بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2023 04:37م اجتماع باريس يستعجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي ويبدي الاستعداد للدعم ولكن بشروط

حجم الخط
بانتظار المزيد من المعلومات بشأن نتائج اجتماع باريس الخماسي حول لبنان، فإن ما رشح عنه لا يخرج عن سياق التوقعات التي كانت رسمت له، قبل انعقاده، بحيث أنه جرى استعراض الأوضاع في لبنان، في ظل استمرار الشغور الرئاسي، وما يمر به البلد من أزمات اقتصادية ومعيشية، تركت انعكاساتها على أوضاع اللبنانيين الذين يمرون بظروف بالغة الصعوبة . وفيما لم يصدر عن المجتمعين قرارات محددة، فقد علم "موقع اللواء"، أن الحضور أبدوا اهتماماً بتطورات الأوضاع في لبنان، وضرورة اتخاذ ما يلزم من أجل التخفيف من معاناة اللبنانيين في ظل هذه الظروف . وأن مجرد انعقاد الاجتماع، تأكيد على حرص الدول المشاركة على البحث في وسائل تقديم الدعم للبنانيين للخروج من هذا الوضع، وبما يخفف من المعاناة القائمة على مختلف الأصعدة .

وكشفت المعلومات، أن المجتمع الدولي حريص على الوقوف إلى جانب اللبنانيين، لكن الطبقة السياسية الحاكمة لا تريد الالتزام بما سبق ووعدت به، على صعيد تنفيذ الإصلاحات ومحاربة الفساد الذي ينخر المؤسسات . وهذا ما أكد عليه المجتمعون في باريس، لناحية التأكيد على أن أي دعم للبنان سيكون مشروطاً، بمدى استعداد مسؤوليه للقيام بما هو مطلوب منهم، على صعيد الايفاء بالتعهدات للمجتمع الدولي، وفي مقدمها تنفيذ البنود الإصلاحية التي تشكل مدخلاً للدعم الخارجي الذي يحتاجه البلد. وكذلك الأمر الالتزام بالشروط التي حددها صندوق النقد الدولي، كبداية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان منذ سنوات .

وإذا كان الاجتماع الباريسي قد فتح الباب لدعم خارجي مشروط للبنان، إلا أن ممثلي الدول الخمس كانوا حاسمين برفض التدخل في الشأن الرئاسي، باعتباره يخص اللبنانيين دون سواهم . وهذا يفرض على القيادات اللبنانية التفاهم بشأن إنجاز الاستحقاق الرئاسي العالق في وقت قريب، وألا تراهن على أي دور خارجي على هذا الصعيد، لأن اللبنانيين هم من يختارون رئيسهم، وليس الخارج، كما قد يظن اؤلئك الذين اعتادوا أن يفوضوا أمورهم إلى الرعاة الإقليميين . ما يعني أنه لا يمكن المراهنة على أي تدخل عربي أو دولي، لفرض رئيس للجمهورية على اللبنانيين . وبالتالي لا بد من الإسراع في التوافق على الرئيس العتيد الذي يشكل انتخابه، بداية رسم معالم الانفراج الموعود في هذا البلد .

وإذ لم يتقرر أي دعم مالي للبناني، بانتظار اتضاح الصورة بشكل جلي، وما يمكن أن يقوم به لبنان من خطوات جادة لكسب الثقة الخارجية، من أجل تقديم الدعم والمساعدة. ولكن يبقى أن مفتاح كل ذلك، أن يحصل توافق على انتخاب رئيس إصلاحي بالدرجة الأولى، لديه من القدرة والكفاءة، ما يمكنه من إدارة الدفة بالطريقة السليمة، وأن يتمكن من إصلاح علاقات لبنان العربية والدولية، وأن يشكل حكومة موثوقة وقادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي" .

ومن المنتظر أن يحصل حراك دبلوماسي عربي ودولي في بيروت، لإطلاع المسؤولين اللبنانيين على أجواء اجتماع باريس، وما هي الخطوات التي جرى التوافق عليها بين المجتمعين، في إطار حث القيادات اللبنانية على القيام بالخطوات المطلوبة منها، لمواكبة الحركة العربية والدولية الهادفة إلى إحداث خرق في الجدار، وبما يخفف من معاناة اللبنانيين، ويفضي إلى إرساء تفاهمات بينهم تخرجهم من هذا النفق الذي يتهددهم بعواقب وخيمة، إذا استمرت الخلافات والانقسامات على حالها .