بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تشرين الأول 2023 05:11م ارتفاع مؤشر التصعيد على الجبهة الجنوبية .. هل يمهد لدخول لبنان المواجهة؟

حجم الخط
خطفت تطورات الأوضاع على الحدود الجنوبية الانظار عن كل ما عداها من ملفات، في ظل خشية حقيقية من دخول "حزب الله" الحرب ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، لمساندة حركة "حماس" في المواجهات البطولية التي تخوضها ضد الاحتلال الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة .  وقد سيطرت أجواء القلق والحذر على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، بعد التصعيد الذي شهدته  بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، على إثر قيام الأول بإطلاق صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية  عند الحدود، في حين قامت قوات "يونيفيل" والجيش اللبناني بتسيير دوريات على طول الخط الأزرق، من الناقورة جنوباً حتى مزارع شبعا شرقاً. وهذا ما دفع سكان المناطق الحدودية إلى إبداء مشاعر الخوف من  انفجار الأوضاع العسكرية في أي لحظة، في ظل حالة الاستنفار والاستعدادات الشاملة من جانب مقاتلي الحزب على طول الحدود . 

وفي ظل تسارع الأحداث على الجبهة الجنوبية، فإن السؤال الأساسي المطروح، هل يعمد الحزب إلى تلبية نداء "حماس" بوحدة ساحات المقاومة ضد إسرائيل، من خلال تحريك الجبهة اللبنانية التي بدت وكأنها على كف عفريت؟ لا تستبعد مصادر المعارضة هذا الخيار، إذا وجد "حزب الله" أن الوضع بات يتطلب دخوله في الحرب الدائرة، في حال تصاعدت حدة المواجهات في قطاع غزة، بهدف تخفيف الضغط عن حركة "حماس" . سيما وأنه علم أن الفصائل الفلسطينية التي تقاتل إسرائيل، طلبت من الحزب الدفع باتجاه ربط ساحات المقاومة، ما يعني إمكانية أن يصار إلى تحريك الجبهة الجنوبية في أي وقت في مواجهة إسرائيل . لكن بدا أن "حزب الله" يتريث بانتظار طبيعة التطورات في الأيام المقبلة . بدليل إعلانه عدم علاقته بالاشتباك الذي وقع بين مسلحين فلسطينيين تسللوا إلى داخل إسرائيل، قرب بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي . 

وقد جاء هذا الحادث بعدما حاول عدد من الشباب الفلسطيني من مخيم عين الحلوة، اجتياز الشريط الشائك على  الحدود بين لبنان وإسرائيل، إضافة إلى قيام عدد من الشبان برشق الحجارة على كاميرات المراقبة التابعة لإسرائيل عند الجدار الحدودي الفاصل . وفيما أكد الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الماضية عدم تخوفه من احتمال تفجر قتال على الجبهة الشمالية مع لبنان، حيث تنتشر مواقع لحزب الله، علم أن المسؤولين الرسميين اللبنانيين، تلقوّا اتصالات غربية "تنصحهم" بعدم إقحام بلدهم في الحرب الدائرة في قطاع غزة".كما أشارت المعلومات إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بدأ اتصالات خارجية للوقوف على حقيقة تطورات غزة، وداخلية مع اطراف عديدة منها "حزب الله".

وقد أكدت أوساط وزارية ل"موقع اللواء" أن "المشاورات التي أجراها الرئيس ميقاتي مع عدد من المسؤولين العرب والأجانب، تصب في إطار سعيه لإبعاد لبنان عن الحرب الدائرة في غزة، باعتبار أنه لم يعد للبنانيين أي قدرة على تحمل ويلات الحرب . وانطلاقاً من ذلك كان تشديد الرئيس ميقاتي عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية التي أجراها. وكذلك الأمر في العديد من الاتصالات التي تلقاها من عدد من رؤساء الدول والحكومات، على أن الاولوية لدى الحكومة هي لحفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان،واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة، بالنظر إلى أن لبنان غير قادر مطلقاً على تحمل تبعات أي عدوان إسرائيلي قد يستهدفه، وهذا ما يتطلب تحصين الجبهة الداخلية، والعمل على حماية الاستقرار والسلم الأهلي".

لكن إزاء تسارع التطورات في غزة وفي الجنوب اللبناني، فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة، وفق تقديرات عدد من المراقبين الذي يرون أن الحزب لن يقف مكتوف الأيدي إزاء توسع رقعة الاعتداء الإسرائيلي على غزة، وبالتالي فإنه سيجد نفسه مضطراً للدخول في المواجهة، ما سيضع لبنان في قلب الحرب. وهذا ما بدأت مؤشراته من خلال قيام الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع ل"حزب الله" في عدد من البلدات الجنوبية في القطاع الغربي، سيما في يارين ومروحين والضهيرة . وهذا معطى بالغ الخطورة لا يمكن التكهن بنتائجه، في حال انفجار الأوضاع العسكرية على الحدود .