لم تكن الإبتسامة تغيب عن وجهه، لم يتأخر عن مد يد المساعدة لكل محتاج، لم يتأخر عن متابعة أخبار وأوضاع رواد الكشاف القدامى، لم يتوانَ عن المشاركة في كل نشاط يخدم مدينته وأهله في بيروت ومختلف المناطق.
إنه الأمير القائد المتواضع يوسف دندن، الذي خطفته يد المنون أمس، بعد صراع مرير وطويل مع المرض، كان في كل يوم يستعين بإيمانه العميق، ويتسلح بصبره الطويل، ليتغلب على آلامه ومعاناته المستمرة بصمت وكبرياء منذ سنوات.
جسّد يوسف دندن بعفويته المعروفة، وطيبته المشهودة، شخصية البيروتي الأصيل، الذي يهب لنصرة إخوانه عندما يدعوه الواجب، والذي يسعى للخير كلما إستطاع إلى ذلك سبيلاً، ويحرص أن لا تعلم شماله ما قدمت يمينه، ولا وجود لكلمات المنّة أو الجميل، ومرادفاتهما في قاموسه اليومي.
بقي مخلصاً لكل ما ناضل من أجله طوال حياته العملية، من المد القومي في المرحلة الناصرية، إلى القضية الفلسطينية التي إستوطنت وجدانه، وصولاً إلى ثورة المليون شهيد في الجزائر.
بغياب الأمير القائد، الإنسان المتواضع، تفتقد بيروت، قامة كشفية ووطنية كبيرة، ليس من السهل أن تغادر ذاكرتنا.