بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الثاني 2021 06:41ص «استعادة حقوق المسيحيين»

حجم الخط
من وقت لآخر يتحفنا البعض بشعارات زائفة مضللة، أحدها: استعادة حقوق المسيحيين في الوطن والمشرق، متجاهلا الحقائق والوقائع التاريخية لما ألحقوه من آلام وويلات وكوارث بحق اللبنانيين والمسيحيين بوجه الخصوص، كُثر الحديث عنها، ولا حياة لمن تنادي ..

سياساتكم الخاطئة المدمرة على كل المستويات، أوصلت البلاد إلى هذا الدرك الخطير، وحولتم اللبنانيين والمسيحيين بوجه الخصوص إلى أشباه أموات، آمالهم مكسورة، وأحلامهم مخطوفة، وأمانهم مفقود ومكشوفين بالكامل بلا مظلة أمان ...

وارتفع عدد المهاجرين في العام2020  ثلاثة أضعاف عن كانون الاول عام 2019، غالبيتهم الساحقة من المسيحيين الذين ضاقت بهم كل سبل العيش الكريم في وطنهم...

فقر وعوز وبطالة إسوة بباقي اللبنانيين، حصصهم في وظائف الإدارات العامة والمؤسسات العامة وباقي مرافق الدولة، مصادرة للمحظوظين والمحاسيب والأزلام، دون حسيب أو رقيب.. لن تنفع كل أساليبكم التحريضية المشبوهة لإثارة النعرات والغرائز الطائفية «لتعويم أنفسكم» بعد أن اكتشف العالم كله حجم نفاقكم وفضائحكم وفسادكم...

المسيحيون ... كانوا وباقون ركناً أساسياً أصيلاً من تاريخ وتراث وثقافة وحضارة هذا الوطن وهذا المشرق، وأحد رواده الكبار الذين تركوا بصماتهم الإبداعية في الميادين السياسية والعمرانية والفكرية والثقافية والأدبية والشعرية والروائية والفنية بكل ألونها...

إذا أردتم استعادة شيء... استعيدوا أولاً ماء وجهكم وكرامتكم الوطنية وكرامة وعزة وحرية الوطن وسيادته واستقلاله، بعيداً عن أي ارتهان... واستعيدوا ثقة المواطن بدولته ومؤسساتها الوطنية ...

استعيدوا هيبة الدولة وهيبة سلطاتها العسكرية والامنية والقضائية والرقابية، لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين دون كيدية أو إستنسابية، وإستعادة الاموال المهربة للخارج، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية ووضع حداً لتقطيع أوصال الوطن وتحويله إلى مزارع وإقطاعيات طائفية ومذهبية؟!...

إستعيدوا الإلتزام والتقيد بالأحكام والنصوص والأصول الدستورية والقانونية واحترامها وعدم تجاوزها أو الاجتهاد بها، واسرعوا بتسهيل ولادة الحكومة لوقف النزف والإنهيار، وغلبوا المصلحة الوطنية العليا على المصالح والاعتبارات الخارجية ...

هكذا تٌستعاد حقوق المسيحيين وكل اللبنانيين ... إن كنتم أسياد أنفسكم وقراركم!