نافسنا المجتمعات الاستهلاكية المتطورة وعندها كان همّ معظمهم الفخامة والرفاهية والترف لتأمين السعادة.اذًا من ايجابيات هذه الازمة المالية ان نقدّر مصروفنا ونختصر المشتريات.وبحسب الخبراء لا مجاعة على الابواب فلنمرّ في عين العاصفة بقلب قويّ.

٤-هل سنصل الى انحدار اجتماعي مع استمرار الازمة؟

الانحدار الاجتماعي نتيجة حتمية للازمة الاقتصادية،فالجرائم والاشكالات الامنية من الممكن ان تتضاعف،وحوادث السير ايضًا لان لا صيانة للطرقات كما تتأثر الاخلاقيات بالوضع الاقتصادي،لكن في لبنان، لدينا حصانة اخلاقية في عائلاتنا التي تساند وتتعاضد وتتعاون ما يخفف قوة الانحدار.

٥-ماذا عن تضاعف السرقات والانفلات الامني؟

ارفض ان اربط الفقر بالسرقة. فالفقير انسان صادق ولديه كرامة، لكن القلائل عندما تتغير حياتهم ممكن ان يمدوا يدهم في خلال الظروف القاهرة.ولبنان مثل باقي المجتمعات، من الممكن ان تزيد (قليلًا) السرقات والنشل وان يخاف اللبنانيون على ارزاقهم لكن لا نستطيع ان نؤكد بدون ارقام ثابتة من قوى الامن الداخلي فالوقت وحده كفيل بالارقام.