بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2022 08:07ص صعوبة مساعي السعودية في لبنان القابع بين الاحتلالَين

حجم الخط
منذ ٣٣ سنة تم توقيع إتفاق الطائف كآخر الحلول لوقف إراقة الدماء في لبنان بعد حروب دامية مدّة ١٥ سنة متتالية انتهت بتكريس إحتلال سوري ظالم وقاسٍ تم استبداله سنة ٢٠٠٥ باحتلال إيراني أقسى وأظلم وقد حصل المؤتمر المنعقد في قصر اليونيسكو في الخامس من الشهر الجاري تكريساً وتذكيراً للدَور السعودي الذي ساهم في التوصّل لهذا الإتفاق سواء كنّا من المؤيدين والداعمين أو الرافضين له.
فقبل أن ننتقد الطائف لماذا لا نعمل بنصيحة حكيم لبنان الراحل الكاردينال صفَير رحمه الله الذي قال: «دعونا نطبق الطائف أولاً ثم نعالج شوائبه ونعيد النظر بها».
ربما تناسى المؤتمرون وعن دراية وسابق تصوّر وتصميم ولأسباب مصلحيّة بإمتياز مساوئ الاحتلال الإيراني والذي ينطبق عليه بالنصّ المادة الثانية من إتفاق الطائف؛ «المادة ٢: بسط كلّ سيادة الدولة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية: نَصَّت فقرات هذه المادة على حلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتعزيز قوى الأمن الداخلي والقوات المسلحة وحلّ مشكلة المهجرين وتأكيد حق المهجرين بالعودة إلى الأماكن الأصلية التي هُجّروا منها».
فمنهم من رفض المجيء شخصياً (سمير جعجع) وحتى رفض نائبه (جورج عدوان) فكانوا ممثلين بنائب الأشرفية غسّان حاصباني الذي لم يأتِ على ذكر الاحتلال كما غالبية الحضور.
فجنبلاط الذي يجاهر بالطائف على القطعة جاء ليخبرنا كيف قصفت ميليشياته على الجيش اللبناني وليستعطف جمهوره باعتذار علني ويبيعهم «رئاسة مجلس شيوخ» على قياس طائفته.
لأسبابٍ محاصصة وتسوية لم يذكر أحدهم السبب الوحيد والأصلي للانهيار وهو بالخط العريض «الاحتلال الإيراني».
- لا يوجد سائح في البلد بسبب هذا السلاح بالرغم أن لبنان بلد سياحي بإمتياز وفيه عدد كبير من الآثار المُدرجة على لوائح «اليونسكو» وخليط ثقافي وحضاري ممَيَّز في المنطقة مع إنفتاح تاريخي على العالم.
- لا يوجد مُستثمر أجنبي واحد في البلد بعد أن غادره الكمّ الكبير توالياً بعد حرب تمّوز و٧ أيّار وسقوط حكومة الحريري بقوّة القمصان السّود وغيرها من الحوادث والاغتيالات التي لا تُعَدّ ولا تُحصى آخرها غزوة عين الرمانة يوم ١٤ من شهر ١٠ سنة ٢٠٢١.
- لم يعد متوفّراً «بنج» أو «قضيب فضّة» في مستشفى لإجراء أبسط العمليات الجراحيّة... حتى أطباء لبنان هاجروا بعد أن كنّا مستشفى الشرق.
- طلّاب لبنان هاجروا بعد أن كان جامعة الشرق فماذا بالحريّ نحكي عن الطلّاب الأجانب الذين كانوا يقصدوننا...
- مصايف لبنان وبيوته فارغة حتى للعصافير المهاجرة.
- مصارف لبنان تعاني هجرة العملات الصعبة بعد أن كان يوماً تصنيف لبنان الخامس عالمياً من الناحية الاقتصادية حيث أن البورصة العالميّة لم تكن لتقفل قبل بورصة بيروت.
- فساد مستشرٍ في الإدارات والدوائر الرسميّة يغطّيه سلاح يحتمي خلفه «الزعران».
- المجاعة بدأت والفقر ينتشر في البلد أسرع من إنتشار السرطان في الدمّ.
- بيوت لبنان خلَت من شبابها الذي أصبح اليد العاملة الأكثر تأثيراً في بلاد الانتشار زحفاً خلف لقمة العَيش التي حُرموا منها.
- تعيينات بقوّة وبضغط السلاح في المراكز الأساسيّة في الدَّولة دون النظر إلى الكفاءة أدّت إلى تعميق الهاوية والانحدار الجهنمي الذي نعيشه.
- قوى أمن تفقد عناصرها الذين يهربون توالياً بسبب الفقر سعياً وراء الهجرة لتأمين لقمة العَيش.
- نسبة انتحار قياسيّة تشهدها البلاد في زمن هذا الاحتلال.
- حدود بلد سائبة لتهريب ما تبقّى من خيرات لبنان للخارج.
- حكومات «ساقطة» دستورياً وشعبياً رفضت دفع مستحقات البلد وأدخلتنا في ورطة استحقاق كامل الديون.
- تلك الحكومات نفسها هدرت مدخرات الشعب على دعم للمحتل وحليفه وأدواته.
- تلك الحكومات هدرت أكثر من ٥٠ مليار دولار على قطاع يكلّف بالأكثر ١٠ مليارات لإنعاشه ولا يزال يزيد نزيف البلد ويدمّره.
- تلك الحكومات لم تحرّك ساكناً عندما هدّد المحتلّ القضاء ودخل الناطق بإسمهم علناً إلى قصر العدل تحت أنظار الجميع وبالرغم من وجود عناصر أمنية رسمية وكاميرات مراقبة وصحافيين وهدّد أحد القضاء.
- والأهم والأكبر والأكثر مأساوياً تناسي جميع المسؤولين عن تفجير مرفأ بيروت والعمل على لملمة الجريمة بدل رفعها لجميع المحافل الدوليّة.
كلّ هذه المصائب وقعت علينا بسبب «إحتلال إيراني» تهرّب الجميع من مقاومته ولا بل تقاسموا معه المناصب الوزارية والتعيينات العامة إلّا بعض الوطنيين الذين نفتخر بانتمائنا لوطننا وليس لحزبنا أو لزعيمنا.
الشكر، كل الشكر للمملكة في الداخل والخارج والملامة كل الملامة للمستزعمين غير المقاومين في الداخل والخارج.
لبنان لمن يستحقه ويقاوم لأجله دون منّة أو مصلحة شخصيّة.